شتاء بحقائب مبللة تحت الإقامة الجبرية

شتاء بحقائب مبللة تحت الإقامة الجبرية

شام إف إم – وكالات:
وهم في طريق الخوف يأخذ السوريين إلى مكان مجهول، بأحلام كثيرة وتفاصيل مريرة، لتأتي الدعوات الدولية مشددة ومستنكرة وحريصة.. ويلات حرب تضغط على ذهن أغلب السورين ليكون الخيار الفرار.. الذهاب بمغامرة البحار حاملين سلة من الأمل، لملاقاة الأمن والسلام والاستقرار..
تخرج اليوم وزارة الداخلية الألمانية لتقول:" إن ما يزيد عن 156 ألف طالب لجوء دخلوا إلى الأراضي الألمانية، منذ مطلع 2017 وحتى تشرين الثاني الجاري، معظمهم سوريون" ، وأشار بيان الوزارة إلى أن ما يقارب من 40 ألف سوري، تقدموا بطلبات لجوء خلال العام الجاري، يليهم العراقيون .
السياسة الرحيمة قد ولت..
أشارت الهيئة الاتحادية لشؤون الهجرة واللاجئين (BAMF) في ألمانيا ، الشهر الماضي، إلى أن البلاد شهدت تراجعًا ملحوظًا في أعداد طالبي اللجوء العام الجاري، لكن الإجراءات المشددة التي اتخذتها ألمانيا لوقف تدفق اللاجئين هي السبب الأبرز في هذا التراجع، وليس استقرار أوضاع الراغبين باللجوء، ذلك بعد الانتقادات التي تعرضت لها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بسبب سياستها “الرحيمة” حسب التعبير المتعارف عليه اتجاههم.
124 ألف طلب لجوء انخفض بلمقارنة بـ عام 2016، كما تجاوز عدد طالبي اللجوء 890 ألفًا عام 2015، حيث وقّعت على أعقابها دول الاتحاد الأوروبي اتفاقًا مع تركيا تعهدت فيه الأخيرة بتشديد إجراءاتها على الحدود البحرية، لمنع تسلل اللاجئين من تركيا إلى اليونان.
كارثة إنسانية..
الخروقات كانت سيدة المشهد على الاتفاق التركي مع دول الاتحاد الأوروبي، وآمال السوريين في الشتاء الماضي أضحت طائفة على سطح البحار أو محتجزة تحت الإقامة الجبرية في اليونان.
حيث أشارت إحصائيات المنظمات الحقوقية إلى أن أكثر من 13 ألف طالب لجوء، أغلبهم سوريون وعراقيون، يعيشون في مخيمات على الجزر اليونانية، وبظروف معيشية "سيئة" لحين أن تم  البت بطلبات لجوئهم.
 كما ذكرت تقارير، أن أكثر من 400 لاجئ يفترشون الطرقات في جزيرة خيوس اليونانية دون مأوى، ما قد يؤدي إلى وقوع كارثة إنسانية مع اقتراب الشتاء، في حال لم تتحرك اليونان من أجلهم.
 في الأشهر الأخيرة، حركة تدفق اللاجئين نشطة لطالبي اللجوء، وهم من القادمين بحرًا من تركيا، رغم تشديد إجراءات الرقابة.. فما هو المآل !
إضاءات في الواقع السوري..
يشهد الواقع السوري اليوم، أمان في معظم محافظاته السورية، بإستثناء أجزاء من بعضها، وإذا تحدثنا عن الواقع الحكومي، من السهل أن نلتمس تفاؤلها الكبير من خلال إطلاق شعار " صنع في سوريا" لعام 2018، في خطوات لتحقيق الاكتفاء الذاتي عن طريق خفض الاستيراد ورفع التصدير.
هذا وقد أصبحت ملفات مجلس الوزراء تحت عنوان" ما بعد الأزمة"، إضافة لتحركات سريعة في مجال إعادة الإعمار، وهبوط الدولار، علاوة على سعي وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك لخفض الأسعار، التي ما زال اضطرابها تحدث جلبة في الشارع السورية .
جميعها عوامل قد تؤدي لخفض اللجوء، لكن فئة الشباب وهاجس يتراقص ما بين الحياة والموت مازال يلاحقهم جراء ظروف عديدة.. فهل سيشهد هذا الشتاء تحسن بواقع اللجوء أم  ستعنون الصحف العالمية، وترفع الصلوات الدولية، بقصص على غرار "إيلان" الطفل السوري الراقد على شواطئ أحلام الاستقرار والأمان؟