سليمان: تأجيل الاستشارات النيابية "لا مبرر له"

استبعد رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان امام زواره امس السبت تأجيل الاستشارات النيابية الملزمة، في ظل ما تردد عن اتصالات داخلية وخارجية لتأجيل موعدها، واصفاً هذا التأجيل بأنه "لا مبرر له باعتبار انه هو من دعا الى اجرائها ومن واجب كل من المعنيين ان يقوم بمسؤولياته وان يتحمل موجباتها"، واضاف "ان لا شيء يدعو الى القلق من تداعيات الازمة السياسية على الاقتصاد"، منبهاً الى ضرورة "عدم تأثير الازمة على الحياة اليومية للناس على ان يكون عنوان المرحلة المقبلة حقوق المواطنين ومطالبهم".
وأكدت مصادر نقلاً عن سليمان أنه لم يكن لدييه حتى مساء أمس السبت توجه الى التأجيل، إلا إذا اتفق الأفرقاء على ذلك.
من جانبها ذكرت مصادر مطلعة لصحيفة "الحياة" ان رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط من أشد مؤيدي اقتراح تأجيل الاستشارات النيابية المقررة غدا، والذي عبر لجريدة النهار بأنه "من الجيد اننا نتشاور بهدوء، وخصوصاً اذا احتكمنا الى اللعبة الدستورية"، وشدد على "ضرورة التخفيف من التصريحات التي سئم منها اللبنانيون".
وعن الردود على ما انتهى اليه قراره من الاستشارات قال: "أنا اتخذت قراري السياسي وهو مبنيّ على معطيات وطنية واقليمية واضحة. وسيرى اللبنانيون جواب اللقاء الديموقراطي في الاستشارات يوم الاثنين. وفي النتيجة فان قراري باختيار رئيس الحكومة سيكون ترجمة لخيار المقاومة وسوريا"، مضيفاً أن "اللقاء مع السيد نصرالله ممتاز جداً تناولنا أفكاراً عدة وهو من أكثر المدركين لخطورة الوضع في البلد".
وفي لاسياق ذاته أوضح مصدر سياسي في قوى "8 آذار" أن "المعارضة باتت مقتنعة بأن نتيجة الاستشارات النيابية ستكون لصالحها بعد الموقف النهائي الذي اتخذه (النائب) وليد جنبلاط بالوقوف إلى جانب سورية والمقاومة"، وأعلن المصدر لـ"الشرق الأوسط"، أنه "إذا لم تكن نتائج الاستشارات محسومة لصالح مرشح المعارضة، لا بد من تأجيلها"، معتبرا أن "إعادة تكليف الرئيس سعد الحريري ستزيد الأمور تعقيدا، وإذا كلف لن يستطيع أن يؤلف حكومة". وربما تلجأ كتل ونواب المعارضة إلى مقاطعة استشارات التأليف التي يفترض أن يجريها في المجلس النيابي، لأن الثقة بيننا وبين هذا الرجل باتت معدومة".
وردا على سؤال عما إذا كان فريق"8 آذار" سيشكل حكومة اللون الواحد، تمارس الكيدية التي مورست إبان أولى حكومات عهد الرئيس الأسبق، إميل لحود، في الوزارات والإدارات، قال المصدر: "نحن سنسعى إلى شراكة مع الفريق الآخر في الحكومة، ولكن وفق شروطنا ووفق الأكثرية الجديدة، أما إذا رفض سنشكل حكومة من دونهم وستكون حكومة دستورية بكل المقاييس، أما من جهة الممارسة فليس لدينا رغبة في الكيدية أو الانتقام، لكن السلطة الجديدة ستقوم على معايير جديدة، وتغييرات ضرورية في عدد من الأجهزة والإدارات بما يمكن الدولة من مواجهة مخاطر المرحلة القادمة".
فيما كشفت مصادر دبلوماسية عربية لصحيفة "المستقبل" أن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، تمنى في اتصال أجراه بالرئيس ميشال سليمان، تأجيل الاستشارات الى وقت لاحق "إفساحا في المجال أمام المزيد من جهود التسوية".
شام نيوز- وكالات- صحف