سورية عصية على الفتنة

سورية عصية على الفتنة
شام نيوز- تيسير أحمد
لم تتوقف الفتن التي تحاك ضد هذا البلد في أي فترة تاريخية خلال العصر الحديث، فبعد فتنة عام 1820 التي حاكتها بعض دوائر الاستانة ضد المسيحيين العرب بدعوى تأييدهم لثورة اليونان، تصدى شيوخ ووجهاء دمشق وحلب واللاذقية وحمص للأوامر السلطانية التي أمرتهم ان يقتلوا مواطنيهم، وبالفعل أحبط السوريون هذه المؤامرة الدنيئة وأجبروا السلطان العثماني على تغيير والي دمشق الذي كان يحرض على الفتنة.
في عام 1860 حاول مندسون ان يوقعوا بين ابناء مدينة دمشق من مختلف توجهاتهم العقائدية، فتصدى لهم شيوخ ووجهاء المدينة وبرز آنذاك الأمير عبد القادر الجزائري وباقي وجهاء وشيوخ دمشق وقاموا بوأد الفتنة في مهدها وقدموا مثالاً للبشرية جمعاء في تلك الاونة على أن شعب سورية هو شعب واحد لا تفرقه طوائف ولا أديان ولا عصبيات قبيلة وغير قبلية.
وفي فترة الانتداب الفرنسي حاولت بعض الدوائر إثارة فتنة هنا واخرى هناك، ولكن وعي السوريين كان لهذه المحاولات بالمرصاد. وفي عهد الاستقلال كانت هذه الجهة المندسة تفتعل مشكلة هنا وتحرض على انقسام هناك، غير أن الوعي والشعور الوطني العام أحبط كل المحاولات الدنيئة والرخيصة للايقاع بين أبناء البلد الواحد.
في هذه الأيام تبرز محاولات من قبل بعض المندسين للايقاع بين ابناء سورية، ولكن هؤلاء العملاء المأجورين لا يعلمون أن الشعب السوري جبل منذ فجر التاريخ على فكرة التسامح وقبول الآخر، ولا نبالغ إذا قلنا أن فكرة التسامح هي اختراع سوري، صدرناها لكل شعوب العالم قبل أربعة آلاف سنة.