صالحي: إيران ترفض التدخل الأجنبي بشؤون دول المنطقة تحت أي ذريعة

بدأت في العاصمة الإيرانية طهران اليوم أعمال الاجتماعات التحضيرية لقمة حركة عدم الانحياز في دورتها السادسة عشرة على مستوى الخبراء بمشاركة 120 وفدا بينها وفد سورية برئاسة نائب وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد.

وأكد علي أكبر صالحي وزير الخارجية الإيراني في كلمة له خلال افتتاح الاجتماعات التحضيرية رفض بلاده للتدخل الاجنبي بشؤون دول المنطقة تحت أي ذريعة كانت لافتا إلى أن سيادة الدول يتهددها التدخل الأجنبي الذي يشكل عقبة أساسية أمام تطور شعوب تلك الدول داعيا إلى عدم استغلال قضية حقوق الإنسان للضغط على الدول.

وقال صالحي "إن العالم ومنذ أكثر من عام يشهد الكثير من التطورات وخاصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والتي ندعم مطالب شعبها في الحرية والعدالة التي تتحقق من خلال الحوار واحترام الحقوق الأساسية للإنسان .. وعلينا الدخول في حوار شامل للوصول إلى مصالحة وطنية دون أي تدخل اجنبي لتلبية متطلبات الشعوب ".

وأضاف صالحي .. " نحن الآن أمام الكثير من التطورات الكبيرة وعلينا أن نستثمر كافة طاقات حركة عدم الانحياز من أجل إحلال الأمن والسلام والعدالة في كل أنحاء العالم وخاصة في مثل هذه الفترة الحساسة حيث تسود العلاقات الدولية أجواء التضاد والتنافر ما يجعلنا بحاجة كبيرة لخطوات جماعية وصارمة تنقل العالم إلى عالم اخر يرقى بالمستويات الثقافية والاحترام لكل الحقوق المعترف بها دوليا وخاصة حق تقرير المصير والتمتع بحكومات ديمقراطية وعلينا كحركة الحذر من سياسات التدخل والأنانية واعتماد حوار الحضارات والثقافات السلمي سبيلا لإنهاء النزاعات وتحقيق السلام وإلغاء التمييز العنصري".

ورأى صالحي أن منظمة الأمم المتحدة بعد ستة عقود على تأسيسها ما زالت تحتاج إلى إصلاحات أساسية داعيا الجمعية العامة للقيام بواجباتها لحل قضايا الأمن والسلام الدوليين مشددا على أن سياسة الإرهاب والتهديد تتسبب بإضعاف الوجود الدولي وتقليل مستوى مكانة الأمم المتحدة المبنية على المصالح المشتركة وان إيران تشجب أي تدخل في شؤون الدول بذريعة مكافحة الإرهاب.

وأوضح وزير الخارجية الإيراني أن الكيان الصهيوني يمثل الإرهاب الدولي مؤكدا أن تحقيق السلام في المنطقة لن يكون إلا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم.

ورأى صالحي أن الوقت الراهن يعد مناسبا للمضي قدما والخطو بخطوات مؤثرة لمحو الإرهاب بما فيه الإرهاب الدولي الذي تدعمه الدول الغربية والذي يتكاثر يوما بعد آخر.

وجدد صالحي التأكيد على سلمية برنامج إيران النووي وقال " إن إيران لا تريد المواجهة مع احد وانما تريد حقوقها المعترف بها دوليا في الاستفادة السلمية من الطاقة النووية".

واعتبر صالحي أن العالم يحتاج اليوم إلى تعاون مؤثر بين كل أعضاء المنظمة الدولية على أساس العدالة والتساوي بهدف التصدي المؤثر للقضايا الأساسية التي تهدد الإنسانية مؤكدا ضرورة إيجاد نظام عادل قادر على التصدي لحل القضايا الدولية الأساسية بشكل شفاف.

وينعقد مؤتمر قمة عدم الانحياز الذي ترأسه إيران في الفترة ما بين 26 و31 من هذا الشهر حيث تستمر أعمال الاجتماع التحضيري للخبراء على مدى يومي 26 و27 يليه اجتماع وزراء الخارجية في 28 و29 منه وتنتهي أعمال القمة باجتماع القادة المقرر يومي 30 و31 من الشهر الجاري.

وستتطرق القمة وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية إلى القضايا الدولية والازمات الاقليمية والوضع في الشرق الأوسط وأمريكا الجنوبية والقضايا المرتبطة بحقوق الإنسان والأمن الغذائي والصحة.

مهمانبرست يؤكد طرح خطة على هامش قمة عدم الانحياز لمواجهة التدخل الأجنبي في سورية

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست أن الأزمة في سورية ستطرح على هامش مؤتمر قمة دول عدم الانحياز لمواجهة التدخل الأجنبي فيها.

وقال مهمانبرست اليوم على هامش اجتماع خبراء حركة دول عدم الانحياز في طهران إن "أعضاء حركة عدم الانحياز يعارضون أي تدخل اجنبي وأي نشاط للجماعات المتطرفة والارهابية العالمية في سورية وستطرح قضية سورية على هامش القمة في اطار القضايا الاقليمية وسيتبادل الاعضاء الآراء وسيتدارسون موضوع مواجهة التدخل الاجنبي في هذا البلد".

وأضاف أن "أعضاء حركة عدم الانحياز يرغبون بسماع وجهات نظر الشعب في سورية ومتابعة الاصلاحات وتقديم خطة شاملة لرفع مشكلات هذا البلد".

وقال مهمانبرست "يجب توفير اجواء في سورية من اجل تحقيق المطالب الشعبية في مسار ديمقراطي وبأصوات الشعب ونحن نعتقد ان هذا الهدف يمكن تحقيقه في اطار خطة كوفي عنان بنقاطها الست".

وأكد مهمانبرست انه يجب ان يتم اتخاذ القرار من قبل الشعب السوري بشأن قضايا بلاده وان اي قرار في سورية يجب ان يكون مصحوبا بـ "وقف العنف" وفي إطار ديمقراطي وقال إن "بعض الدول التي تسعى لفرض شروطها على سورية قبل اي حوار تتدخل في شؤون هذا البلد في حين ان الشعب السوري هو أهل لأن يتابع قضايا بلاده بمساعدة الحكومة وعبر الحوار السلمي".

وحول احتمال تحقيق المقترح الايراني بتشكيل مجموعة اتصال دولية لتسوية الازمة في سورية بعضوية ايران قال مهمانبرست "إن هذا الموضوع سيطرح وتتم متابعته على هامش قمة عدم الانحياز بطهران".