صبحية النساء.... جلسات نميمة واستعراض لآخر الموضات

تعد الصبحية في مجتمعنا وخصوصاً في المجتمعات الريفية تقليداً اجتماعياً يومياً أو لنقل أنه شبه يومي حيث تجتمع النسوة والفتيات في الصباح ويرتشفن القهوة غارقات في أحاديث متنوعة تكون قد أعدت خصيصاً لاجتماعات كهذه وفي بعض الأحيان تلتف المجتمعات حول قارئة الفنجان ويسألن عن المستقبل القريب والبعيد
لكن النساء الثريات فلديهن صبحية ذات طابع مختلف فاللقاء لا يكون في البيوت بل في المطاعم والمقاهي مع صوت النراجيل والمغنين والأحاديث تكون عن آخر الموضات....
جلسات نميمة ذات جودة عالية :
في منزل أم صباح تبدأ القهوة الصباحية كل يوم في الساعة التاسعة كالمعتاد حيث أصبحت عرفاً متعارف عليه بينها وبين جاراتها اللواتي يفضلن تناول القهوة عندها على أي شيء آخر " على حد قول إحداهن " لكن تلك الجلسات وكما تقول أم صباح لا تخلو من النميمة على بعض النساء الغائبات عن هذا الاجتماع المقدس بنظرهن حيث تتناولها النساء المجتمعات ويتحدثن عن أهم تفاصيل حياتها ولكن " بشيء من الاحترام وتقدير الغائب
في الطرف الآخر للحياة أو لدى النساء الثريات وخصوصاً لدى العازبات تدور الأحاديث عن آخر صيحات الموضة وما اشترته كل واحدة منهن أو ما تنوي شراؤه من ثياب أو حلي بينما الحديث عن الجامعات أو العمل فهو بمثابة المحرمات فهذا النوع من الجلسات بالنسبة لأم أحمد " إحدى النساء في مجلس أم صباح " هو وقت مستقطع من الاهتمامات المنزلية أو العمل
هرب من الروتين:
تقول السيدة ثناء إن تلك الجلسات تعتبر هرب من الروتين اليومي المفروض على النساء وخصوصاً غير العاملات حيث تنطلق النسوة من وقت الاستيقاظ في رحلة العمل المنزلية اليومية حيث تعتبرهذه الجلسات متنفساً من هذا الروتين الذي يتكرر كل يوم ولا يتبدل
لكن السيدة رويدة تقول إنها تتلذذ بالحديث عن أخبار الناس وخصوصاً المقربين منها كما ينشرح صدرها بالحديث عن الأحلام والهواجس التي تعترض كل شخص تعرفه.
مسك الختام:
أما المرحلة الأخير من الصبحية فتكون مخصصة للتبصير أو قراءة الفنجان حيث تصبح مخلفات القهوة أو "تفل الفنجان" سيد المكان راسماً الآمال التي تتمناها كل امرأة ومحدداً المخاطر التي ستتعرض كل فتاة أو امرأة
تقول السيدة سحر وهي قارئة فنجان من الوزن الثقيل إن لقارئة الفنجان قاموسها الخاص الذي لا يستطيع أي شخص عادي سبر مكنوناته مثل " الكلب الوفي" و " سمكة الرزق" وجَمعة الخير" ، أما "العقربة" والعياذ بالله فهي نذير شؤم وعن الانتهاء من فك الرموز والرسوم تبصم الفتاة أو المرأة التي يتم التبصير لها بعد أن تتمنى أمنية لترى السيدة سحر إن كانت ستتحقق أم لا.
سامي زرقة- شام نيوز