سوري يتوصل الى تقنية لمنع تصادم القطارات

توصل أحد الفنيين العاملين في المؤسسة العامة للخطوط الحديدية السورية إلى ابتكار جهاز يمنع عملية تصادم القطارات التي تسير على خط واحد باتجاه معاكس فضلا عن قدرته اتوماتيكياً على منع إرسال أي قطار خلف القطار الذي سبقه بمدة قصيرة ما يوفر عامل أمان لركاب القطارات ويحول دون وقوع أي تصادمات بينها.
وقام محمد بزكاوي العامل في فرع المؤسسة بدمشق بتطبيق تجربة استخدام الجهاز عمليا بين محطتي حماة وقمحانة لدى فرع مؤسسة الخطوط الحديدية في حماة اللتين تفصل بينهما مسافة 14 كيلو مترا و بإشراف المدير العام لمؤسسة الخطوط الحديدية السورية وحققت التجربة نجاحاً باهراً وحالياً بصدد اتخاذ الإجراءات المطلوبة لتسجيل اختراعه لدى الجهات المعنية.
وعن آلية عمل الجهاز المبتكر أوضح المبتكر بزكاوي في تصريح لوكالة سانا أنه من المفترض أن تتولى أجهزة التحكم الآلية الموجودة على شبكة الخطوط الحديدية عملية منع خروج قطارين باتجاه متعاكس ولكن في حال حدوث خلل ما فني أو بشري قد يتم إرسال القطارين باتجاهين متقابلين الأمر الذي يؤدي إلى كارثة لافتا إلى أن هذا الجهاز يحول دون حصول ذلك من خلال ربط دارات لاسلكية بين برج التحكم في المحطتين المتجاورتين والقاطرة حيث يقوم الجهاز تلقائيا بتنبيه سائق القطار بواسطة صافرة إنذار عن وجود خلل ما في خط سيره وفي حال عدم استجابة السائق لهذا الإنذار لأي سبب يقوم الجهاز آليا بإيقاف القطار ولن يكون بمقدور السائق تقصي وإزالة الأسباب التي أدت إلى إيقافه.
وبشأن المهمة الأخرى لهذا الجهاز والتي تتمثل في منع إرسال أي قطار خلف القطار الذي سبقه أيضاً أوضح بزكاوي أن الجهاز يعنى بهذه المسألة بطريقة اتوماتيكية عبر أسلوب ربط دارات لاسلكية كذلك.
ولفت بزكاوي خريج معهد الخطوط الحديدية إلى دعم وتشجيع الإدارة العامة للمؤسسة في تصميم هذا الجهاز وتجربته وهي عازمة على البدء بتطبيق التجربة على ارض الواقع في الخط الشرقي للشبكة في محافظات الرقة ودير الزور والحسكة.
وبين الفني البزكاوي أنه نفذ سابقاً بنجاح تجربة أخرى حول حماية الممرات السطحية وذلك في فرع الخطوط الحديدية في دمشق تقاطع الخط الحديدي مع الطريق العام حيث صمم أجهزة ودارات كهربائية تنبه سائقي القطارات والسيارات في حال مرور أي قطارات قبل مدة من وصولها إلى الممر ما يتيح لسائقي السيارات أخذ الحيطة والحذر والتوقف لإتاحة الفرصة أمام القطارات عملية السير والحيلولة دون منع التصادم.
من ناحيته أكد المهندس إيليا قسطون مدير فرع المؤسسة في حماة أن التجربة حققت نتائج جيدة ونجاحا كبيرا نظرا لمراعاتها المعايير الفنية والمادية حيث لا يترتب على تطبيقها أي كلف مادية فضلا عن استيفائها لشروط السلامة والأمان بنسبة 100 بالمئة والاهم من ذلك تطبيقها بكفاءات وكوادر وطنية.
وبالنسبة للتجربة الأخرى التي قام بها البزكاوي والمتمثلة بحماية الممرات السطحية بين قسطون أن هناك معاناة تجاه مشكلة عبور السيارات على الممرات السطحية المحروسة وغير المحروسة دون الانتباه إلى حركة القطارات فيها ما يؤدي إلى وقوع حوادث مؤسفة نتيجة عدم قدرة القطار على تغيير مساره وحاجته إلى مسافة طويلة لكي يتوقف معتبراً أن دراسة بدائل محلية لمنع أو تخفيض عدد الحوادث ومنها اختراع جهاز إنذار السائقين مسألة في غاية الأهمية ومن شأنها رفع مستويات حركة سير القطارات والسيارات وزيادة درجة أمان مستخدمي شبكة الخطوط الحديدية والممرات الطرقية السطحية ضمنها.
يشار إلى أنه عالميا يتم التحكم بعملية تنظيم حركة سير القطارات ومنع تصادمها وفق آلية عالية المستوى وبكلف مادية باهظة تعتمد على تقنية جي بي إس جهاز تحديد المواقع والأقمار الصناعية ورغم ذلك تقع بين الوقت والآخر حوادث تصادم قطارات يذهب ضحيتها الكثير من المسافرين ناهيك عن الأضرار المادية الفادحة التي تلحقها.
شام نيوز - سانا