«شكون» الديرية كلمة مشهورة كما الجسر المعلق.. فما قصتها ؟!

مالك الجاسم – شام إف إم
«شكون».. كلمة على لسان كل شخص في محافظة دير الزور، بل هي جسر تواصل دائم بين أبناء المحافظة مع المحافظات الأخرى، فمنهم يصف أهل الفرات بقوله: "أنتم جماعة شكون"، وباتت هذه الكلمة حاضرة كما أي معلم في المحافظة، مثل الجسر المعلق ونهر الفرات والبامياء ونادي الفتوة، ولا يتعلق الأمر بهذه الكلمة فقط، لأن هناك كلمات حاضرة في لهجة أبناء الفرات، ولكنها من أكثر الكلمات المتداولة بشكل يومي، ولا يكاد يخلو حديث منها، ولا يمكن أن تغيب بعد أن تجذرت ضمن أساسيات الحوار الشخصي.
ولا يغيب عن ذهن أي شخصي أن هناك كثيراً من الكلمات المتداولة في دير الزور قريبة من اللغة العربية الفصحى، وغالباً ما تلامس الصواب في الحضور والمعنى.
وللبحث عن أصول ومعنى هذه الكلمة، "شام إف إم" تواصلت مع مدرس اللغة العربية والشاعر الفراتي "ياسر شكري ياسين"، وهو حاصل على إجازة في الآداب، قسم اللغة العربية من جامعة حلب، وبدأ حديثه بالقول: "كلمة شكون تعتمد على قاعدة اسمها قاعدة النحت، ومعنى ذلك اختصار عدد من الكلمات بكلمة واحدة، مثل أن تقول: "بسمل" أصلها بسم الله الرحمن الرحيم، و"حوقل"، أصلها "لا حول ولا قوة إلا بالله".
وإذا ما عدنا إلى كلمة "شكون" فهي كلمة فصيحة أساسها ومعناها "أي شيء تريد"، وهي سؤال واستفسار مكون من كلمات عدة، فإذا قلنا أي شيء تريد فاختصارها في النحت "شكون تريد".
وتحضر هذه الكلمة على ألسنة العديد من شعوب الدول العربية ومنها: "العراق والمغرب وتونس والجزائر"، ولكل منها معنى خاص، وجميعها تنصب حول الاستفسار فمثلاً تعني كلمة "شكون" في المغرب من الشخص المقصود..! ، أما في العراق فهي تعني "شو بك"، وفي تونس تعني من..؟ ، أما في الجزائر فهي قريبة للطلب والتمني وتعني "اعتني بنفسك".
ويذكر بأن هناك أغنية يقول مطلعها: شكون شكون يا مدقق، تراجي وبس إلك تلبق... ولمن تمشي بدرب الدير يتمايل جسر المعلق.