شركات دولية للاتصالات الخليوية تتنافس لدخول السوق السورية ...فمن الرابح ؟

شام نيوز – هاني موعد

أظهرت شركات دولية للاتصالات اهتماما كبيرا بدخول سوق الاتصالات السورية مثل شركة تركسيل التركية و زين الكويتية بالإضافة إلى شركة الاتصالات السعودية وشركات من الصين و قطر و الإمارات العربية بعد موافقة مجلس الوزراء على إدخال مشغل ثالث للسوق السورية، و تحويل عقود شركتي سيريتل و MTN  الى تراخيص. وذكرت مصادر إعلامية بان الحكومة بصدد البحث عن مستشار دولي ليقدم المشورة في اختيار الشركة الجديدة ، و سيتم معرفة طبيعة وهوية الشركة الجديدة وفقا للمواصفات والمقاييس من خلال مضمون الإعلان الذي ستعلنه وزارة الاتصالات بعد أسابيع قليلة.

 

هذا الإقبال الذي أظهرته الكثير من شركات الاتصالات الدولية برغبتها دخول السوق السورية  وضع البعض أمام تساؤلات حول عدد المشتركين الذي سوف تستقطبه الشركة الجديدة في ظل بلوغ عدد مشتركي الخليوي في سورية ما يقارب 7,5 مليون مما دفع بالمحلل الاقتصادي و الصحفي زياد غصن بالتساؤل حول العدد الذي يمكن أن يصل إليه مشتركي الخليوي في البلاد و يقول لشام نيوز:"فهل يمكن مثلاً أن يصل العدد لعدد السكان كما حدث في الأردن مثلاً، أم أنه سيظل مرتبطاً بمستوى الدخل و نسبة الفقر، و بالتالي إذا كانت نسبة الفقراء في سورية (الفقر الأدنى- الفقر الأعلى) تصل لنحو 35 % فهذا يعني أن نحو 13 مليون مواطن يمكنهم تحمل نفقات خدمة الخليوي." و يضيف غصن حول حجم السوق الذي من الممكن أن تحصل إليه الشركة الجديدة انه مرتبط بطبيعة الخدمة وجودتها و يقول " علينا أن ننظر إلى تجارب كمصر و الكويت و الأردن و الإمارات لندرك أهمية المنافسة في هذه العناصر، لجهة تحديد أسعار مناسبة و تقديم خدمات جديدة تواكب تطورات الخدمة في العالم، بالإضافة إلى قيمة الرخصة التي سيدفعها المشغل الجديد، و التي ستكون ضمن التكاليف العالية المترتبة عليه في هكذا استثمار الأمر الذي سيؤثر على أسعار الخدمات."

 

و من الشركات المهتمة بدخول السوق السورية ، شركة زين و التي تعتبر رابع أكبر شركة للاتصالات المتنقلة في العالم  من حيث النطاق الجغرافي والذي يغطي سكانا يصل تعدادهم إلى أكثر من (490) مليون نسمة عبر منطقتي الشرق الأوسط وإفريقيا ، وتعمل مجموعة زين في الوقت الراهن تحت علامة زين التجارية في الكويت، و السعودية ، والأردن، والبحرين، والعراق، والسودان . وفي لبنان، يعرف نشاط المجموعة بإسم "ام تي سي – تاتش" وفي 15 دولة في جنوب الصحراء الأفريقية تحت إسم "سلتل" وهذه الدول هي: بوركينا فاسو، تشاد، جمهورية الكونغو الديمقراطية، جمهورية الكونغو، الجابون، كينيا، مالاوي، مدغشقر، النيجر، نيجيريا، سيراليون، تنزانيا، أوغندا، زامبيا، وغانا .

 

أما شركة اتصالات قطر " كيوتل "  فقد أبدت رغبتها بدخول السوق السورية أيضا ، و توفر الشركة خدمات الاتصالات عبر الخط الثابت والاتصالات الجوالة في دولة قطر ولها تواجد في 17 بلداً. ووصلت إيرادات كيوتل في قطر إلى 2.8 مليار ريال قطري  في نهاية النصف الأول من عام 2010. أما إيرادات المجموعة وصلت إلى  13.1 مليار ريال قطري .

 

شركة الاتصالات السعودية و هي أكبر مشغل للهاتف الجوال والثابت في المملكة العربية السعودية حققت أرباحا في النصف الأول من هذا العام وصلت إلى 3.83 مليار ريال سعودي مع زيادة في عدد العملاء بنسبة 9%. ووصل عدد المشتركين في خدمات الهاتف الخليوي في السعودية إلى أكثر من 41 مليون مشتركا بنهاية الربع الثالث من العام الحالي لترتفع نسبة الانتشار في هذه الخدمة إلى 162% من سكان المملكة و تشير بعض التقارير أن الاتصالات السعودية تستحوذ على 80 % من سوق الاتصالات السعودي.

 

شركة تركسل التركية و التي تستحوذ على 55% من سوق الاتصالات التركي تتطلع لدخول السوق السورية و التي حققت صافي أرباح 422 مليون ليرة نركية ما يعادل  (276 مليون دولار)  مع نهاية الربع الثاني لهذا العام.

 

و حول الإقبال الكبير لدخول السوق السورية يقول غصن " الاستثمار في الاتصالات هو توجه رابح على المدى القريب و البعيد، وكل سوق ما تزال قادرة على استيعاب المزيد من الاستثمارات، لاسيما و أن الخدمة تتطور كل يوم و تتوسع خدماتها دوماً، فكيف إذا كانت هناك سوق كسوريا تدخل حديثاً حيز الإصلاحات الاقتصادية و تتحول لنقطة جذب استثمارية و تجارية مهمة."