صحيفة نمساوية:"المعارضة السورية" تعاني من تشتت وانقسام

وصفت صحيفة دير ستاندارد النمساوية "المعارضة السورية" بأنها في وضع يرثى له وتعاني من تشتت وإنقسام مثير مشيرة إلى أن جميع قوى المعارضة داخل سورية لا تربطها بمعارضة الخارج أي صلة.

وشككت الصحيفة في مقال لها بأن تتوصل هذه المعارضة المنقسمة إلى اتفاق فيما بينها للمشاركة في المؤتمر الدولي حول سورية "جنيف 2" وذلك لضعفها وعدم توصلها إلى تفاهم موضحة أن الانقسامات الحاصلة فيما يسمى بـ "الإئتلاف السوري" بدت حادة بعد تهديد ما يسمى "المجلس الوطني" بالانسحاب من الإئتلاف في حال قرر المشاركة في مؤتمر "جنيف 2" مشيرة إلى أن جميع قوى المعارضة في الداخل لا تربطها بمعارضة الخارج أي صلة وأن غالبية المجموعات المسلحة المتطرفة على الأرض ترفض التعامل مع هذا الإئتلاف وأصبحت تتلقى توجيهاتها وتعليماتها وتمويلها من جهات خارجية مثل السعودية وقطر وتتخذ من جهات التمويل مصدرا قرارها.

واعتبرت الصحيفة أن التخلص من السلاح الكيميائي السوري الذي جاء بعد اتفاق روسي أمريكي من شأنه أن يؤدي في النهاية إلى عقد مؤتمر "جنيف 2" في منتصف تشرين الثاني القادم.

وأضافت.. أن هذا ما تقف ضده بعض الدول الإقليمية مثل السعودية الداعمة لعدد كبير من المجموعات المتطرفة والمسلحة و"الجهاديين" فيما يجري بسورية ما يزيد من حدة التوتر ويؤدي إلى تخبط في المواقف وتنازع المجموعات المسلحة فيما بينها خاصة بعد تزايد نفوذ تنظيم القاعدة الإرهابي و "الدولة الإسلامية في العراق والشام " و "جبهة النصرة" وعشرات التنظيمات التابعة له.

وفي سياق متصل حذرت أحزاب المعارضة النمساوية من السماح للمجموعات المتطرفة والسلفية من القيام بأي نشاطات أو تجمعات على الأراضي النمساوية منوهة بدور مكتب مكافحة الإرهاب في العاصمة فيينا بمنعه من انعقاد الاجتماع الذي كان مقررا للمجموعات السلفية والتكفيرية يوم السبت الماضي.

وحذرت كورين آليف متحدثة شؤون حقوق الإنسان في حزب الخضر النمساوي المعارض من تواجد مثل تلك المجموعات في فيينا لما تشكله من أخطار جسيمة على مستقبل التعايش والتآخي بين الطوائف الدينية والأقليات والمهاجرين في النمسا.

وقالت آليف.. إن هذه المجموعات تغذي بأفكارها السامة النزاع الطائفي والتطرف والتكفير وتشكل بداية جذور الإرهاب داعية الحكومة النمساوية لتوخي الحذر ومراقبة تلك المجموعات ومنعها من عقد أي لقاءات أونشاطات.

بدوره رحب حزب الأحرار النمساوي اليميني المعارض بتدخل السلطات النمساوية بشكل مباشر لمنع انعقاد اللقاء السلفي الوهابي محذرا من خطورة تواجد مثل تلك المجموعات على الأراضي النمساوية لما تشكله من تهديد للسلم الأهلي والديمقراطية ودولة القانون وما يصحبه من نشر للفكر السلفي بين الطوائف في المجتمع النمساوي.

وطالب الحزب الحكومة بإلقاء القبض على جميع المشاركين وإبعادهم وترحيلهم من الأراضي النمساوية.

وكانت مبادرة مسلمي النمسا الليبراليين نددت أمس بجميع الخطط والاهداف التي تصبو إليها المجموعات السلفية الإرهابية والمتطرفة وخاصة في الإعلان عن نيتها جمع التبرعات للمجموعات الإرهابية السلفية والوهابية في سورية مطالبة الحكومة النمساوية باتخاذ جميع الاحتياطات والاجراءات القانونية والأمنية اللازمة لمحاسبة تلك المجموعات ومنعها من عقد مثل تلك الاجتماعات على الأراضى النمساوية وطرد كل من يتعامل معهم.

يذكر أن مكتب مكافحة الإرهاب وحماية الدستور في فيينا أعلن حالة الاستعداد القصوى بعد دعوة المجموعات السلفية في النمسا وألمانيا وبعض الدول الأوروبية إلى عقد اجتماع لها في العاصمة النمساوية فيينا عبر اتصالات ودعوات في الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي.

وأشارت وكالة الأنباء النمساوية إلى إلغاء اجتماع كان مقررا للمجموعات السلفية المتطرفة في العاصمة فيينا بعد أن رفض صاحب الصالة التي حجزها عشرات السلفيين والتنظيمات السرية الإسلامية تأجيرها بعد الكشف عن هويتهم ومعرفة أهدافهم وطبيعة تنظيمهم الخطير مشيرة إلى أن عشرات المشاركين من الصحفيين غادروا القاعة قبل انعقاد وبداية الاجتماع.

وكشفت مصادر مكتب مكافحة الإرهاب في فيينا لاحقا عن معرفتها في الوقت المناسب عن مكان انعقاد اللقاء واتخذت جميع الاحتياطات اللازمة لمنع انعقاده.