صوت.. يا سامعين الصوت

أسعد عبود - بلدنا
انتشرت صورهم.. أسماؤهم.. وعودهم.. لكن.. من هم..؟!
في انتخابات الغد أكثر من مغامرة.. ومحاطة بكل أنواع الاحتمالات.. لكنها.. خطوة أو تجربة.. ولا يظن أحد أننا نستطيع أن ننتقل دفعة واحدة إلى التجربة الديمقراطية بمحاولة واحدة.. فكيف إذا كانت محاطة بما يحيط هذه التجربة من ظروف بالغة التعقيد وعديدة الصعوبات.
ليس في ودّي أبداً أن أنكر تاريخاً لنا في العملية الانتخابية، بدأت من الاستقلال واستمرت بعد الجلاء وتعثرت.. وسقطت.. ونهضت.. و.. و.. لكن ولا مرة تاريخياً استطعنا أن نؤمّن لتجربة ديمقراطية ظروف الاستمرار والتأصيل..
بدأنا أكثر من مرة.. وتعثرنا.. فعدلنا إلى صور للديموقراطية، بالتأكيد تفتقد الدقة والشفافية.. فلم يتراكم لدينا كمجتمع وكأفراد ذاك السلوك الذي يمكن أن يستجيب للعملية الديمقراطية المجتمعية..
المسألة تحتاج إلى بيئة مناسبة، لا تقف عند حدود التعددية الحزبية والحرية الإعلامية، بل تتطلب ظروف تشكل القوى السياسية وفق برامجها الاقتصادية والاجتماعية.. في حالة توافر ذلك لا تشكل حالة الاضطرابات عائقاً مانعاً لإقامة انتخابات ديموقراطية.. وقد عرفت دول العالم الكثير من الانتخابات في حالة اضطراب ساخنة أدت إلى حروب أهلية أو رافقت حروباً عالمية..
اليوم لدي الجرأة أن أقول.. إن تحدي الغد ليس مصدره الوضع الأمني والاجتماعي القائم وحسب.. هذا ليس تحديه الأول!.. بل هو ما يعلق بالتجربة الجديدة في التعددية الحزبية وتشكل القوى السياسية وطرح البرامج والخطط من شوائب.. وحتى قانون الانتخاب نفسه لا يسهل كثيراً الوصول إلى تجربة متفردة.. ولعله سيكون من أولى مهمات مجلس الشعب الجديد - إن صحت النيات والعزائم - البحث عن قانون آخر للانتخاب يترافق مع تطور الحياة الحزبية ومشروع الحرية السياسية في سورية.
مع ذلك كله.. وليس لديّ نية للهروب من الرؤية التشاؤمية.. أقول: تجربة الغد مهمة..
لأنه لابد من تجربة أولى..
وهي أولى بعد نحو نصف قرن من حكم الحزب الواحد.
ولن يكون لها أن تخلص نهائياً من سيطرة الحزب الحاكم، بل يمكن أن تعمق الاتجاه إلى ذلك..
المسألة يتضمنها السؤال التالي:
تلك هي ظروفنا.. فما العمل..؟!
يجب أن نبدأ.. وهذه بداية ما.. بشكل ما..؟!
عندي ثقة أننا سنكون أمام مجلس شعب مختلف.. وسيؤدي بشكل مختلف.. ولدي شوق لممارسة شعور صاحب الصوت يمنح صوته لأول مرة في عمري.. ولم أحسم أمري بعد..؟!
تلك هي ظروفنا.. فما العمل..؟!
يجب أن نبدأ.. وهذه بداية ما.. بشكل ما..؟!
عندي ثقة أننا سنكون أمام مجلس شعب مختلف.. وسيؤدي بشكل مختلف.. ولدي شوق لممارسة شعور صاحب الصوت يمنح صوته لأول مرة في عمري.. ولم أحسم أمري بعد..؟!
عديدون على قوائم المرشحين يحظون بثقتي.. لكن..؟!
يا سامعين الصوت الذين غاب صوتنا لسنين وأيام.. يقولون: إن صمتنا مدان.. هل آن الأوان لنعلن صوتنا؟! لنهبه..؟! لمن..؟!
ثمة حيرة..
لكن إن كان ثمة أمل.. فلنهبه للأمل..
ولدي أمل..
يا سامعين الصوت الذين غاب صوتنا لسنين وأيام.. يقولون: إن صمتنا مدان.. هل آن الأوان لنعلن صوتنا؟! لنهبه..؟! لمن..؟!
ثمة حيرة..
لكن إن كان ثمة أمل.. فلنهبه للأمل..
ولدي أمل..