سوريا وفرنسا تتعاونان علميا وتقنيا

وقع المجلس الأعلى للهيئة العليا للبحث العلمي مع المركز الوطني للبحث العلمي ومعهد بحوث التنمية في فرنسا اتفاقا إطاريا للتعاون العلمي والتقني بهدف الارتقاء بالتعاون من خلال إعداد وتطبيق برامج مشتركة وتبادل الخبرات العلمية والتقانية في المجالات ذات الفائدة المشتركة.
ووقع الاتفاقية عن الجانب السوري الدكتور غياث بركات وزير التعليم العالي نائب رئيس المجلس الأعلى للهيئة العليا للبحث العلمي وعن الجانب الفرنسي رئيس المركز الوطني للبحث العلمي الدكتور الان فوكس ورئيس معهد البحوث للتنمية الدكتور ميشيل لوران.
وتتضمن الاتفاقية تبادل المعلومات العلمية وإقامة مخابر مشتركة واستقبال أو تبادل الأشخاص والطلاب بين الجانبين وتنظيم الندوات والدورات العلمية والمحاضرات وأي شكل من الأشكال الأخرى من الفعاليات العلمية التي يتفق عليها الأطراف.
كما تتضمن تأسيس لجنة متابعة مهمتها توفير الظروف المناسبة لتنفيذ الاتفاق وتحديد المجالات ذات الأولوية في نشاطات التعاون العلمي وتوجيه التعاون وتقييم نتائج النشاطات المنجزة والتي هي قيد الانجاز واقتراح الحلول لتنفيذ نشاطات التعاون.
وأكد وزير التعليم العالي أهمية الاتفاق في تعزيز التعاون العلمي بين سورية وفرنسا للارتقاء بالتعاون في مجالات البحث العلمي والعلوم والتكنولوجيا وتوفير البيئة التمكينية للبحث العلمي التي من شأنها تحفيز الباحثين لإجراء أبحاث وتنفيذ برامج علمية مشتركة تسهم في العملية التنموية في كلا البلدين.
وأشار بركات إلى ان الاتفاق سيؤسس لعلاقات أكثر تطورا في مجال البحث العلمي والتعليم العالي بين الجانب السوري والفرنسي مشيرا إلى انه سيتم العمل مباشرة لوضع برنامج تنفيذي زمني في مجالات مختلفة تشمل القضايا البحثية والعلمية والأكاديمية المشتركة لافتا إلى امكانية تطوير التعاون من خلال الاتفاق بقضايا بحثية متعددة كمشروع الطاقات المتجددة مع جامعتي تشرين والبعث لإقامة مزارع لطاقة الرياح والطاقة الشمسية إلى جانب مشروع بحثي آخر مع هيئة التقانة الحيوية وغيرها من المشاريع الواعدة التي ستتم بالتنسيق مع الهيئة العليا للبحث العلمي.
بدوره اعرب السفير الفرنسي بدمشق ايريك شوفالييه عن حرص الحكومة الفرنسية على استمرار التعاون والشراكة مع سورية مشيرا إلى ان الاتفاق هو خطوة هامة على صعيد تطوير التعاون العلمي والبحثي في مجالات تسهم في عملية التنمية بما يشمل التعليم العالي وبرامج الماجستيرات المشتركة بين الجامعات في البلدين وكافة مشاريع التعاون الأخرى التي سيعمل الجانبان إلى تحويلها إلى مشاريع حقيقية على الأرض.
وأوضح السفير الفرنسي ان الاتفاق سيسهم في تاطير التعاون والبحث في المجالات التي سيتم العمل فيها لمواجهة رهانات وتحديات البحث العلمي سواء في مجال تقييم الأبحاث والمواءمة بين الإنتاج والمجالات الصناعية وأخلاقيات البحث العلمي مشيرا إلى إمكانية التعاون مع الجانب السوري فيما يخص القضايا التي يطرحها اسبوع العلم في كل عام.
وتحدث الدكتور نجيب عبد الواحد معاون وزير التعليم العالي لشؤون البحث العلمي عن هيكلية التعليم العالي والبحث العلمي في الجامعات مع وجود أكثر من 500 وحدة بحثية فيها تتوزع على الاختصاصات الطبية والهندسية والعلوم الزراعية والإنسانية والقانونية والاجتماعية مشيرا إلى تنوع محاور التعاون التي يطمح إليها الجانبان بما يسهم في زيادة الزيارات المتبادلة والإشراف المشترك على الشهادات العلمية.
واشار أمين مجلس التعليم العالي الدكتور واثق رسول اغا إلى إمكانية تعزيز التعاون مع الجانب الفرنسي بالاستفادة من خبراته في المحاور البحثية التي يطرحها اسبوع العلم والذي سيركز هذا العام على قضية هامة وهي المشكلة السكانية.
وبين المديرون العامون لمركز الدراسات والبحوث العلمية الدكتور عمر الارمنازي وهيئة الطاقة الذرية الدكتور إبراهيم عثمان والهيئة العامة للتقانة الحيوية الدكتور عصام قاسم ما يتم العمل عليه لتوطين التقانات الحيوية وتنسيق الجهود في هذا المجال وتطوير الخبرات الوطنية وإجراء البحوث المختلفة وفقا للمتطلبات المجتمعية والتنموية وتقديم الخدمات الشاملة للطلاب من حيث استخدام الأجهزة المتوفرة وإجراء البحوث إلى جانب التشارك مع الوزارة في مشاريع التعاون الدولي مشيرين إلى التعاون مع الجانب الفرنسي في مجال البحث العلمي والتعليم العالي.
وأوضح رئيس المركز الوطني للبحث العلمي الفرنسي أن الاتفاق سيقوي ويوسع التعاون بين البلدين في مختلف المجالات خاصة البيئية والثقافية بحيث سيتم العمل والتنسيق لتنفيذ مشاريع حقيقية وتطوير أخرى في المستقبل من خلال تنظيم ندوات حول الطاقات المتجددة إلى جانب استقبال الباحثين السوريين في هيئات ووحدات البحث العلمي الفرنسية وإعداد برامج بحثية تضمن استمرارية التعاون على مختلف الصعد.
من جانبه أكد رئيس معهد البحوث للتنمية في فرنسا ان الاتفاق الإطاري يشكل محطة كبيرة في مسيرة تطوير التعاون الأكاديمي بين سورية وفرنسا ويدفع بالبحث العلمي وتدريب الكوادر البشرية من اجل التنمية إلى جانب دوره في إيجاد الأدوات لحشد الطاقات والعمل ببرامج مشتركة للأبحاث والتأهيل والابتكار وإيجاد أرضية مشتركة وجسور لإنتاج المعرفة خاصة فيما يخص إحداث المركز المتوسطي للبحث العلمي والتكنولوجي.
وتحدث جان لوك كليمان مستشار أبحاث عن إدارة العلاقات الأوروبية والدولية والتعاون في وزارة التعليم العالي والبحث الفرنسية حول ما سيقدمه التعاون السوري الفرنسي من فائدة في مجال الأبحاث والتنافسية والتكنولوجيا مشيرا إلى إستراتيجية الوزارة بالنسبة للبرامج العلمية وتطوير التعاون والاهتمام بالتعاون مع دول حوض المتوسط.
والمركز الوطني للبحث العلمي ومعهد بحوث التنمية في فرنسا اهم مركزين بحثيين يتبعان لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي الفرنسية ويعنيان بمهام البحث العلمي والتعليم العالي في كل المسائل المتعلقة بالعلوم المرتبطة بالتنمية وبرمجة الفعاليات العلمية لخدمة التنمية.
شام نيوز- سانا