سوري في السابعة عشر يضع مخططاً لمفاعل كيميائي سلمي يولد الطاقة

صورة ارشيفية

لم يكن فراس السقا يتجاوز الخامسة عشر عاما حين حاول تحقيق الخطوة الأولى في رحلة الألف ميل , كان ذلك منذ سنتين أثناء دراسته في الصف الثالث الإعدادي عندما بدأ يفكر باختراع منطلقاً من معادلة كيميائية بسيطة قوامها تحليل الماء إلى أوكسجين وهيدروجين، ولأن هذا الأخير من الغازات الانفجارية كما البنزين الذي يولد طاقة حركية أثناء احتراقه في محرك السيارة، فكّر فراس باختراع يجعل الماء وقوداً للسيارة قبل أن يفاجأ بأن هناك من سبقه إلى تلك الفكرة، لينتقل إلى ميدان آخر يبحث فيه عن اختراع يسجل له اسماً أكبر من عمره .

مازال الماء محور اهتمام ابن السبعة عشر ربيعاً، فالفكرة الثانية تمثلت بمدفأة تعمل على الماء، تقوم آلية عملها على صب كمية مياه فوق حمض الكبريت لتتولد الحرارة.

و يوضح المخترع الصغير محاولته قائلاً "عندما نسكب الماء فوق حمض الكبريت يعطي حرارة و يتمدد حمض الكبريت، وبعد تحليله كهربائياً فإن الحمض الكبريتي الممدد يتحول إلى مركَّز، مضيفأ أن يمكن آنذاك أن نأخذ الهيدروجين و الأوكسجين لتحويلها إلى طاقة كهربائية لتعويض الطاقة التي أخذناها أثناء عملية تحليل الماء، وتطورت الفكرة، إلى حيث يمكن استخدامها للتدفئة المركزية، غير أن الطاقة العالية التي يمكن أن تكون كالقنبلة الموقوتة في مكان وجودها ضمن منزل أو أي مبنى آخر حال دون استمرار سيرورة الاختراع على تلك الآلية ليتحول إلى فراس إلى الاختراع الذي شارك به في معرض المخترعين في جامعة البعث خلا آذار الماضي و نال بموجبه شهادة المنظمة العالمية لحماية الملكية الفكرية (وايبو).

الثالثة ثابتة و الاختراع المقصود تأسس على تحويل طاقة التدفئة المنزلية إلى مولد طاقة كيميائي لتوليد الكهرباء أو ما أسماه صاحب براءة الاختراع "المفاعل الكيميائي السلمي لتوليد الطاقة الكهربائية"، و يكشف الشاب الذي آثر الدراسة في الثانوية التجارية على العامة أن لـ"مفاعله" قدرة على توليد طاقة كهربائية عالية بثمن زهيد، حيث يمكن أن يصلح كمولد كهربائي باستطاعة كبيرة.

 و يوضح فراس أن اختراعه يولد الطاقة الكهربائية "من خلال تفاعل كيميائي مدروس، ينتج إضافة إلى الحمض بخار الماء الذي يعتبر صديقاً للبيئة عوضاً عن أوكسيد الكربون الذي يعد من أكبر مسببات التلوث بما يلحق الضرر بالبيئة و الإنسان .و يروي فراس قصته بعد إتمام اختراعه حين قدمه لجمعية المخترعين، قبل أن يتبنى فرع شبيبة الثورة في حمص الشاب المبدع و تقدم له ما يلزم من مساعدات بالتعاون مع جامعة البعث و فرع جمعية المخترعين في حمص.

و كانت جمعية الإبداع والاختراع السورية قامت بتقديم شهادات الـ wipo "المنظمة العالمية للملكية الفكرية" ( مركزها جينيف)عن أفضل مخترع شاب للشاب"فراس السقا"، من "حمص" الذي شارك في معرض الإبداع والاختراع الذي أقيم بالشهر الثالث من العام الجاري 2010 في رحاب جامعة البعث.

رغم أنه أفشى سراً حول اختراعه الجديد إلا أن مخترعنا الشاب رفض الخوض في تفاصيل أكثر عمقاً "حفاظاً على السرية " مكتفياً بإخبارنا أنه يحضر لاختراع حول التدفئة أيضاً ولكن هذه المرة عن طريق الهواء الساكن "حيث يمكن الاستفادة منه ليلاً ونهاراً " و ذلك ليكون بديلاً عن الطاقة الشمسية التي تقتصر إمكانية استثمارها على بعض ساعات النهار فقط .

 و لم تقتصر نجاحات الشاب فراس على مجالات الفيزياء و الكيمياء وحسب، فقد حقق نتائج من خلال دراسات حول مشاريع تجارية من إبداعه، مما أهلهل للفوز بمسابقة مشروع (شباب).

و أهم تلك المشاريع مستحضرات تجميلية طبيعية تراعي الشروط الصحية للبشرة، ومشروع آخر تخص تنمية الشعر، إضافة إلى بعض الكريمات المزيلة للتجاعيد دون أية أضرار جانبية.

ويعتبر المهندس طارق الأحمد رئيس المكتب العلمي في جمعية المخترعين السوريين أن تشجيع المخترعين الشباب أولوية لدى الجمعية، كما هو الحال عند المنظمة العالمية لحماية الملكية الفكرية (وايبو)، التي وضعت تكريم وتشجيع الشباب من المخترعين في مقدمة أولوياتها.

 و تمنح المنظمة التابعة للأمم المتحدة  ـ حسب الأحمد- ثلاث جوائز لفئات المحترفين و النساء و الشباب، و الجائزة الأخيرة تهدف إلى تشجيع من يتلمس بدايات طريق الإبداع من الشباب.

 و يصف عضو جمعية المخترعين السوريين اختراع السقا بأنه هام، ولكن "الأهم هو ترجمته عملياً"، مشيراً إلى أن التقييم العلمي بالنسبة للمخترعين الشباب دائماً يأخذ طابع "التقييم العلمي التشجيعي" وبموافقة و رعاية الوايبو، لأن معايير التقييم لشاب يتلمس خطواته الأولى لا يمكن أن تتساوى مع مخترع احترافي، له من العمر والخبرة ما يحتّم إجراء تقييم علمي دقيق على اختراعه.

 

الثورة