"شام نيوز" ترصد آراء محللين سياسيين بخطاب الرئيس الأسد

 ردود أفعال كثيرة وفرح وارتياح جماهيري كبير عقب خطاب الرئيس بشار الأسد أمام مجلس الشعب الأربعاء حيث رأى الشعب السوري أن الخطاب أعطاهم شعورا بالارتياح الذي عقب الأحداث الأخيرة في سوريا.

شام نيوز قابلت عدداً من المحللين الذين كانت لهم آراء وتحليلات مختلفة حول أهمية خطاب الرئيس بشار الأسد وشرحا لما بين سطوره، الأستاذ جورج جبور المستشار السابق للرئيس الراحل حافظ الأسد والمرشح لمنصب أمانة الجامعة العربية في قراءته للخطاب، رأى أنه طمأن الناس إلى أن الفتنة قد انتهت وأن أسبابها قد تم كشفها وعلينا انتظار النتائج التي ستكشفها لجنة التحقيق التي تم تشكيلها بهذا الشأن، كما انه وضع خاتم الصدقية على ما أعلنته المستشارة السياسية والإعلامية لرئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان.

وأوضح جبور أن قانون الطوارئ لم يستخدم إلا بحدوده الدنيا منذ عام 2001 وواحد بتوجيه من السيد الرئيس بشار الأسد، وهذا القانون سيجري إلغاؤه قريبا وهي نقطة بغاية الإيجابية، خاصة مع تحديد جدول زمني اليوم مما زاد من الارتياح الجماهيري.

وحول حديث الرئيس عن الخلط بين الفتنة والحاجات والإصلاح، أكد جبور أن التناقض الرئيسي الذي تسير عليه المنطقة هو الخلط بين هذه الأوراق وسوريا باعتبارها تتبنى المصالح والحقوق المشروعة للشعوب العربية، لذلك فهي معرضة لكل المؤامرات والفتن والاحتمالات، ويجب أن تكون حذرة لذلك،لأنهم سيحاولون كل يوم جعلها تدفع ثمن مواقفها. وحول ردود الفعل الدولية على الخطاب أوضح جبور أن ما أطلق من ردود فعل دولية غير دقيقة فمثلا الرئيس الأمريكي باراك أوباما عندما وصل إلى السلطة وعد بإغلاق ملف معتقل غوانتانمو لكن لم يغلق وذلك لعدة ظروف مرت بها الولايات المتحدة هذا ليس تبريرا كما قال الأسد في الخطاب لكن هناك ظروف حكمت.

سفير سوريا السابق في القاهرة عيسى درويش رأى أن الخطاب كان مختصرا وموجزا جدا ولم يتطرق للتفاصيل لأنه يأتي في ظل أحداث استثنائية، وكان يتسم بمجمله بما يعرف بالغموض السياسي البناء، إلا أن أهم ما أثبته هو إيمانه الحقيقي بالديمقراطية، إذ لم يريد في خطابه أن يصادر حق الآخرين، أو أن يصادر رأي 22 مليون سوري، بل أراد ان يؤكد أنه يترجم إرادة شعبه دون أن يصادرها، فلم يصدر قرارات ومراسيم وتشريعات، بل مهد لها ليأتي بعد ذلك دور المواطن والمؤسسات والجهات المعنية في تطبيقها، لذلك عندما قال "المواطن يجب أن يكون بوصلة كل شيء" كان هذا فعلا وليس قولا.

وهكذا فإن القرارات والخطوات التي أعلنتها المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان أدت المطلوب، حيث أكد أنه "لن يعيد ما سبق إعلانه". المفكر تحسين الحلبي رأى أن الخطاب تضمن النقاط الرئيسية الثلاث التي تهم سوريا والمنطقة، الأولى والأهم هي تشكيل لجنة تحقيق لتحديد المسؤولين عن كل نقطة دم سورية هدرت على أرض الوطن، ومحاسبة المقصرين والمتآمرين.

النقطة الثانية هي التأكيد على أن الإصلاحات كانت موجودة من قبل وهي في طور التحقيق، لكن الإعلان عنها لم يتم بالسرعة المطلوبة، فدراسة قانون الطوارئ مثلا كانت مطروحة إلا أنها تتطلب إجراءات ودراسات ومذكرات، وكذلك الإصلاح الاقتصادي تم اتخاذ مجموعة من القرارات بشأنه، وسيكون له خطة جديدة هي في رأس سلم أولويات الحكومة القادمة كما أوضح الرئيس بشار الأسد. أما النقطة الثالثة فتتعلق بالسياسة الخارجية وفيها توجه السيد الرئيس إلى الجميع أصدقاء وأعداء بأن مواقف سوريا ستبقى كما هي، وأن سوريا جاهزة لأي معركة من أي نوع دون تنازلات تحت أي شكل من أشكال الضغوط. وأضاف الحلبي ان الرئيس يدرك من موقفه كأعلى سلطة تنفيذية أنه ليس مطالب بعرض تفاصيل الإصلاحات، لكنه مطالب بتوضيح الخطوط العريضة وهو ما فعله إضافة إلى توجيهه بالإسراع بعملية تنفذيها من قبل المختصين.

والدليل هو أنه وخلال اقل من 24 ساعة على الخطاب وجه السيد الرئيس بتشكيل لجنة لإلغاء قانون الطوارئ على أن تنهي اللجنة دراستها قبل 25 نيسان 2011، ما يعني تحديد جدول زمني واضح وليس كما يدعي البعض، كما وجه بتشكيل لجنة لدراسة حل مشكلة إحصاء 1962 في الحسكة على أن تنتهي قبل 15 نيسان، كما وجه بتشكيل لجنة قضائية خاصة لإجراء تحقيقات فورية في جميع القضايا التي أودت بحياة عدد من المدنيين والعسكريين في درعا واللاذقية.

ورأى الحلبي أن كل يوم سيحمل شيء جديد على صعيد مسيرة الإصلاح في سوريا، وهذا هو تفسير قول السيد الرئيس في خطابه أن عام 2011 سيكون بدماء جديدة. وختم الحلبي حديثه بالقول أن الخطاب لم يرض الاعداء ولن يرضيهم لانهم يريدون زعزعة الاستقرار وإلهاء الجبهة الداخلية، بدليل أن أول ردود الأفعال على الخطاب كانت من إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، وكما قال السيد الرئيس سيستمرون في فشلهم وسيتعلمون من فشلهم، لكن سوريا ستستمر في انتصارها وستتعلم منه كيف تنتصر عليهم في المرة القادمة.

ميس محمد