سورية موطن كثير من البرمائيات والنباتات الوعائية تعمل على إعادة التوازن للبيئة..

في الثاني والعشرين من أيار من كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي للتنوع الحيوي الذي أطلق حملته هذا العام لحماية الغابات ونتيجة للتنوع الحيوي الكبير الذي تزخر به سورية وحرصا منها على الحفاظ عليه فقد انضمت الى اتفاقية التنوع الحيوي المنبثقة عن قمة الارض في ريو دي جانيرو عام 1992 كما تم انتخابها العام الماضي عضوا في مكتب الاتفاقية للتنوع الحيوي خلال انعقاد الموءتمر العاشر للدول الاطراف الموقعة على الاتفاقية في مدينة ناغويا اليابانية.
وتملك سورية 519 نوعا معروفا من البرمائيات والطيور والثدييات والزواحف وفقا لمركز مراقبة المحميات الدولي منها 8ر0 بالمئة مستوطن أي لا يوجد في بلد آخر و3ر3 بالمئة مهدد بالانقراض كما تعد موطنا لحوالي 3000 نوع من النباتات الوعائية ومن بينها آلاف أشجار السنديان التي حملت عبر السنين الطويلة أنواع الطيور النادرة على أغصانها والأدغال الحراجية التي اختبأ بين جنباتها السناجب والقنافذ والثعالب والسمامير السمور شبيه السنجاب والظربان إضافة إلى أنواع السلاحف والأفاعي والفراشات والرعاشات والخنافس واليرقات وملايين الكائنات الحية التي تحفر أنفاقها داخل تلك الأدغال أو تعيش في جنباتها لتحافظ على وجه هذه الأرض الرائعة الجمال.
وقال الدكتور دارم طباع مدير مشروع حماية الحيوان سبانا في تصريح لسانا إن الغابات المتبقية في سورية تعد من أجمل المناطق البيئية التي حافظت على استدامتها عبر آلاف السنين وهي بيئة غنية بالعناصر الغذائية نظرا لإحتوائها على الكثير من الكائنات الحية المتنوعة التي تسهم في الحفاظ على توازنها واستقرارها إضافة إلى كونها حقا رئة الطبيعة.
وأوضح أن الغابات متساقطة الأوراق غنية وذات نظام بيئي متنوع فالأوراق النباتية والطبقات الخضرية المتنوعة تؤمن الغذاء والمأوى وأماكن التكاثر للعديد من الأنواع الحيوانية ومن الأشجار دائمة الخضرة التي توجد في غاباتنا نجد الأرز اللبناني والأرز الفضي الأطلسي والشوح وغيره من الأنواع المتكيفة مع البيئة المحلية وظروف المناخ السائد لذلك فهي من أكثر الأنواع نجاحا وتدعم وجود معظم الأنواع الحيوانية.
وأشار طباع إلى وجود أنواع متعددة من الأشجار والشجيرات مثل قوقب منبليه والسنديان شبه العذري والعدريش أو عرعر الشام والخوخ البري وعذر صلنفة والعبهر والبلوط العقدي واللبلاب والصلع والغبيراء الممغصة والبطم الفلسطيني والمحلب والورد البري والمريمية والدردار التزييني والسماق والغار وغيرها لافتا إلى أن الأشنات تشاهد منتشرة على أشجار الغابات ذات الأوراق العريضة غالبا وخصوصا الأشجار المتشققة اللحاء كأشجار البلوط وهذه الأشنات حساسة جدا لتلوث الهواء لذلك يعد وجودها في الغابة دليلا على سلامتها ويمكن استخدامها كمشعر للدلالة على مدى تلوث الغابات.
وأضاف طباع ان مساحة سورية البالغة 18517971 هكتارا تحتوي على 580858 اي 1ر3 بالمئة فقط على شكل غابات حيث تشكل حوالي 9ر59 بالمئة منها 294000 هكتار غابات أولية تحتوي معظم كثافة الفحم والتنوع الحيوي بينما تشكل باقي المساحة غابات مزروعة.
وتتوزع هذه الغابات بين المحافظات السورية بنسب متفاوتة تتراوح بين 13 إلى 14 بالمئة في محافظات اللاذقية وحماة والحسكة بينما تكون بين9 إلى 10 بالمئة في محافظات حمص وحلب ودمشق وحوالي 5 بالمئة في محافظة طرطوس وبين 1 إلى 2 بالمئة في باقي المحافظات السورية.
وأوضح أنه بمواجهة فقدان غاباتنا الكثير من مكوناتها الاساسية نتيجة التعديات المتكررة عليها بدأت مشاريع ضخمة لحماية الشجرة والغابات ووقف زحف التصحر أنشأت الدولة لجنة عليا للتشجير رصدت لها أموالا ضخمة ثم أصبح العمل أكثر انتشارا من خلال مديرية خاصة للحراج والغابات في وزارة الزراعة والاصلاح الزراعي عملت ولا تزال على مدى سنوات لإعادة الخضرة والتوازن للطبيعة عبر إقامة العديد من المحميات التي وصل عددها إلى نحو65 محمية طبيعية.
وإضافة إلى هذه الاجراءات اكد طباع ضرورة اطلاق العديد من المشاريع الحيوية لبناء قدرات المجتمع المحلي لترسيخ أسس التنمية المستدامة للغابات على أرض الواقع عبر إحداث معاهد ومؤسسات للسياحة البيئية في مناطق متاخمة للغابات لبناء قدرات المجتمع المحلي الشاب وتشجيع وتمويل إجراء الأبحاث العلمية الهادفة الى تأسيس قواعد بيانات متجددة وواسعة وحقيقية للحياة البرية والتنوع الحيوي في سورية كأهم مكونات الموارد الطبيعية.
ولفت طباع إلى أهمية تطوير الإعلام البيئي ليواكب تطور ومكونات الحياة الطبيعية في سورية وخفاياها وتوثيقها وعرضها في وسائل الإعلام المحلي والعالمي وجعل الغابات المتبقية في سورية بالكامل محميات طبيعية وعدم التعدي عليها عن طريق جعل اقتصاد المجتمع المحلي مرتبطا بالكامل بوجود هذه الغابات وتطورها المستدام وإعطائها أولوية في الخطط الوطنية ورصد الاعتمادات اللازمة لذلك.
سانا