سقوط عشرات القتلى والجرحى في مدينة الزاوية..

أدت الاشتباكات التي جرت أمس بين المحتجين والكتائب الأمنية الليبية إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى في وقت استمرت فيه الاحتجاجات في عدة مدن ليبية وقدم مديرو أمن وسفراء استقالاتهم ردا على استخدام العنف ضد المحتجين ,وطالب العقيد القذافي أهالي مدينة الزاوية بمواجهة المحتجين .

فقد ذكرت رويترز أن المتظاهرين سيطروا على شرق ليبيا بكامله من الحدود المصرية إلى بلدة اجدابيا غربا وان مدن طبرق ودرنة وبنغازي باتت في ايدي المعارضين.

وأشارت الوكالة إلى أن الرصاص ما زال يسمع ليلا في غرب البلاد بما فيها العاصمة طرابلس فيما تنعم مدينة البيضاء الساحلية شرق بنغازي بالهدوء.

ونقلت الوكالة عن أحد المتظاهرين في بنغازي قوله: إننا ننوي الزحف على طرابلس وأن هدفنا هو طرابلس اذا لم تتمكن من تحرير نفسها بنفسها.

من جانبها نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن شهود عيان وصلوا برا إلى تونس أن مدينة زوارة الليبية التي تبعد 120 كيلومترا عن طرابلس خلت من الشرطة والعسكريين وأن الشعب يسيطر عليها.

وذكرت صحيفة قورينا الليبية أن 23 قتيلا على الأقل سقطوا وأصيب 44 بجروح في هجوم شنته الكتائب الامنية الليبية على مدينة الزاوية جنوب طرابلس صباح أمس.

وأشارت الصحيفة إلى أن المصابين لم يتم التمكن من إيصالهم إلى المستشفيات نظرا لإطلاق النار الكثيف في كل الاتجاهات وإلى قيام أهالي القتلى بإخراج الجثث من المستشفيات خوفا من وقوعها في أيدي الكتائب الأمنية.

وذكرت الصحيفة أن مطار درنة تعرض لهجوم من إحدى الكتائب الأمنية وأن المحتجين تصدوا لهذا الهجوم وشكلوا لجانا لحماية المطار.

وبينت الصحيفة أن مدينة الكفره سقطت في ايدي المحتجين بالتعاون مع الأهالي.

وقالت الصحيفة إن عددا من مديري الامن في عدة مناطق ليبية قدموا استقالتهم احتجاجا على استخدام العنف والقوة ضد المحتجين.

وبحسب الصحيفة فإن مسيرة نسائية انطلقت من أمام كتيبة الفضيل ابو عمر في منطقة البركة عبرت فيها المشاركات عن استنكارهن الشديد لسفك دماء أبناء الشعب الليبي واستيائهن من العنف الذي مورس ولا يزال ضد المدنيين العزل في المدن الليبية.

وقال مراسل الصحيفة في مدينة مصراتة إن من وصفتهم بالمرتزقة شنوا هجوما على إذاعة محلية وقاموا بتدمير هوائي البث فيها مشيرا إلى أن الحياة عادت الى طبيعتها في المدينة بعدما باتت تحت سيطرة السكان وتم تشكيل لجان تنسيقية مع الجيش لحفظ الأمن وتم القبض على أحد هؤلاء المرتزقة.

من جهة أخرى قال مصطفى عبد الجليل وزير العدل الليبي المستقيل في حديث متلفز إن المنطقة الشرقية في ليبيا باتت تحت سيطرة الشعب وكذلك مناطق اخرى مضيفا ان المتظاهرين يدعون إلى وحدة ليبيا.

وفي هذا السياق، أعلن المكتب الإعلامي لأحمد قذاف الدم استقالته من كل مهامه الرسمية في ليبيا.

وقال المكتب في بيان له إن قذاف الدم أعلن استقالته من أي منصب رسمي يشغله احتجاجا على أسلوب المعالجة التي تتم في الأزمة الليبية.

ودعا البيان الجميع إلى وقف حمام الدم والاحتكام إلى العقل من أجل ليبيا ووحدتها ومستقبلها والتي هي فوق الجميع.

كما قدم السفير الليبي في الأردن محمد البرغثي في مقابلة متلفزة استقالته وأعلن الوقوف الى جانب الشعب الليبي.

وفي طرابلس طالب العقيد معمر القذافي قائد ثورة الفاتح من أيلول الليبية في خطاب صوتي بث على التلفزيون الليبي أهالي مدينة الزاوية بمواجهة المحتجين مجددا وصفه المشاركين بالمظاهرات بأنهم يتعاطون الحبوب المخدرة.

واعتبر القذافي أن السلطة في ليبيا في يد الشعب وباستطاعة الليبيين تغييرها في اي يوم وكذلك تعديل اللجان ومحاكمة أي شخص لافتا الى انه تخلى عن السلطة منذ عام 1977 وسلطته ادبية مرجعية فقط.

ونقلت وكالة الجماهيرية الليبية للأنباء عن عائشة معمر القذافي نفيها مغادرة ليبيا الى مالطا وأكدت أن هذه المعلومات غير صحيحة.

من جانب آخر دعت اللجنة الشعبية العامة للأمن العام في ليبيا في بيان نقلته قناة الليبية جميع المواطنين الذين بحوزتهم أسلحة تم الاستيلاء عليها بالطرق غير القانونية والشرعية إلى تسليمها للقيادا ت الشعبية في مناطقهم مشيرة إلى أن من يقوم بذلك سيعفى من الملاحقة القانونية.

من جانبه ذكر التلفزيون الليبي القناة الأولى أن الهدوء يسود العاصمة طرابلس والمؤسسات العامة تعمل بشكل اعتيادي وعرض التلفزيون صورا لما سماهم المغرر بهم مع بعض الأعترافات حول مهاجمتهم لمواقع امنية وعسكرية.

إلى ذلك نقلت رويترز عن المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني قوله للصحفيين إن الولايات المتحدة وحلفاءها يدرسون جدوى كل الخيارات بشأن ليبيا بما في ذلك فرض منطقة حظر طيران ردا على الأزمة في ليبيا.

وفي برلين أعلنت شركة الطيران الألمانية لوفتهانزا أنها قررت إلغاء جميع رحلاتها إلى العاصمة الليبية طرابلس حتى الأحد المقبل.