سكان الفضاء في أسواق دمشق

 سكان الفضاء في أسواق دمشق


ساهرة صالح .شام نيوز

- كم  كنّا  نستمتع و مازلنا بتلك الأفلام الميتافيزيقية التي استطاعت أن تأخذنا بعيداً ,عابرةً حدودَ  الزمانِ و المكانِ مع كائناتٍ فضائيةٍ غريبةِ الشكلِ و اللّون و من كواكبَ مختلفة  .

وكم  كان  سهلاً  تميّز  هذه الكائنات عن البشر  في تلك الأفلام ,,  فبعضها كان من المريخ  و أخرون من زحل و ما إلى  ذلك ...
ولكن هل  حصل  يوماً أن شعرتَ  بنفسك  كائناً فضائياً , و تحديداً  من كوكب المشتري  ؟؟؟؟؟



- بالطبع ,  فمن  منّا لم يَعش  هذهِ التجربة الخيالية  و خصوصاً في أيامِ   المواسمِ و الأعيادِ , عندما يصبح  الباعةُ بَشَريُون (أي بشر) و  نحن مشتريون , أي أننا من كوكب  أخر .

فيعاملوننا  كأننا مخلوقاتٍ فضائيةٍ لا تعرف شيئاً عن الأسواق و الأسعاروبأنّها زيارتنا الأولى لهذا الكوكب الجميل  الذي يُدعى  الأرض ,أو هذا ما يعتقدونه على الأقل  ....
و(( بفلهويتهم)) المعتادة  (أي الباعة) يرفعون  الأسعار في  هذه الأوقات من السنة لأنهم  يعلمون عِلم اليقين بأنّنا (أي  المشترين ) لانهبطُ  إلى الأرض إلاّ لنتسوق في المواسم والأعياد  ....

 
ونتشكل على هيئة البشر لننقض على الأسواق بأموالنا الطّائلة  ونشتري كل ما لديهم و بأيّ سعرٍ كان..
وأكبرُ دليلٍ على صِحة هذا الكلام هو ما يقولونه لأحدنا عندما يعترض على هذا الغلاء
بقولهم : ((شو الظاهر أنتِ مو من هون ))
- ليكون الجواب المنطقي : (( لا والله من المشتري أنا ))

ومن يتجرأ على إلقاء هكذا نكتة في أيام الدفش و الطحش ؟!!
فالويل و الثبور و عظائم الأمور , كيف لا والبائع في أيام وقفة العيد لا يَكاد يحتمل الثياب الّتي عليه من شدة الضغط الذي يَلقاه منّا نحن المُشتَرين..

- لكننا نود ومن كوكبنا المشتري أن  نوجه  لهم  رسالةً  مشفرةً  عبرَ الأقمارِ  الصناعيّة  بأغنيةٍ كنّا قد سمعناها من فنان إنسان يقول  فيها : 

-العالم   كلّها   شرايّة  (أي  من المشتري  )
-بس  مش كلّها   بياعين (أي ...............)

- فهل هناك حياة لمن نغني؟؟؟