سوق الجمعة في جبلة... ملاذ العائلات الفقيرة رغم البضاعة المغشوشة

كل أسبوع وفي مثل هذا اليوم بالتحديد يجتمع عدد كبير من الباعة ومن مختلف المحافظات ليعلنوا انطلاق سوق الجمعة في مدينة جبلة عارضين بضائع من مختلف الأنواع تشمل الملابس والمواد الغذائية والكهربائية والمفروشات وبعض الطيور والحيوانات الأليفة في بعض الأحيان حيث يتجه صباح كل يوم جمعة مئات المواطنين إلى المنطقة الصناعية على مدخل المدينة الجنوبي حيث يتواجد السوق وذلك للتبضع وشراء حاجاتهم المختلفة وبأسعار زهيدة.

 عند مدخل السوق الشمالي تتوضّع عربات من الخضار والفواكه والأطعمة المختلفة والحلوى حيث زارت كاميرا شام نيوز السوق وهناك التقينا عمر مسيلماني  أحد باعة الخضار وعن عمله في السوق قال: منذ الصباح الباكر نبدأ بالقدوم إلى هنا وتجهيز العربات والخضار الطازجة حيث يبدأ زوار السوق وخاصة أبناء القرى القريبة بالتوافد باكراً وبأعداد كبيرة وينتقون ما يلزمهم طوال أيام الأسبوع حيث إن ما نبيعه هنا هو أقل من سعر السوق والمحال التجارية وحقيقة إن رواد السوق يأتون بهدف شراء الملابس والأدوات المنزلية وتجهيزات البيت المختلفة لكنهم أيضاً يفضلون شراء أطعمتهم من هنا اختصاراً للوقت وتوفيراً للمال والجهد، حتى إن بعض ربات البيوت أصبحن يحضرن أطفالهن حيث توجد بجانب السوق حديقة صغيرة وبعض الألعاب.

وتتوضع الأكشاك والبسطات على جانبي السوق حيث الألبسة أولاً والتي يتنافس باعتها على خفض الأسعار ومنها الألبسة الجديدة والمستعملة  حيث يقول فادي الدرجي صاحب أحد المحال التي تبيع أي قطعة ملابس في المحل بحدود 150 ليرة سورية أغلب رواد السوق هم من قرى وعائلات فقيرة والسوق يوفر لهم مكاناً لشراء الملابس الجديدة بأرخص الأسعار ونحن نتعاقد مع مشاغل ملابس ومعامل محلية تزودنا دوماً بملابس جيدة وبأسعار زهيدة، صحيح أن ربحنا قليل في سعر كل قطعة لكن الأعداد والكميات التي نبيعها كبيرة مما يحقق توازناً في الدخل وربحاً مقبولاً، حتى إن بعض تجار الملابس من أسواق المدينة والمدن المجاورة كمدينة "بانياس" يقصدون السوق ويشترون كميات كبيرة في كل أسبوع، أما الملابس المستعملة أو "البالة" فلها زبائن من نوع خاص فبعض النساء من الطبقة المتوسطة بل من العائلات الغنية يزرن السوق للتبضع من "البالة" وهي بضائع أوروبية المنشأ ومستعملة بمعظمها لكنها بحالة ممتازة.

لكن المستهلكين كان لهم رأي آخر حيث تقول السيدة أم أنور أنها تشتري الملابس وبعض الادوات المنزلية والألعاب لأطفالها وبأسعار أرخص من الأسعار الموجودة في الأسواق العادية ولكن تلك البضاعة الموجودة في السوق تكون في أغلب الأحيان ذات نوعية ردئية ونحن " المستهلكين" نعلم بهذا الامر لكننا لا نستطيع ارتياد الحلات الفاخرة أو حتى المتوسطة بسبب ضعف القدرة الشرائية لعدد كبير من المواطنين الذين يرتادون السوق.

ويضيف السيد أبو ابراهيم أن البضاعة الموجودة في السوق من الصنف الثالث وربما الرابع وغالباً ما تكون " ستوكات" لبعض المصانع أو تصفيات لبعض المحلات التي تعاني كساداً في الأسواق العادية ورغم ذلك تلقى رواجاً كبيراً بين شريحة كبيرة من المواطنين.

وبين اختلاف الآراء حول هذا السوق فإن الإقبال على هذا السوق ربما يكون مرده إلى الأسعار التي تناسب العدد الاكبر من رواد هذا السوق في حين قال الباعة إن البضاعة ترضي بعض الاذواق وجميع الجيوب.

اللاذقية ـ شام نيوز ـ سامي زرقة