سلّم أليسون... على سطحنا!!!

ا
عبد الفتاح العوض - الوطن
اليان أليسون أستاذ جامعي سويدي يحاضر في آليات الصراع... أصبح وزيراً للخارجية وبعدها عاد إلى مدرجات الجامعة حاملاً معه نظرية جديدة سماها سلم أليسون.... ملخص فكرة أليسون أن الصراع يأخذ منحى سلم الصعود وآخر للهبوط ففي صعود السلم عليك أن تمر بإدانات وتحذيرات ثم لجان تقصي حقائق ثم عقوبات معنوية وأخرى اقتصادية وبعدها إجراءات قسرية منها استعراض القوة والتهديد بها.... وبعد حسابات الربح والخسارة إما القفز عن الدرج أو استخدام سلم الهبوط.... وأما سلم الهبوط فيبدأ بالحديث عن العمل الإنساني ثم..... التنمية وإعادة البناء وصولاً إلى المصالحة الشاملة والاندماج..... «أسأل لماذا لا نبدأ من نهاية السلم».
 

دون سلم أليسون، المواطن السوري يعرف تنظيرات الصراع لأنه اعتاد عليه.... ومثلما يروى عن شكري القوتلي يوماً أنه قال: «إن كل سوري سياسي... وواحد من اثنين يعتقد أنه يصلح ليكون رئيساً... وواحد من أربعة يتراءى له أنه نبي!» وبغض النظر عن مبالغة العبارة فإن السوري يعرف أنه بدأ يدخل من بوابة العقوبات الاقتصادية.... وأي عقوبات اقتصادية تلقي بظلالها الداكنة على المواطن وعلى الطبقات الفقيرة أكثر من غيرها... كذلك فإن «النظام» هو أقل من يتأثر في هذه العقوبات لأنه يستطيع أن يحمي نفسه منها... وبذلك تكون العقوبات التي تتخذ «لحماية الشعب» هي عقوبات لإذلاله... والقضية إلى كونها غير إنسانية أيضاً هي غير أخلاقية لأن الغاية منها الضغط على النظام من خلال إيذاء الناس وهذا يشبه تماماً مثل من يخطف ابناً ويعذبه من أجل الضغط على أبيه.!!!
السوريون الآن يدركون جيداً أن «سلم أليسون»على سطح وطنهم لكن الشيء الأكثر أهمية أنهم لم يدركوا بعد جيداً أنهم قادرون على إنزاله من الداخل..
بصراحة أكثر لو أن الجهود التي بذلناها خارجياً قمنا بها من أجل إرضاء الداخل لكانت الأزمة من الماضي... ولكنا بغير حاجة لانتظار اجتماعات نعرف أطرافها من أي كتاب تقرأ؟؟؟
والآن علينا أن نقدم مبادرة سورية خالصة ومخلصة بدلاً من التعاطي مع مبادرات الآخرين رفضاً وقبولاً ودراسة وتحفظاً وبقية القائمة التي تزيد من عمر الأزمة إن لم تؤججها....
وعندما نقول الحل سوري وبأيدي السوريين فعلينا أن نصنعه ونسير به لا أن ننتظره؟
والمؤهل لإنتاج حل سوري هم ثلاثة أطراف إما الدولة وهي إلى جانب كونها المسؤولة عن إيجاد الحلول تمتلك القدرة على تسويقها والحوار حولها... ثم المعارضة التي ينبغي أن ترتقي لتكون معارضة مسؤولة وطنياً وليس طالبة ثأر أو سلطة... ثم الطرف الثالث المؤهل ليقوم بهذا الدور الوطني المتميز في هذه اللحظة الحرجة هو المجتمع المدني والشخصيات العامة التي أراها قصرت في الدخول على خط معالجة الأزمة وإن كان لديها بعض التبريرات فعليها أن تدرك أن من واجبها دفع بعض التضحيات.
فمن الذي سيكون صاحب المبادرة السورية المنقذة للوطن؟ سؤال لا تحتمل إجابته التأخير!!

أخطاء موسمية
ثمة أخطاء تترافق مع الأزمات أسميها أخطاء موسمية:
الذي يطالب بالتدخل الأجنبي يسمي نفسه « ثائراً»
الذي يطالب بالحرية يصبح معارضاً
الذي لا يكون معك يكون ضدك
الذي يقدم طرحاً متزناً يسمى رمادياً
وغيرها.... أطمئنكم أن هذه الأخطاء ستصبح طرائف مع نهاية الأزمة مثلها مثل برامج «أخطاء وعثرات» الممثلين!!!