شجرة العائلة السورية

نبيل صالح - الجمل بما حمل
السوريون إخوة.. إخوة من أم واحدة وآباء متعددون بعدد القوميات والطوائف والأحزاب السورية.. وهم اليوم غير قادرين على الاقتراب من، أو الابتعاد عن بعضهم، فيتقاتلون ويتصالحون داخل دائرة من الطمع والحسد والحب الأعمى، ومشكلتهم الحالية أن تجربتهم السياسية المحدودة هي ما يملي عليهم مواقفهم وعداواتهم التي أثبتت هشاشة صداقاتهم وسوء علاقاتهم الاجتماعية، ولطالما شبهتهم بأسرة من القنافذ في فصل الشتاء، فإذا اقتربوا من بعضهم طلباً للدفء آذاهم شوكهم وإن هم ابتعدوا هاجمهم البرد.. إنهم كائنات عاطفية لم تبلغ سن النضج السياسي، ولذلك مازالوا هدفاً سهلاً لزعران الغرب وداعراته، ولاأقصد هيلاري أو ميركل أوبرلسكوني الفحل أو زوج كارلا بروني الديوث.. فهم بالنهاية وكلاء شركات دولية وسماسرة مافيات سياسية..
***
القلق على الحياة أسوأ من مواجهة الموت.. قلقك على حياة أحبابك من بعد موتك.. إذ أن الشجعان هم من يتقبلون فكرة موتهم ولكنهم يرغبون بترتيب حياة أحبابهم قبل ذهابهم، لأنهم يشكلون جزءاً من خلودهم بعد موتهم.. والسوريون اليوم يعانون القلق على حياة سورية أكثر مما يخشون موتهم: هل تسلم من حرائق الناتو، وهل ستبقى بعثية أم ستغدو إمارة إسلامية، ليبرالية توافقية أم دويلات قومية طائفية، وطن يتسع للجميع أم غابة للمفترسين.. أسئلة قلقة تنتظر الأجوبة بينما تجار الوطن يسعون لتسويق «الحماية» و«الحظر الجوي» وصولاً إلى طرح العقار السوري في مزاد البورصة القَطرية - الأمريكية.
ويبقى السؤال: من بيده علاج القلق السوري المتفاقم: هل هم شاربو البيبسي ومراهقو التنسيقيات، أم موظفو الجامعة الموظفين لدى سادتهم الأطلسيين، أم السلطة التي بدأت بتغيير جلدها رغبة بالاستمرار عبر التجدد؟
***
بما فيهم أهل النظام، لم يعد هناك من راغب بإعادة إنتاج النظام، والناس اليوم ينقسمون إلى فريقين، فريق يعمل على تدمير النظام وفريق يرغب بإصلاحه، ولا يمكنك أن تُقنع المدمِّرين بالإصلاح ولهذا مازال الجيش يربض في الشارع كحامي للوطن من الدمار والفوضى..
-------------------------
الإمام: آكلٌ لا يشبع، وشارب لا ينقع، ومن العناء أن المرء يجمع ما لا يأكل ويبني ما لا يسكن، ثم يخرج من الدنيا لا مالاً حمل ولا بناءً نقل..