صورٌ خفية للفقر.. وللقهر!

صورٌ خفية للفقر.. وللقهر!

شام إف إم - خاص

تحدثت "شام إف إم" في فترة سابقة وعبر تقرير مصور عن ظاهرة من الظواهر التي خلفتها الحرب بلجوء عائلة سورية لافتراش رصيف أحد الشوارع بدمشق بعد أن هُجروا من منطقتهم، ليجدوا أنفسهم وسط غلاء الأسعار وسوء الأحوال المعيشية، بلا منزل يأويهم!
 

المُفرح في الأمر، أنه وعقب نشر الفيديو المصور، تفاعل عدد كبير من الناشطين والجهات الرسمية وغير الرسمية وحتى على صعيد الأفراد مع القصة المُحكاة عبر تقرير "شام إف إم"، مادين يد العون للعائلة، كلٌ ضمن إمكاناته.

قصة العائلة - التي دفعتها الحرب أولاً ومن ثم الظروف المعيشية لاحقاً لتجسيد صورة من صور القهر- ليست الوحيدة في هذه البلاد.. ولا يمكن التعامل معها على أنها ظاهرة غير مألوفة، بل هي صورة وُجدت قبل الحرب أيضاً ولكن ضمن إطار المعقول، لتنتشر بشكل كبير خلالها في حين بقيت هذه الصور بازدياد مع ارتفاع الأسعار الجنوني وصعوبة تأمين كافة متطلبات العيش.

ولكن هل للقهر صورة واحدة؟

للقهر في بلادنا صور عدة، أحلاها مر، فبالطبع يمكن أن تهز كيان الإنسان صورة عائلة فقدت منزلها وراحت تبحث على الأرصفة وفي الحدائق عن مأوى مؤقت، ولكنها صور لا تختبئ، تعلن عن نفسها، تحت ضوء الشمس، وفي وضح النهار، ويمكن أن يشار إليها بأصبع اليد وتلتقطها الكاميرات وتكتب عنها الصحف، ولكن هناك صور للقهر هنا -وهي كثيرة- ما زالت تسكن تحت سقف بيت، وتغلق بابها ليلاً، وقد يتناول سكانها ثلاث وجبات باليوم أو وجبتين، ولكنها تعاني وتُقهر، إما لأن مرتب الشهر نفد من اليوم الأول، أو لأن الشتاء قد حل ولا يملك (س) من الأولاد معطفاً يدفئه مع انعدام القدرة على شراء آخر جديد ولا حتى من "البالة"، وقد يكون القهر بعجز مرتب العائلة مجتمعةً على تلبية طارئ صحي لأحد أفرداها، فتُمد اليد لهذا وذاك.. وإلخ من الصور التي "خليها بالقلب تجرح ولا تطلع لبرا وتفضح".

يسأل سائل "ما الجديد في كل هذا؟".. تجيبه صورة نشرها (س) من الأشخاص في إحدى مجموعات الفيسبوك قبل أيام، طالباً المساعدة في البحث عن متجر يجد فيه حذاء جديداً لوالده بحيث لا يتجاوز ثمن الحذاء أكثر من عشرة آلاف ليرة سورية، مضيفاً أن والده موظف ويرتدي حذاء شبه مهترئ ولم يعد يصلح للاستخدام، فحصدت صورة الحذاء المهترئ آلاف التفاعلات، وسط تساؤلات عديدة "أين وصلنا؟ وأين نحن من العالم اليوم؟"