سوريا مرتاحة سياسياً ومتوجسة أمنياً حيال المجريات اللبنانية

يتصدر الملف اللبناني أجندة القيادة السورية متابعة واستشارات واتصالات، لا سيما في الساعات الماضية حيث برزت تطورات سياسية وميدانية على الأرض رفعت من وتيرة الترقب السوري، وبينما راحت طرابلس اللبنانية في منحى تصعيد الشارع كانت الأوساط السورية تتابع عن كثب مجريات الداخل اللبناني نظراً لما يشكله هذا الداخل من بعد استراتيجي لدمشقر لا سيما بوجود المقاومة اللبنانية الممثلة بحزب الله.
ويكشف مصدر سوري مطلع ارتياح القيادة السورية للمجريات السياسية التي أفضت إلى وصول نجيب ميقاتي نحو كرسي رئاسة الحكومة منحياً غريمه سعد الحريري فإن التداعيات الأمنية التي أفرزها فوز ميقاتي وتجلت في الشمال أثارت هواجس لدى الجار السوري لا سيما وأن دمشق تعلم جيداً الآلية التي جرى عبرها تحريك الشارع السني في طرابلس، مضيفاً: ما تخشاه دمشق هو تصعيد بعض القيادات من شحنها الطائفي الأمر الذي قد يصعد التوتر في الشارع.
وتأتي تلك الإشارات بعد أن انطلقت احتجاجات ما سمي بـ 'يوم الغضب' التي دعا إليها قادة تيار المستقبل الذي يتزعمه رئيس حكومة لبنان السابق سعد الحريري، بعد فوز نجيب ميقاتي بأكثرية الأصوات مرشحاً لرئاسة الحكومة، وانطلقت المظاهرات في مناطق مختلفة بادر خلالها المحتجون على قطع الطرقات وإشعال الإطارات، وقطع المتظاهرون طرقات في بيروت، منها طريق المطار، إلى جانب طرقات في طريق الجدية والكولا وكورنيش المزرعة، بالإطارات المحترقة، بينما أطلق الجيش النار في الهواء في محاولة لتفريق المحتجين.
ويتهم أنصار الحريري 'حزب الله' بفرض ميقاتي من خلال ترهيب عدد من النواب، لحملهم على التصويت ضد الحريري، فيما يؤكد الحزب أن المعارضة لجأت للمؤسسات الدستورية للخروج من الأزمة.
 

 

 

 

القدس العربي