سورية تطالب الولايات المتّحدة بإنهاء وجودها العسكري على أراضيها

أكّد مندوب سوريّة الدائم لدى الأمم المتحدة السفير بسّام صباغ أنّه انطلاقاً من حرص سورية على علاقات الأخوّة التي تربط الدول العربية فإنها تعمل على إعادة تعزيز وتوثيق علاقاتها معها، موضحاً أن دمشق سعت للانخراط في عمليّةٍ تهدف إلى تفعيل العمل العربيّ المشترك وتعزيز علاقاتها الثنائيّة مع الدول العربية الشقيقة.
وجدّد صباغ مطالبة سورية للولايات المتحدة بالتوقّف عن نهجها العدائيّ وإنهاء وجودها العسكريّ غير الشرعيّ على الأراضي السورية ورعايتها الكيانات الإرهابية والجماعات الانفصالية، والتوقّف عن نهبها المنظّم للموارد الطبيعية والثروات الوطنية.
بدوره أكّد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، أنّ آلية نقل المساعدات الإنسانية إلى سوريّة "عبر الحدود" استنفدت قدراتها وتستخدم لأغراضٍ أخرى غير متعلّقة بالوضع الإنساني، مضيفاً: "الوضع يبدو كأنّ التصريحات التي منحتها الحكومة السورية لاستخدام نقطتي عبور إضافيّتين خلال 3 أشهر، قلّصَت إلى الصفر رغبة الأمم المتحدة في رفع القيود عن نقل المساعدات عبر خط التماس".
وفي سياقٍ آخر، جدّد المندوب الروسي إدانة موسكو للاعتداءات الإسرائيلية المتكرّرة على أراضي سورية، لافتاً إلى أنّ هذه الممارسات التي تقوم على استخدام القوة والتي تنتهك سيادة سورية ودول عربية مجاورة، مع عدم وجود أيّ ردّ فعلٍ عليها من قبل قيادة الأمم المتحدة تثير أسفاً شديداً.
وأشار المبعوث الأممي الخاص لسورية غير بيدرسون أنّ فترة ما بعد الزلازل المدمرة شهدت اهتماماً دبلوماسياً متجدّداً بسورية، مشيراً إلى الانفتاح والتواصل بين دولٍ عربيّة ودمشق.
وفي إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي الخميس، قال بيدرسون إنّ جهود دفع العملية السياسية إلى الأمام مقبلةٌ على ما يمكن أن يشكّل مفترق طرق مهماً، والجهود الدبلوماسية مستمرّة بمشاركة الدول الأعضاء في أطراف عملية أستانا والحكومة السورية"، مضيفاً: "كي يتسنّى لهذا الاهتمام المتجدّد المساهمة في تحقيق تقدّم، يجب على كل الأطراف الرئيسية اتخاذ خطوات ملموسة". وشدّد بيدرسون على ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار بأنحاء سورية واتّباع نهج منسّقٍ لمواجهة الجماعات المدرجة على قائمة الإرهاب، بما يتوافق مع القانون الدولي.
من جانبها، بيّنت المسؤولة بمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ليزا دوغن أن 15.3 مليون شخص، أي أكثر من نصف عدد سكّان سورية، كانوا بحاجة إلى المساعدات الإنسانية قبل حدوث الزلزال، معربةً عن مخاوفها من زيادة هذا العدد.
وقالت دوغن، أمام مجلس الأمن الدولي، إن الاحتياجات إلى الحماية نتيجة الزلازل هائلة، وهناك الآلاف يحتاجون ملاجئَ آمنة، مشددةً على أن الدّعم الدائم من المانحين والسلطات على الأرض والدول الأعضاء ومجلس الأمن، أساسيٌّ لمواكبة الاحتياجات الإنسانية اليوم وغداً.
من جهتها شدّدت الإمارات على أهمية الخروج من حالة الشّلل التي أصابت اللّجنة الدستورية خلال الفترة السابقة، باعتبارها المنصة الوحيدة لإجراء حوارٍ وطنيٍّ بنّاء بين السوريين وبقيادةٍ ومُلكية سورية، دون تدخّلاتٍ أو إملاءاتٍ خارجية، مؤكّدةً إيمانها بأهمية مساهمات الدبلوماسية العربية في إنهاء الأزمة السورية وغيرها من الأزمات.
وأشار بيان دولة الإمارات الذي ألقاه نائب المندوبة الدائمة للدولة، السفير محمد أبو شهاب، إلى غياب أيّ تحرّكٍ دبلوماسيّ لمدّة طويلة، يوحي بإمكانية إنهاء الأزمة السورية، بعد أن دخلت عامها الثالث عشر، مشدداً على ضرورة تكثيف العمل لكسر الجمود الحالي في المسار السياسي، وبما يحفظ سيادة سورية واستقلالها وسلامة أراضيها.