صناعة النسيج تستغيث لإيقاف حياكة "التعميم" القاتل

 

قبل أن تلفظ صناعة النسيج السورية أنفاسها الأخيرة أدخلت إلى غرف العناية الفائقة من خلال الاجتماع الذي عقد في غرفة صناعة حلب، على أمل أن تسهم جرعة توقيف المذكرة، المتعلقة بتحديد سعر المنتجات غير المصنعة محلياً، في إعادة أحياءها من جديد في ظل الظروف الاقتصادية القاسية التي تمر بها الصناعة هذه الأيام.

الأزمة الناتجة حالياً ظهرت أولى معالمها بعد إرسال مذكرة من اتحاد غرف الصناعة السورية بتاريخ 28/12/2010م إلى هيئة المواصفات السورية لتحديد السلع غير المنتجة محلياًَ وذلك دون إشراك غرفة صناعة حلب بإعدادها رغم أنها تمثل الركن الأساس في صناعة النسيج السورية؛ ما دفع الأخيرة لتوجيه كتاب شديد اللهجة أثمر عن اجتماع جمع كل من مدير برنامج الرقابة على المستوردات محمد عبد الوهاب مع مجلس إدارة صناعة حلب وبعض الصناعيين في مقر الغرفة؛ حيث أكد المسؤول المعني أن البرنامج كان بصدد إصدار تعميم يتعلق بالمواد النسيجية يعتمد على كتاب موجه من اتحاد غرف الصناعة لولا كتاب مناقض بصياغة قوية صدر عن غرفة صناعة حلب لذلك أوقف التعميم على أن تعد دراسة تفصيلية من قبل المعنيّن للنظر في حل عادل.

اعتراض الصناعيين الحلبيين كشف عنه أحد الصناعيين المشاركين في الاجتماع بقوله "إن كتاب اتحاد غرف الصناعة المرسل إلى الهيئة يمثل رأي غرفة صناعة دمشق وليس رأي الاتحاد معلناً عن تغييرات أحدثت على الخطوط العريضة التي تم التوافق عليها في الكتاب المرفوع؛ حيث استبدلت الورقة بآخرى من غرفة صناعة دمشق غيّرت فيها التسميات والمعطيات وذلك تحقيقاً لمصالح بعض التجار على أمل أن تصلح الأمور؛ وكاشف في الوقت ذاته أن موضوع الرقابة شهد تجاذبات كبيرة لحماية الصناعة الوطنية وبرنامج الرقابة على المستوردات يفترض تطبيقه على كافة المدخلات دون استثناء وإن كانت لا تنتج محلياً.

من جهته أكد فارس الشهابي رئيس غرفة صناعة حلب أنه ليس لدى صناعيي النسيج أي اعتراض على التطبيق الكامل لبرنامج الرقابة على المستوردات فيما يخض كل الأصناف، على أن تشمل  المذكرة الرسمية كل المستوردات مع ضرورة إخضاعها للمعايير المخصصة أسوة بالعديد من الدول التي تطبق برامج رقابة مشددة؛ كاشفاً عن أن أي ثغرة تفتح في البرنامج ستدخل كل المستوردات عبرها حيث سيطالب التجار بإلغاء الرسوم تحت شعار أن المستوردات لا تصنع محلياً وهذا غير دقيق لأن معظم الأنواع المطلوبة في مجال النسيج تصنع في حلب، وهذه هي وجهة النظر التي نجمع عليها في غرفة صناعة حلب، المعنية بهذه الصناعة، والتي قد تختلف عن رأي الممثليين في دمشق؛ حيث ألمح الشهابي أن اتحاد غرف الصناعة لا يمثل كل الغرف والصناعة النسيجية اليوم، وثمة سوء فهم لا تدري به غرف صناعة حلب وحمص وحماة، لذلك ستكون علاقتنا مباشرة مع البرنامج من أجل مصداقية العمل وبالتالي سترسل الكتب إليه أولاً".

"الجمل بفلس وفلس مافي" كان التحذير الأخير الذي أطلقه أحد الصناعيين الموجودين على طاولة المنقاشة في نهاية الجلسة حيث أكد أنه من الممكن أن تخفض بعض الأسعار لفترة معينة نتجية الاستيراد، لكن ذلك سيؤدي حتماً لتوقف المصانع وظهور بطالة كبيرة من العمال غير القادرين على الشراء مهما رخصت الأسعار، وبالتالي حذر المعنيين من مواجهة أزمة كبيرة واضعاً أياهم أمام حجم المسؤولية الاجتماعية الملقاة على عاتق الصناعة اليوم.

 

 

شام نيوز- جاك قس برصوم - حلب