سوق الهال في رأس العين بجبلة يتسبب باختناقات مرورية حتى في الصباح

يخيل إليك وأنت تدخل إلى السوق الهال في قرية رأس العين بجبلة وكأنك تدخل دوامة ليس لها نهاية أو كأنك في دوار وسط البحر فالسيارات تحيط بك من كل جانب .. والازدحام المروري الذي تسببه كاف ليجعلك تشعر وكأنك في يوم الحشر..
كاميرا شام نيوز تجولت في أجواء سوق الهال ورصدت واقع الحال فيه حيث رأينا أن أغلب المزارعين أو القادمين إلى السوق مستائين من الحال المزري الذي يتعرضون له يومياً لكنهم مضطرون إلى ذلك فهو أقرب الأسواق إليهم وهم يريدون بيع بضاعتهم ويرحلو دونى أدنى خسارة بسبب الأسعار الرخيصة التي وصلت إليها مزروعاتهم بعد الأمطار الغزيرة التي تعرض لها الساحل السوري وكانت سبباً في تخريب أنواع عديدة من البرتقال والحمضيات
حيث يؤكد السيد أبو غدير أحد المزارعين الوافدين إلى السوق وبشكل شبه يومي أن الذي يدخل إلى السوق مفقود والخارج مولود بسبب الازدحام والفوضى العارمة التي تجتاحه ساعات الصباح الأولى والمزعج في الأمر أن البلدية لا تحرك ساكناً حيال هذا الأمر وكأن الأمر لايعنيها إضافة إلى أن شرطة المرور لا يخرجون إلى هذا السوق لتنظيم السير فيه أو تخفيف الاختناق المروري الذي يسببه وكأن السوق قي أحد بلدان المنفى وهكذا يمضي المزارعون " إضافة إلى السائقين" في سوق الهال يومهم بين هموم ثلاث الدخول إلى السوق وبيع البضاعة التي بحوزتهم والخروج من السوق
ومن جملة السيارات التي تدخل السوق هي الشاحنات الصغيرة ذات التصنيع المحلي في بلدة حلفايا والتي جرت العادة بتسميتها " حلفاوية " فهذه السيارات لا تحمل لوحات ولا حتى رخص للسير لانها غير مسجلة في الدولة ولا يوجد قانون يردعها أو يحميها وبالتالي إذا ما حصلت أي مشكلة بين سائق إحدى تلك الشاحنات وسائق آخر أو إذا تسببت تلك الشاحنات بحادث فإن القانون لا يستطيع معاقبة أصحاب تلك الشاحنات وبالتالي فإن تحصيل الحقوق يكون إما بالذراع أو بالتراضي بين السائقين.
يضاف إلى ذلك أن عمليات البيع والشراء تتم خلال ساعات الصباح الأولى وتحت جنح الظلام حيث لا توجد أنوار ولا إضاءة في السوق ذلك لأن البلدية التابع لها السوق " رأس العين " لاتخدم السوق بحجة أنه ملك خاص حيث يعود السوق في ملكيته إلى عائلتين هما " درويش وزهيري" أي أن البلدية غير ملزمة بتخديم السوق على اعتبار أن ملك خاص ولدى البحث عن أحد مالكي السوق لم يتسنى لنا الاتصال فيه أو الحديث معه بحجة أنه مشغول جداً ولا يستطيع إضاعة وقته
لكن الأخطر من ذلك هو وقوف السيارات خارج السوق وقطعها الطريق أمام السيارات الأخرى التي تحاول العبور بجانبه على اعتبار أن السوق يقع في منطقة تصل مدينة جبلة بحوالي 40 أو 50 قرية على الأقل حيث تنتظر بعض السيارات مدة ربع ساعة على الاقل في بعض الأحيان ريثما تخلو الطريق من السيارات الداخلة إلى سوق الهال وهذا ما يؤكده المواطن علي محرز سائق سيارة لنقل الركاب بقوله إن المرور بجانب السوق في ساعات الصباح يكون أشبه بالكابوس بسبب الاختناق المروري والضجة التي يحدثها هذا السوق
يضاف إلى ذلك كله عملية البيع والشراء داخل السوق حيث لا يوجد قانون ينظم عملية البيع والشراء بموجب مزاد متعارف عليه بين التجار سواء كانوا محليين أو القادمين من محافظات أخرى مثل حماه وإدلب وحلب ليبقى المزارع هو الحلقة الأضعف بين هؤلاء فإذا تأخر أحد المزارعين في نقل بضاعته أو تسليمها بعد انتهاء المزاد فإنه يقع تحت رحمة التجار الذين لا يتوانون عن التنكيل به وأحياناً يبيع البضاعة بنصف ثمنها وأحياناًَ لا يبيعها إضافة إلى العمولة المرتفعة للوسيط وهي 5% من ثمن البضاعة وهي تؤخذ من المزارع وهنا يشعر المزارعون بالغبن والظلم ولكن ما من مغيث لهم وما من رادع للوسطاء
ولدى الاتجاه إلى بلدية رأس العين لم يتسنى لنا الاتصال رئيس بلديتها بحجة كثرة مشاغله اليومية كما أن موظفو البلدية لم يستطيعوا الإدلاء بأي تصريح لأنهم لا يعرفون الإجابة عن أي سؤال وكل ما أجابونا به لا نعرف شيء.
شام نيوز- سامي زرقة- اللاذقية