سليمان محمود يعلن من إذاعته بمنزله بـ"رويسة الحايك" أنا مخترع بجهودي الخاصة

 

عندما بدأ باختراع آلة الخياطة من بقايا شباك حديدي عام 1959 لم يكن يعلم سليمان محمود الفتى ذو الـ 15 عاما آنذاك أنه سيصبح أحد أبرز المخترعين السوريين، وسيوفر على بلده الملايين باختراعاته الكثيرة، وستتعرف عليه محافظة طرطوس كلها من سيارته الزرقاء التي تعمل على الطاقة الشمسية...

يحكي لنا العم سليمان كيف أنه ما زال يحتفظ بقطعة القماش التي حاكها على النول الذي اخترعه عندما كان في الصف الرابع ولم يكن قد رأى نولاً في حياته...

بابتسامته اللطيفة وتواضعه الشديد يبدأ بالشرح لنا عن سلسلة اختراعاته.. فيقول: بدأت الاختراعات منذ كنت صغيرا فكنت اقرأ عن الكهرباء والميكانيك دون ان يدلني أحد أو يرشدني، وعندما أصبحت في الصف السادس أردت ان أدخل إلى المدرسة المهنية لكنهم لم يقبلوني، فتابعت دراستي الإعدادية في قريتي رويسة الحايك بمحافظة طرطوس، وعندما كنت في الصف التاسع قدمت مرة ثانية على المدرسة المهنية لكني لم اقبل أيضا، ومرة كان هناك معرض مهني في طرطوس وعرضت ""ماكينة الخياطة" التي اخترعتها فأعجب بي وزير التربية ووعدني بأن اقبل في حال قدمت على المدرسة المهنية مرة ثانية.. وهذا ما حصل..".

 

في المدرسة المهنية لم ير العم سليمان ما يثير اهتمامه وهو الذي كان قد نعلم لف المحركات منذ زمن ووجد ما سيتعلمه قد سبقه هو بكثير بجهده الخاص لذا ترك المدرسة المهنية وبدأ يعمل على اختراعه الجديد... ليصمم أول دراسة حبوب تتناسب مع طبيعة الأراضي الزراعية في سوريا وليأخذ براءة اختراع بها وهو في الثامنة عشر من عمره لتصنع وتوزع على الفلاحين في كافة المحافظات..

في العام 1983 بدأ سليمان محمود بالعمل على اختراعه الأهم الذي أخذ من وقته سنة كاملة بين تصنيع للهيكل وتصميم للمحرك لينتج سيارة تعمل على الطاقة الكهربائية نظرا لعدم قدرته على الحصول على الألواح الشمسية في تلك الفترة بكلفة وصلت إلى 2000 ليرة سورية أي ما يعادل 200000 ليرة في الوقت الحاضر، والتي صممها من بقايا محركات وصفائح معدنية مستعملة قام بتصويجها على يده، ولم يرض بيعها لمعمل إماراتي لأنه أراد لبلده الاستفادة من اختراعه...

لم يقف العم سليمان هنا فالمكبس الذي كان قد اخترعه لصناعة "غرابيل" للدراسات حتى يوفر على نفسه شراء قطع غيار أنقذ سوريا من أزمة اقتصادية، وسمح لعدد من المعامل بالعودة إلى العمل، حيث لم يكن بالإمكان استيراد قطع غيار لعدد من آلات غربلة الحبوب والمواد الأخرى في المعامل بسبب الحصار الاقتصادي على سوريا بتلك الفترة، لذا تمت الاستعانة بمكبسه ليعيد عدد من آلات معمل اسمنت طرطوس إلى العمل ويوفر بذلك الملايين...

اليوم سليمان محمود يركب سيارته في محافظة طرطوس ، التي تحولت لتعمل على الطاقة الشمسية في العام 2007 بعد أن قدم له مركز البحوث العملية الخلايا الشمسية مجاناً كمكافئة على اختراعه، ويستمع فيها لإذاعة "رويسة الحايك" التي تبث من بيته على الموجة المتوسطة، والتي اخترعها بطريقة غير اعتيادية ليقدم فيها الفن الذي يحب، والتي تعتبر أحد أهم اختراعاته فهي لا تحتاج للطاقة الكهربائية وتعمل على حزم بعيدة المدى... ليكون بذلك من اهم المخترعين السوريين الذي لا يزالون في الظل حتى مع هذا العدد الكبير من الاختراعات...

 

 

راما الجرمقاني – شام نيوز - طرطوس