صحيفة المصري اليوم: ثروة «عز» ١٨ مليار جنيه و«المغربى» ١١ و«جرانة» ١٣ و«رشيد» ١٢ و«العادلى» ٨

احمد عز

 

نقلت صحيفة المصري اليوم عن مصادر قضائية أن المعلومات الأولية التي توافرت لجهات التحقيق مع الوزراء السابقين ورجال الأعمال والمسؤولين الذين تقرر منعهم من السفر وتجميد أرصدتهم، تفيد بأن ثروة أحمد عز، أمين التنظيم السابق بالحزب الوطنى، تبلغ ١٨ مليار جنيه، وتعدت حسابات أحمد المغربي، وزير الإسكان السابق، ١١ ملياراً، وزهير جرانة، وزير السياحة السابق، ١٣ ملياراً، ورشيد محمد رشيد، وزير التجارة السابق، ١٢ ملياراً، وحبيب العادلي، وزير الداخلية السابق، ٨ مليارات.

وكانت محكمة استئناف القاهرة قد وافقت أمس على قرار النائب العام بالكشف عن سرية حسابات هؤلاء. وأوضحت مصادر أن بقية الأشخاص، المصادر قرار بمنعهم من السفر، تتراوح ثرواتهم بين ١.٥ و٣ مليارات جنيه.

وذكر مصدر فى مطار القاهرة أن ثلاثة وزراء سابقين طلبوا السفر أمس وأمس الأول، غير أن تعليمات مكتوبة صدرت بتأجيل سفرهم، خصوصاً أن أحمد شفيق، رئيس الوزراء، طلب من مسؤولي الموانئ والمطارات إخطاره بمن يريد السفر من الوزراء السابقين ورجال الأعمال، وعدم السماح لهم بذلك إلا بموافقته شخصياً.

من جانبه، قال مصطفى بكري النائب السابق فى مجلس الشعب، إنه قدم لدى إدلائه بأقواله ملفات للنيابة العامة، ترصد تضخم ثروة أحمد عز من ٢ مليون جنيه عام ١٩٨٩، إلى ٦٠ ملياراً فى الفترة الأخيرة، إضافة إلى مستندات تدينه بتزوير الانتخابات والتربح والاستيلاء على المال العام طوال فترة توليه مناصب فى الحزب الوطني. ونفى بكري ما تردد عن تقديمه بلاغات ضد رشيد محمد رشيد، باستثناء بلاغ قديم حول شحنة القمح الفاسد.

في سياق متصل، قدمت دار الخدمات النقابية، وعدد من القيادات العمالية، بلاغاً إلى النائب العام، أمس، برقم ١٣٦٤، للمطالبة بمنع حسين مجاور، رئيس اتحاد العمال، من السفر أو التصرف فى أمواله، بدعوى استغلال منصبه في التربح. واعتبر «مجاور» في تصريح لـ«المصرى اليوم» البلاغ كيدياً.

من جانب آخر اعتبر الكاتب البريطاني روبرت فيسك ان الرئيس مبارك أوشك على مغادرة منصبه نهائياً، وإن استقالة هيئة مكتب الحزب الوطني، بمن فيهم جمال مبارك، لن ترضي المتظاهرين المطالبين بتنحية الرئيس.

وقال فيسك، في مقال بصحيفة «الإندبندنت» البريطانية، ان حديث الرئيس مبارك لشبكة «إيه بي  سي» الأمريكية، الذي أكد خلاله أنه يرغب في التنحي إلا أنه يخشى على البلاد من الفوضى، هو أول إشارة على أن الرئيس في طريقه للرحيل نهائيا.

وأوضح فيسك أن النظم المستبدة، ومن بينها مصر، عادةً ما تلقي باللوم، عندما تكون تحت تهديد، على «أياد أجنبية» و«أجندات خفية» للثورات.

ولفت فيسك إلى أن عناصر مكافحة الشغب، الذين أرغموا على الاختفاء من شوارع القاهرة قبل تسعة أيام وعصابات المخدرات المأجورة، على حد قوله، يشكلان جزءاً من الأسلحة المتبقية للنظام المصري، الذي وصفه بـ«الخطير والجريح».

وتابع: «إن هؤلاء العناصر البلطجية، الذين يعملون بأوامر وزارة الداخلية، هم من يهاجمون المعتصمين في ميدان التحرير ليلاً». وأوضح «فيسك» أن الشعب المصري تخطى جيلين من النضج، وأن المهمة الأولى الأساسية للنظام المصري المستبد هي القيام بما سماه «أطفلة» شعبه، لتحويله سياسياً إلى طفل في العام السادس من عمره، بحيث يكون مطيعاً لوالده، أي حاكمه.

واستطرد فيسك: «إن النظام يقوم بتقديم صحف وهمية، وانتخابات مزورة، ووزراء وهميين والكثير من الوعود الكاذبة». وأضاف إن من يطيعه في ذلك يصبح واحداً من هؤلاء الوزراء الوهميين، وإذا احتج، يتم ضربه في أقسام الشرطة وحبسه.

وأضاف: «إن قوة الشباب والتكنولوجيا جعلت المصريين ينضجون ويقومون بثورتهم الحتمية، وهو ما أثبت أن النظام المصري هو من كان يتألف من مجموعة أطفال».

وقال «فيسك»: «إن الرئيس مبارك لم يكن يجهل بالمظالم التي ارتكبها نظامه، وحكمه استند إلى القمع والتهديد والانتخابات المزورة، وسفراء الولايات المتحدة المتعاقبون في القاهرة ظلوا يخبرونه بالأعمال الوحشية التي يرتكبها النظام باسمه، لكنه كان يكتفي بالتعبير عن دهشته أو التعهد بإنهاء وحشية الشرطة، لكن لم يتغير شيء على الإطلاق، وهو ما اعتبره موافقة منه على ما يفعله رجال الشرطة في مصر».

وأكد «فيسك» أن المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية لاحظوا ظاهرة غريبة، هي أنه في الأشهر التي سبقت اندلاع الاحتجاجات في ٢٥ يناير، تعرض الأقباط لسلسلة من الهجمات على كنائسهم، وأنه أثناء أحداث ٢٥ يناير لم يُمس قبطي واحد بسوء، مرجعاً ذلك إلى انشغال مرتكبي تلك الجرائم بتنفيذ مهمات عنيفة أخرى.

واختتم فيسك مقاله، بقوله: «إن رحيل الرئيس مبارك، سيكشف النقاب عن حقائق رهيبة، وفي حالة تحقيق الشباب للنصر، سيكونون في أمان، لكن إذا لم يكن الوضع كذلك، فسيطرق (زوار الفجر)، أبواب الكثير من المحتجين».