سياسيون كمم الفيروس أفواههم!

شام إف إم - عبير ديبة
يوماً ما سيحُكى أن وباءً اجتاح العالم عام ٢٠٢٠، موقفاً خلال فترة قصيرة من الزمن جنون الأزمات العالمية.. متوعداً في الوقت نفسه بانفجار الأزمات ذاتها وأخرى جديدة في وقت لاحق وشكلٍ أعنف.
سيُحكى أيضاً أن الفيروس الصغير لم يكترث لتعقّد الأزمة السورية أو وحشية الحرب في اليمن، ولم تهمّه كذلك معضلة الحكم في بريطانيا أو جنون ترامب، ولم يأبه بمظاهرات العراق أو مأزق أردوغان، ولم يضع اعتباراً لـ ليبيا ولا السودان ولا أفغانستان ولا "إسرائيل" ولا كوريا ولا الشرق الأوسط ولا ولا ولا...
على أنه وللسخرية الأليمة لم يفرّق بين شخص وآخر.. ولم يفرق بين الشرق والغرب فجعل الكوكب حبيس مكانه وكمّم أفواه السّاسة قبل عامة الشّعب، فوضع رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في حجر صحي إلزامي عقب إعلان إصابة وزير الصحة ياكوف ليتزمان، كذلك عزل الفيروس الصغير المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في منزلها بسبب لقائها طبيباً مصاباً بالفيروس، ليثبت لاحقاً خلوها من المرض.
هكذا إذاً توالت خلال الفترة الماضية إصابات رجال السياسة بالفيروس حول العالم، فها هو رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ينقل إلى العناية المركزة بعد عدة أيام على إعلان إصابته بـ كوفيد 19 ، وكان لحق به في الإصابة وزير الصحة مات هانكوك، وسبقهما في ذلك الأمير تشارلز الذي أنهى مؤخراً مدة الحجر المحددة له... ونائب رئيس الجمهورية الإيراني اسحاق جهانغيري.. ونائب وزير الصحة الإيراني أمين اللجنة الوطنية لمكافحة كورونا إيرج حريرجي.. ووزير الداخلية الأسترالي بيتر داتون.. وأمير موناكو ألبرت الثاني.. بالإضافة إلى ميشال بارنييه وهو كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي حول ملف خروج بريطانيا من الاتحاد (بريكست).. وآخرين غيرهم.
على أن الفيروس المستجد أيضاً خلّف وفيات في صفوف السياسيين كذلك من بينهم رئيس تحالف القوى الوطنية الليبي ورئيس وزراء ليبيا الأسبق محمود جبريل ورئيس الكونغو (برازافيل) الأسبق جاك يواكيم يومبي أوبانغو.. كما فارق الوزير السابق والشخصية البارزة في اليمين الفرنسي باتريك ديفيجيان الحياة أواخر الشهر الماضي بعد صراعه مع "كورونا".
"كورونا المستجد" جعل من أحداث سياسية عالمية مجرد "ماضٍ سحيق".. ونحن نقف أمامه حجمه المتناهي الصغر ونسأل سؤالاً واحداً.. هل حدث كل ذلك هذا العام حقاً؟!