صحيفة تونسية: الدور القطري مرسوم له أمريكياً

أكدت صحيفة المغرب التونسية أن الدور القطري مرسوم له أمريكياً.. فدور الدوحة في ما يسمى الربيع العربي هو حمل النظم الجديدة على تفهم المصالح الأمريكية في المنطقة ومن ثم ادارة الظهر للنظام الإسلامي الجديد وتركه لقدره الأمريكي لتفرغ قطر من أجل إسقاط نظام آخر لم يتفهم المصالح الأمريكية بعد كما يحدث الآن في سورية.

واشارت الصحيفة في ملف نشرته اليوم تحت عنوان "حقائق حول دولة قطر" إلى أن قطر كانت مهندسة ما سمي مؤتمر أصدقاء سورية الذي عقد في تونس والذي فشل رغم كل محاولاتها لانجاحه من خلال تمرير خيار الحل العسكري للازمة لكن التقاط انقرة كرة المناورة بالتهيوء لاحتضان مؤتمر اسطنبول حول سورية المزمع عقده خلال الأسبوعين القادمين يجعل تونس من ماضي الاهتمامات القطرية على هذا الصعيد.

وفي تطرقها لازدواجية ومناورة ومراوغة السياسة القطرية كواحدة من ادوات السياسة الامريكية في المنطقة لفتت الصحيفة إلى أن قطر تحتضن قاعدة السيلية الأمريكية التي زودت الجيش الإسرائيلي بقنابل دكت حصون الضاحية والجنوب والبقاع خلال حرب 2006 على لبنان.

ورأت الصحيفة أن دور قناة الجزيرة التي قدمت نفسها ملهمة لما يسمى الربيع العربي الاساسي هو تسويق خطاب الفكر الوهابي والتدخل الإعلامي في الموازنات العربية بما يخدم مخطط الولايات المتحدة لاعادة صياغة خارطة العالمين العربي والإسلامي.

ونعت الصحيفة الامال التي علقتها السلطات التونسية المؤقتة على دعم قطري تمخض سريعا عن بخار أوهام وقالت ان حكام تونس الجدد من حركة النهضة اكتشفوا سريعا ان البون شاسع بين التحالفات والصداقات من جهة والاستثمارات الثقيلة في بلد غير مستقر من جهة اخرى.

واوضحت الصحيفة انه عند زيارة امير قطر الى تونس تداعت كل اجهزة الحكومة لاعداد مشاريع استثمارية يمولها القطريون قبل ان يفترق الفريقان على اساس ان تدرس المشاريع لاحقا بما فيها تلك المشاريع التي تم توقيع وثائق بشأنها مشيرة الى ان جميع تلك المشاريع كانت احياء لمشاريع كان التفكير بها قد بدا في عهد الرئيس التونسي السابق.

ولفتت الصحيفة الى انه عندما اكتشفت الحكومة التونسية المؤقتة ان حساباتها كانت واهمة مع الطرف القطري سارعت الى الاستنجاد بالسعودية عساها تفي بسد جزء من السيولات التي تستحقها تونس فلم يجد حمادي الجبالي رئيس الحكومة المؤقتة خلال زيارته الاخيرة الى الرياض غير عبارات التشجيع والمباركة.

من جهتها قالت صحيفة "الصحافة" التونسية الرسمية ان اجتماع وزراء الجامعة العربية امس في القاهرة تجاهل سقوط 15 شهيدا فلسطينيا جراء القصف الاسرائيلي على غزة بدون ان تتحرك ضمائرهم المفترضة لنجدة المدنيين بينما ينصبون انفسهم ناطقين باسم الشعب السوري ومعاناته باذلين في هذا السياق خطابات محشوة بالجمل الرنانة والعبارات الجياشة حول ضرورة التدخل انسانيا وعسكريا ودبلوماسيا في سورية.

ولفتت الصحيفة في مقال للكاتب مراد علالة الى ان خطب الوزراء العرب كانت موجهة للضغط على وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف المعني اكثر منهم بمستقبل سورية والذي حضر الى القاهرة باسم الصداقة لا باسم المصالح مستندا الى تاريخ بلاده الحافل بالمحطات الايجابية والوقفات الانسانية تجاه قضايانا العربية وهو تاريخ لم يسبق ان تلوث بالهيمنة والاستعمار المباشر او غير المباشر لبلداننا.

وردا على قول احد الوزراء العرب الذي دعا للتدخل العسكري في سورية قالت الصحيفة.. يجب ألا نسكت على الدولة العبرية التي لم تتوقف يوما عن قتل الفلسطينيين وانتهاك حقوقهم الانسانية كافة.. فلا صوت يعلو فوق صوت فلسطين ولا سلام ولا امن ولا ازدهار ولا ديمقراطية في المنطقة برمتها بدون فلسطين.

 

 

شام نيوز - وكالات