سهير الذهبي: التلفزيون أشبعني، وأنا الآن سعيدة بعملي الإذاعي والالكتروني

في البداية عرفت بإطلالتها عبر قناة أبو ظبي ومن ثم انضمت إلى شبكة الجزيرة الفضائية، لتقرر بعد ذلك العودة إلى بلدها الأم سورية لتعمل بعدة قنوات فضائية سورية.

وبعد تنقلها بين عدد من القنوات الفضائية على مدى عدة سنوات قررت الإعلامية سهير الذهبي أن تحدث نقلة نوعية بحياتها المهنية عندما دخلت إلى الإعلام الإذاعي.


صحيفة «الوطن» التقتها وكان معها اللقاء التالي:

 

عملت في عدة وسائل إعلامية عربية عدة سنوات... ومن ثم عدت للعمل في قنوات سورية، ألم تجدي هوة بين القنوات العربية والسورية؟


لا أبدا.. لأنني عندما عدت إلى دمشق كانت الفكرة أن اعمل في قنوات وليدة لم تتخذ شكلها بعد وكان من المفترض أن يتم تشكيلها وفق الأساليب العالمية من ناحية التقنيات والهوية البصرية وطرق العمل التحريرية فلم أشعر بهذه الهوة.. يعني أننا نقلنا خبرة الخارج إلى القنوات السورية التي كانت تبدأ من الصفر.. بغض النظر أن تلك المشاريع لم تكتمل لأسباب لسنا الآن في وارد ذكرها.

 

تنقلت بين عدة قنوات فضائية واليوم تعملين في إذاعة شام إف إم، ألا تعتقدين أنك بعملك في الإذاعة ترجعين خطوة إلى الوراء؟
 

على الإطلاق.. وهذا الكلام أتمنى من كل قلبي أن يتم تصديقي فيه، وألا يعتبر نوعا من المكابرة كما يقول لي بعض أصدقائي، وسأقول لك لماذا.. أولاً أنا أعمل في مجال الإعلام التلفزيوني منذ عام 1994.. وتنقلت بين عدة قنوات فضائية خارج سورية ثم داخل سورية.. والعمل الإذاعي جديد علي نوعا ما «رغم أنه كانت لي تجربة صغيرة في الإمارات».. وأنا طوال عمري أعشق الراديو، يعني الراديو صديقي في السيارة وفي البيت، وفي غرفتي عندما كنت صغيرة، وأجد فيه دائماً نوعا من السحر والغموض غير موجود في التلفزيون.. وأنا في الحقيقة لست من هواة الظهور التلفزيوني، يعني الموضوع بالنسبة لي ليس قضية حياة أو موت كما لدى البعض، أحب العمل الإعلامي جداً، ولكن ليس من الضروري أن يكون تلفزيونيا، وقد ذكرت أكثر من مرة أنني عندما كنت أعمل في الجزيرة «1999 - 2006» كنت أعمل أمام الكاميرا وخلفها، يعني خلال أيام الأسبوع أحياناً كنت المذيعة وأحياناً كنت المعدة أو منتجة للنشرة (البروديوسر)، وكنت أجد متعتي الكبرى في الأيام التي أكون فيها معدة.... العمل التلفزيوني يحملك أعباء كبيرة تتعلق بالظهور والملابس والماكياج والإضاءة والصورة وما إلى ذلك، وهذا يأخذ جزءا كبيراً من طاقتك، تلك الطاقة التي توفرينها كلها لتصبيها في الأداء الصوتي والتحريري والصحفي الحقيقي في الراديو.. في الحقيقة المتعة في العمل الإذاعي كبيرة، وأنا أبدا لا أعتبرها خطوة إلى الوراء، بقدر ما هي تغيير في الاتجاه، أو تنويع في الوسيلة..

 

يقال إن من يعمل أمام الكاميرا والمايك، يجد صعوبة بالاكتفاء بالجلوس وراء المايك؟
 

يقال.. هذه آراء، ووجهات نظر.. وفي النهاية الأمر يعود إلى الشخص وكيف ينظر إلى الموضوع، وكما قلت لك، أنا لست مهووسة ظهور على الشاشة أو جلوس أمام الكاميرا، الأمر لا يعنيني كثيراً.. في النهاية، عملت في عدد من التلفزيونات، وقد أشبعني هذا ولم أعد أجد فيه هذا السحر، وكان العمل الإذاعي بالنسبة لي تحديا جديداً ومجهولا علي اكتشافه، ثم إنني أعمل أيضاً في الصحافة الالكترونية بالتزامن مع عملي في شام إف إم، فأنا من المسؤولين عن موقع شام نيوز الالكتروني الذي يعود لإذاعة شام إف إم، والحقيقة أن الصحافة الالكترونية أيضاً عالم جميل جداً وهو في الواقع صحافة المستقبل، ولك أن تتخيلي حجم المتعة التي تحصلين عليها عندما تعدين خبرا أو مادة صحفية لتكون بين أيدي القراء خلال دقائق من الانتهاء منها.

أنت ابنة منزل مثقف، كيف أثر هذا في عملك فيما بعد؟

بالطبع كان له أثر كبير في تكوين توجهاتي وطريقة تفكيري وقراءتي لما يجري حولي.. كبرت في بيت مفرداته اليومية هي الكتاب والجريدة والمجلة والقلم والورقة.. آلاف الكتب كانت حولي أنا وإخوتي بشكل دائم.. والجرائد والمجلات ترد إلى البيت بشكل يومي.. وهذا حدد نوعا ما خياراتنا جميعا، فكلنا نعمل الآن أما في الأدب أو الصحافة والإعلام أو الفن التشكيلي.. وهذا طبيعي، فلو كنت ابنة طبيب أو مهندس مثلا لكان هناك احتمال كبير أن أكون طبيبة أو مهندسة، ليس بالضرورة، ولكن هكذا تسير الحياة، الوراثة ليست فقط بالشكل الخارجي أو الطباع، وإنما أيضاً بخياراتنا في الحياة أحياناً... وأنا منذ طفولتي كنت أعرف أنني سأعمل حتما في أحد هذه المجالات.

قمت بتدريب عدة كوادر إعلامية شابة سورية، وعملت في عدة وسائل إعلام سورية... ما الذي ينقص الإعلاميين الشباب السوريين ليواكبوا حركة الإعلام العربي المتقدم؟

لا ينقصهم شيء، توجد في سورية كفاءات صحفية مميزة، المشكلة لا تكمن في الإعلاميين على صعيد الأفراد،.... إنما توجد في سورية بعض المشاكل التي تتعلق بأساليب العمل، أساليب العمل في بعض وسائل الإعلام السورية بحاجة إلى تطوير، بحاجة فعلا إلى مواكبة العصر، وهذا لا يتم إلا بتحرير الفكر ورفع سقوف الحرية وعدم الخوف من طرح القضايا الشائكة التي كنا نخشى من التطرق إليها في السابق، وهنا أتحدث عن المؤسسات وليس الأفراد.

ما المواصفات التي يجب توافرها في الإعلام التلفزيوني الناجح في هذا الازدحام الذي تشهده الساحة الإعلامية؟

الصدق والشفافية، والتطبيق الحرفي لمقولة «الإعلام مرآة مجتمعه»... السقف العالي لحرية التعبير، أن يكون العقل حرا ولا يجد حرجاً في طرح أعقد القضايا التي قد تطرأ على بال الجمهور، التقنيات والتكنولوجية العالية، اختيار المواهب القادرة على التقدم بالمؤسسات إلى الأمام.