سورية تزرع ثمانية ملايين شجرة سنوياً

 

أولت سورية مسألة التشجير الحراجي اهتماما خاصا نظرا للأهمية الاقتصادية للشجرة ولدورها الهام في الحفاظ على البيئة وحمايتها حيث يتم سنويا زراعة ما بين 6 الى 8 ملايين شجرة حراجية في جميع المحافظات.

واتخذت الحكومة العديد من الاجراءات التي تكفل الحد من التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية على كافة الانشطة الاقتصادية وذلك من خلال ادخال عدد من التعديلات الضرورية على الخطط الزراعية والتنموية كما عملت على إعداد البنية التشريعية والمؤسساتية اللازمة لتنمية القطاع الزراعي والاهتمام الكبير بالقطاع الحراجي من خلال تقديم الدعم اللازم للمحافظة على الغابات وحمايتها.

وأكد الدكتور عادل سفر وزير الزراعة والاصلاح الزراعي في تصريح لسانا أن الوزارة وضعت أهدافا وطنية لزيادة عدد الأشجار ومناطق الغابات وأن عملية التحريج أصبحت مبنية على أسس علمية بحتة لمواجهة ظاهرة قلة المياه وتقلبات المناخ.

وقال.. لدينا خطة سنوية تعتمد بشكل أساسي على إعادة النظر بالخطط السابقة مبنية على أسس تتعلق بنوعية النباتات الحراجية بحيث تكون مناسبة للمناطق المزروعة فيها ويمكن متابعة العناية بها لمدة ثلاث سنوات من حيث الرعاية والمتابعة لتنمو بشكل ذاتي وطبيعي.

وأوضح أن الوزارة أرست منذ عشر سنوات استراتيجية جديدة خاصة بعمليات التحريج ركزت فيها على زراعة المساحات وفق الامكانيات المتاحة وبالغراس الحراجية المحلية المتأقلمة مع الظروف المناخية كما أولت حماية الغابات الموجودة والحفاظ عليها أهمية لا تقل عن زيادة المساحات الخضراء إضافة الى أنها عملت على تطوير وتحديث البنية التحتية لمشاريع التشجير وادخال مفاهيم حديثة ومتطورة في أساليب العمل والادارة الحراجية تهدف الى العناية بهذه الثروة والمحافظة عليها من خلال وضع خرائط حراجية تم من خلالها تقسيم الغابات الى قطاعات ومقاسم الغاية منها تحديد محتويات هذه القطاعات ووضع خطط إدارية تتناسب مع وضعها العام.

ولفت الوزير إلى التعاون مع تركيا من خلال مشروع إدارة الغابات في منطقة جسر الشغور والتعاون مع معهد كتالونيا الاسباني في تنفيذ البرنامج العلمي لادارة موقعين من غابات الصنوبر والسنديان.

بدوره أشار مدير الحراج بوزارة الزراعة زياد جباوي إلى الدعم الكبير الذي تقدمه الوزارة في مجال التنوع الحيوي حيث تقوم بدراسة مواقع حراجية ومناطق وقاية ومحميات طبيعية لإعلانها وفق المواصفات والشروط المحددة في هذا المجال موضحاً أنه حتى تاريخه تم إعلان 30 محمية ومنطقة وقاية وحديقة نباتية للحفاظ على التنوع الحيوي بشقيه النباتي والحيواني.

وقال جباوي إن عمليات التحريج الاصطناعي تعد رافدا أساسياً للمساحات الحراجية الطبيعية حيث تقوم وزارة الزراعة سنويا بزراعة نحو عشرة آلاف هكتار بين جديدة وقديمة يعاد تاهيلها من خلال زيادة رفع التغطية بزيادة عدد الغراس فيها وذلك لإنتاج 12 مليون غرسة حراجية جديدة ومدورة تبعاً للظروف المناخية مشيرا الى ان مساحة الغابات في سورية تبلغ 509 آلاف هكتار منها 233 ألف هكتار غابات طبيعية موزعة في مختلف محافظات القطر والباقي تحريج.

وتقوم الوزارة بحماية الغابات من الحرائق من خلال إقامة مراكز الحماية وبناء أبراج للمراقبة والتوسع في المخافر الحراجية وتأمين وسائط النقل اللازمة وزيادة عدد سيارات الإطفاء وصهاريج التدخل السريع والتوسع بالشبكة اللاسلكية لتامين التواصل مع مختلف فرق المكافحة وقيادة الحريق إضافة إلى شق الطرق الحراجية وخطوط النار وفق الإمكانيات المتاحة وأولويات العمل كما يتم بتقسيم الغابات إلى قطاعات لتسهيل دراستها ووضع خطط إدارية لكل قطاع ومعرفة محتوياتها والاستفادة القصوى منها لضمان الإدارة المستدامة لهذه الثروة.

وتحتفل وزارة الزراعة سنوياً بعيد الشجرة في إحدى المحافظات بهدف التأكيد على أهمية الشجرة في حياة المجتمع وإبراز فوائدها كما تقيم مديريات الزراعة في المحافظات احتفالات فرعية يتم خلالها زرع الأشجار الحراجية في المواقع المخططة.