شاحنة إسمنت «تهرس» 19 سيارة في الثنايا ومقتل 8 أشخاص

قتل 8 أشخاص وأصيب 14 آخرون بجروح الساعة الثامنة من صباح يوم أمس الثلاثاء، في حادث مرور على طريق دمشق – حمص الدولي حيث صدمت سيارة شحن محملة بأكثر من 30 طن اسمنت بميكروباص و18 سيارة سياحية صغيرة كانت متوقفة عند مفرق جسر بغداد بسبب التحويلة المرورية لأسباب توسيع الجسر.
وصرح مدير صحة ريف دمشق أحمد الدرة عن إسعاف 11 جريحاً منهم ثمانية إلى مستشفى دوما وثلاث إلى مستشفى حرستا بعضهم مصاب بإصابات خفيفة ووضعهم مستقر أما الوفيات الثماني فأربع من عائلة واحدة بسيارة «بيك أب» بينهم طفلة صغيرة لا يتجاوز عمرها عامين ومن المتوفين عميد كلية الزراعة أحمد يونس الذي كان في طريقه إلى عمله، ويرى مدير الصحة بأن السبب يعود إلى عدم تمكن سائق سيارة الإسمنت من ضبط المكابح عندما فوجئ بوجود تحويلة مرورية في المنطقة، ويرى الدرة أن سائق الشاحنة كان يسير بسرعة كبيرة إضافة لانقلاب سيارتي بطيخ بالكامل إلى جانب الطريق واختلاطها بدم المتوفين، وبين الدرة أن عدد حوادث النصف الأول من العام الحالي بلغت 1212 حادثاً ونتج عنها 77 وفاة و1800 إصابة.
أما خبير السلامة والوقاية من الحوادث محمد الكسم فقد أكد أن عدد المصابين 14 بين كسور وجروح ومنهم أشخاص بحالة خطرة وبيّن أن المشكلة واضحة ولا داعي لتحليلها فأي تدخل على الطرقات الرئيسية والعامة وبخاصة الطرق الدولية السريعة كما يحدث في تحويلة جسر بغداد سيتسبب بحوادث مميتة.
وعن السبب المباشر تحدث الكسم عن صدم سيارة شاحنة محملة بالإسمنت برتل السيارات المتوقفة عند التحويلة بسبب إخفاق السائق إيقافها في نهاية منحدر الثنايا فحطمت الشاحنة 19 سيارة ومركبة ما أدى إلى هذا الحادث المروع حسب تعبير الكسم الذي بين أن سبب عدم تمكن السائق بالوقوف في الوقت المناسب هو عطل فني في المكابح، ولم يتمكن المارة من انتشال الجثث والمصابين إلا بعد حضور فرق الإنقاذ والإطفاء التي عملت على قص حديد السيارات المحطمة بسبب الاصطدام.
وعاد الكسم إلى السبب الحقيقي والجوهري لكل هذه الحوادث المميتة في المنطقة وهو مقطع القطيفة- دوما الذي يترافق بمنعطفات خطرة وانحدار شديد وتسير السيارات الشاحنة بالتصاق مع السيارات الصغيرة والشاحنات كثيراً ما تتعطل مكابحها فيفقد السائق السيطرة عليها فتهوي وتتسبب بمثل هذه الحوادث المميتة ولن يكون الحل برأي الكسم بنقل السيارات الشاحنة إلى الطريق القديم فهو بحالة سيئة أكثر من الثنايا الجديد، والحل برأي الكسم وعدد كبير من ضباط شرطة ريف دمشق بأن تنفذ وزارة النقل مطالباتهم بافتتاح مسرب سيارات جديد في المنطقة مخصص للشاحنات يفصل بينهما حواجز إسمنتية، وهذا الحل طرح منذ سنوات حسب تعبير الكسم ولم ينفذ رغم بساطته وسهولته، ويرى أنه من الممكن أن يتحقق بأسابيع قليلة وهو إنشاء مسلك جديد مواز للمسلك القديم مقابل مقطع القطيفة - دوما مخصص للشاحنات ومعزول عن مسلك السيارات بحاجز حماية ومزود بمخارج نجاة نظامية جانبية صاعدة نحو الأعلى ومفروشة بالبحص وبعرض نحو 8 أمتار وبطول قرابة 200 متر بهدف تأمين خروج آمن وسلس لمثل تلك المركبة لحمايتها والمركبات الأخرى من الكوارث المدمرة والجماعية التي تسبب كل هذه الخسائر بالأرواح والأموال، وطالب الكسم بتنفيذ هذا المقترح بدلاً من استمرار مسلسل الموت على طريق الثنايا الذي تسبب بسقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى ومئات الملايين كخسائر مادية، والتي قدرت في هذا الحادث بنحو 20 مليون ليرة سورية.
ومنذ أقل من شهر وقع حادث مشابه في المنطقة لذات الأسباب المباشرة وغير المباشرة فقتل ثلاثة أشخاص وجرح ثلاثة آخرون، اثنان من القتلى تفحمت جثتاهما داخل سيارتهما الخاصة التي توقفت عند جسر بغداد بسبب وجود تحويلة طرقية ولم تكن السيارة الخاصة الوحيدة المحطمة نتيجة اصطدام سيارة محملة بخمسين طن إسمنت فقد سائقها السيطرة عليها من بداية نزول الثنايا وتعطلت الفرامل بعدها فحطم ثلاث سيارات كانت منها السيارة الخاصة وحاملة سيارات وشاحنة أخرى فشب حريق هائل بالسيارة الصغيرة والشاحنة وناقلة الإسمنت.
شام نيوز. الوطن