سفير بغداد: أي ألم يتألمه السوريون هو ألم للعراقيين

جدد سفير العراق بدمشق علاء الجوادي وقوف بلاده إلى جانب سورية مؤكداً أن من يتآمر على سورية اليوم هو نفسه من يتآمر على العراق الديمقراطي وبنفس الآليات والأساليب والشعارات.
وفي كلمة له ألقاها مساء أمس خلال ملتقى عن التواصل العراقي السوري ونظمته السفارة العراقية، عبر الجوادي عن حب سورية والإيمان بدورها، موجهاً الشكر للشعب السوري وللرئيس بشار الأسد على رعاية الأخوية والأبوية للشعب العراقي المقيم على أرض سورية.
وتحدث الجوادي عن العلاقات التاريخية بين الشعبين العراقي والسوري وقال إن الحب بين شعبي البلدين انعكس عبر صفحات الأدب والفكر والتداخل العميق بين الشعبين الاجتماعي والعشائري، وتابع: من هنا سنقدم في هذا الملتقى كتاب «الهيام بين العراق والشام» لمؤلفه محمد سعيد الطريحي، والذي جمع القسم الأول منه ما قاله العراقيون من شعر تجاه الشام ودمشق، مشدداً على أن الكتاب يمثل «أكبر وثيقة حب صادقة تقارع السياسة والتقلبات».
وذكر الجوادي أن «الروابط التاريخية والحقيقية بين بلاد الرافدين والشام والتطور الديموغرافي الإنساني الذي حصل في البلدين، متشابهة إلى حد كبير فما من كيان اجتماعي أو عرقي أو ديني في العراق إلا وتجد له امتدادا في سورية والعكس صحيح، فهذه البلاد سكنتها نفس القبائل فاستوطن قسم منها في العراق وآخر في بلاد الشام، وأخذوا يتطورون جميعاً عبر تطور الحضارة والأديان، فما تجد من صوت في بلاد الشام إلا وتجد له صدى في بلاد الرافدين وما تجد من صوت في بلاد الرافدين إلا وتجد له صدى في بلاد الشام.
وقال الجوادي: إن التكامل بين العراق والشام قدر شئنا أم أبينا، وقد سمعت هذه الكلمات من الرئيسين بشار الأسد وجلال طالباني وأيضاً من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، وجميعهم يؤكدون أن التكامل بين بلاد العراق والشام هو قدر، وتابع: لكن برزت في أحيان كثيرة قوى شريرة تسعى إلى فك روابط التاريخ بين الشعبين والبلدين، وفي المقابل كانت هناك قوى خيرة تؤكد بلسانها وبدمائها هذه الروابط.
وأضاف: لقد كان من بين أبرز قوى فك الارتباط بين العراق وسورية وبين العراق وجوارها العربي والإسلامي، قوى تسعى إلى وضع الشر وعلى رأسها نظام صدام الذي ساهم بعزل العراق عن شقيقه العربي والمسلم السوري وجعل من نفسه أداة لقوى غامضة لتمزيق المنطقة، بل إن كثيراً من المشاكل التي يعيشها الآن العالم العربي هي امتداد لتلك الحقبة التي أضعفت العالم العربي بكل أقطاره.
وبين الجوادي أنه أمام قوى الانفصال والتخريب تلك، كانت هناك قوى الخير والالتقاء وعلى رأسها الرئيس الراحل حافظ الأسد، هذا الرجل الذي أعطى مثالا للقائد العربي في زمن المحنة، مثله كمثل سيف الدولة الحمداني، ذلك البطل العربي المسلم الذي رأى أمته تتهاوى إلى الذل والهبوط فقام مجاهدا بثلة من إخوته المؤمنين ووقف على ثغور بلاد المسلمين والعرب حتى أقامها راية شامخة لنا.
وأضاف الجوادي: لقد رأيت أن القائد حافظ الأسد قام بنفس الدور ولا يوجد مجال في الحديث المفصل عن دوره في إعطاء الصورة المشرقة لأمته العربية ولكن ما يتعلق بي كعراقي أمثل شعباً فيه العربي والكردي والآشوري والمسيحي والسني والشيعي واليزيدي والطائي فإن كل هؤلاء كان الراحل حافظ الأسد الأب لهم، يرعاهم كما يرى أبناءه السوريين.
وقال: سئلت يوماً ما موقفكم من سورية؟ فقلت: من يتنكر لحقوق سورية تجاه العراقيين عليه أن يراجع منظمته الأخلاقية، لأن السوريين مع ما هم عليه من ظروف اقتصادية وسياسية وهي دولة صامدة أمام عدو الأمة الأكبر، إلا أنها لم تقل في يوم من الأيام للعراقي أنتم ثقل علينا وكانوا يقاسمون العراقي رغيف العيش.
وشدد السفير العراقي على أن حكومته مؤمنة اليوم إيماناً قاطعاً بالعلاقة الإستراتيجية بين البلدين وتعتقد أن سورية هي امتداد للعراق كما تعتقد الحكومة السورية أن العراق هو امتداد لسورية، وتم تتويج ذلك بالاتفاق الإستراتيجي بين البلدين والذي وقعناه، ومهما حصل من أمر لا يريح الصديق وإنما يسر العدو، إلا أن هذا الافتراق ما كان ليحصل حتى ينتهي وترجع العلاقات الثنائية على أحسن ما كانت عليه، وحصلت الزيارات المتبادلة بين رئيسي وزراء البلدين لتأكيد الاتفاق الإستراتيجي.
واعتبر الجوادي أن الاتفاق الإستراتيجي بين البلدين لا يحمل أي نزعة عداء لآخر، وهو اتفاق جاء لخدمة البلدين الشقيقين أولا، وخدمة السلم والتعاون الدولي العالمي ولازدهار المنطقة ثانيا، فمقدار تراص العلاقات بين البلدين تحصل المنطقة والبلدان على ثمار الاتفاق.
وختم الجوادي قائلاً: نؤكد حبنا لسورية وإيماننا بدور سورية، كما نعبر عن شكرنا وامتناننا للشعب السوري الكريم وللرئيس بشار الأسد لرعايته الأخوية والأبوية للشعب العراقي المقيم على أرض سورية، ونؤكد مرة أخرى ما أكده الرئيس طالباني ورئيس الوزراء المالكي من وقوفنا مع سورية ولاسيما أن من يتآمر على سورية اليوم هو نفسه من يتآمر على العراق الديمقراطي وبنفس الآليات والأساليب والشعارات.
وأضاف: حينما أعلنت قيادتنا أننا معك يا سورية فهي لم تعلن من فراغ وإنما من وعي كامل أن أمن سورية من أمن العراق وأن ما يحصل لسورية يهمنا وأي ألم يتألمه أي سوري هو ألم للعراقيين.
الوطن