سيدة حمصية تحول منزلها الى ورشة لصناعة المربيات

 

رغم الانتشار الكبير لمعامل صناعة المربيات وتوافر هذه المادة في الأسواق والمحال والمولات الضخمة وباسعار منافسة و طريقة تعليب مغرية تجذب المستهلك إلا أن إحدى ربات المنازل في محافظة حمص استطاعت ان تجد فرصتها للمنافسة عن طريق تصنيع المربيات مستفيدة من ثقة المستهلك بالمواد المصنعة منزليا سواء من حيث النكهة والطعمة المميزة او النوعية الجيدة لحبات الثمار.

و بدات تجربة السيدة هيفاء ام عبدو منذ 20عاما باعداد المربيات لقريباتها ممن لا يجدن متسعا من الوقت ولا يمتلكن الخبرة الكافية في هذا المجال وشيئا فشيئا حولت منزلها لورشة صغيرة لصناعة المربيات الموسمية من الورد والكرز والفريز والتفاح والسفرجل واليقطين والباذنجان وحتى البرتقال ولسان حالها يقول من يريد ان يعمل فهناك فرص كثيرة .20101230-132423.jpg

وتقول أم عبدو التي تسكن في حي الشماس بمدينة حمص ان الطلب على منتجها ازداد من نساء الحارة وبخاصة الموظفات العاملات خارج المنزل وأصبحت تصنع أكثر من 100 كيلو من مختلف انواع المربيات ولذلك سعت لتطوير صناعتها مستفيدة من التنوع الثمري في سورية وزيادة الطلب على المنتج الطبيعي من خلال ادخال بعض المنكهات للمربى كالقرفة والزيزفون وورق الليمون والجوز واللوز وبعض المكسرات الاخرى حتى وصل سعر الكيلو الواحد من المربى إلى 300 و احيانا 500 ليرة.

وأشارت إلى انها تواصلت ايضا مع بعض اصحاب المحال الشعبية في الأحياء للترويج لمنتجها وذلك من خلال عرضها في المحال التجارية ومشاهدة النساء لها وتذوق طعمها بهدف شرائها لافتة إلى انها تصنع بعض انواع المربيات حسب طلب الزبونة كما انها ومن خلال علاقاتها مع جوارها وصديقاتها اصبحن يطلبن منها المربى بانواعه لارساله الى ابنائهم واصدقائهم في دول الإغتراب.

وعن فاكهة الموسم الحالية التي تقوم بصناعتها حاليا قالت ام عبدو اقوم بصناعة مربى السفرجل لبعض النساء والذي يعد من المربيات القليلة الصنع معتبرة انها من أفخر انواع المربيات.

ويقول أبو أحمد صاحب احد المحال في المنطقة التي تقطن بها أم عبدو ان الزبائن يطلبون منه مربياتها بعد ان جربوها ويقوم بدوره بتسجيل الطلبات وابلاغها بها لتحضرها لافتا إلى أن هناك من يفضلون المربيات المصنعة في المعامل .

ويرى الدكتوردريد الوزير مدرس مادة تكنولوجيا الخضار والفواكه في قسم الهندسة الغذائية بجامعة البعث ان المربيات هي احدى تقنيات التصنيع لثمار الخضار والفواكه وهي منتشرة في جميع انحاء العالم لتميزها بقيمتها الغذائية وخصائصها الحسية في الطعم والنكهة و تختلف من بلد الى اخر حسب انواع الفاكهة الموجودة فيها موضحا ان سورية من البلدان الغنية بجميع أنواع الفواكه التي تصنع منها المربيات في كل موسم . 20101230-132835.jpg

ويشير الوزير إلى أن صناعة المربيات اليدوية في المنزل تعتبر افضل حيث لا تضاف اليها المواد الحافظة اما المربيات المصنعة في المعامل فتجري عليها عمليات حفظ شديدة ومعالجة حرارية كبيرة بهدف اطالة فترة التخزين عند البائعين داعيا الى مراقبة ورش التصنيع من قبل مختصين من المهندسين الغذائيين لمراقبة الانتاج وخاصة ان قسم الهندسة الغذائية في كلية الهندسة البترولية والكيميائية هو القسم الوحيد في الجامعات السورية الذي يخرج مهندسين مهمتهم تصميم خطوط الانتاج الغذائية وتشغيلها وضبط جودة المنتج الغذائي ليكون مطابقا للمواصفات السورية والدولية .

وعن دور الجامعة وعلاقتها بالقطاع الصناعي قال هو ارتباط جيد لكنه غير كاف الا ان الموءتمرات وورشات العمل التي تقام في الجامعة بوجود الصناعيين تعزز الترابط بين الجامعة والصناعة لافتا الى سعي الجامعة الى تحويل قسم الهندسة الغذائية الى كلية متفردة بهذا الاختصاص الهام اسوة بدول العالم الأخرى .

بدوره أكد الدكتور عبد المؤمن قشلق المختص بالطب التكميلي وطب الاعشاب ان المربيات تشكل مادة هامة وأساسية للجسم لاحتوائها على السكريات الاحادية والثنائية و هي مصدر للطاقة اضافة إلى فائدتها في اراحة عمل الكبد من بعض الاستقلابات حيث تبقى الخلية الكبدية مرتاحة .

وأشار إلى ضرورة استخدام ربات البيوت للاوعية الصحية في صناعة المربيات كالستانلس ستيل وعدم استخدام اواني الالمنيوم في صناعتها لاحتوائها على مواد سامة .

وعن دور الجهات المعنية في دعم المراة وصناعاتها قالت رئيسة فرع الاتحاد النسائي بحمص هالة اتاسي نحن بدورنا نؤكد على اهمية عمل المراة للحصول على مصدر رزقها كما اننا نقوم وفي كل أنحاء المحافظة كل عام باقامة الدورات التدريبية والتاهيلية للصناعات الغذائية حتى تستفيد النساء المشاركات ويتمكن من اقامة مشاريع صغيرة تدر عليهم الربح .

وأضافت أن أم عبدو نموذج لكثير من النساء فهناك النساء اللواتي يعملن في الخياطة والتطريز والخيزران والصوف وصناعات غذائية كصناعة الجبنة البلدية والقريشة والقشطة والشنكليش والكشك ويقومون ببيعه مما يؤكد قدرة المراة على العمل وتفاعلها مع كافة ظروف حياتها المعيشية لتكون عنصرا منتجا وفاعلا في مجتمعها .