«ضفائر النار».. السيدة الأولى تلتقي مقاتلات على جبهة الغوطة الشرقية

شام إف إم
نشرت رئاسة الجمهورية اليوم الأربعاء 21 آذار فيديو للقاء السيدة الأولى أسماء الأسد بمقاتلات في الجيش العربي السوري بلباسهن العسكري على جبهة الغوطة الشرقية بمناسبة عيد الأم بعنوان «ضفائر النار».
ويبدأ فيديو «ضفائر النار» بقول السيدة الأولى: "نحن فخورون ومقدرون لكل ما فعلتوه وتفعلوه أنتم وعائلاتكم، وهذا ما يجب أن يراه العالم، أن سوريا دافع عنها الكل، الكل دون استثتناء بما فيها صباياها اللواتي ضفرن شعرهن وأجلن أحلامهن وتركن أهلهن ولبسن البدلة العسكرية بدلاً عن بدلة العرس، والبارودة بدلاً عن دفتر الدراسة ليدافعن عن تراب البلد.. نهديكم «ضفائر النار»".
وتحدثت السيدة الأولى خلال لقائها للمقاتلات: "المرأة منذ 100 عام في سوريا وربما قبل كل الدول العربية كانت الأولى ورائدة في كثير من المجالات، أول طبيبة أول صيدلانية أول صحفية أول سفيرة أول قاضية من أيام زنوبيا حتى نازك العابد حتى الآن".
وتابعت السيدة الأولى: "ولكن عندما تأتي الحرب وكل واحدة منكن مستعدة للتضحية بكل شي من أجل البلد وصولاً للروح، فهذا فتح جديد وعصر جديد وقوة جديدة لسوريا وشعبها وأهلها، هذا الفتح الجديد لم يغير مسار الحرب فقط بل غير مفاهيم كاملة سادت المجتمع لسنوات طويلة".
وأردفت السيدة الأولى: "عندما أقول تضحي وتدافع فأنا أقصد بالفعل وليس بالكلام والإعلام والدعاية والبروباغاندا مثلما فعلوا مع البعض عندما ألبسوهن تحت مسميات الدفاع عن البلد وقاموا بتحفيظهن الكلام والتقطوا لهن الصور الاستعراضية واستخدموهن لتقسيم البلد، في وقت كنتم مع المقاتلين تضحون لتحافظوا على وحدة سوريا، سوريا بالنسبة لكم واحدة، وأنتم بالنسبة لها أنتم وكل المقاتلين واحد، عندما خرجتم للدفاع عنها بأجسادكم واجهتم الموت وجهاً لوجه ولكنكن حذفتن الفرق بين كلمة امرأة ورجل، فالطلقة التي تمر أمامكن لن تميز بين ذكر أو أنثى، شاب أو صبية، مقاتل ومقاتلة، لا تفرقة في الموت، ولأنه لا تفرقة في الموت فالأولى أن لا يكون في الحياة تفرقة، وهذا بالضبط ما أريتموه لكل العالم، جعلتم الكل يراكم كإنسان، قوي ،قادر ،عزيمته عالية، وإرادته صلبة لا تلين".
وأضافت السيدة الأولى: "أنا أعرف أنكم كسبتم الكثير من المعارك في الحرب، لكنكم لم تخسروا أنكم صبايا ووردات زينتم الشام وكل المحافظات، بكل مناوبة بكل طلقة بكل تدريب بكل اشتباك بكل رسالة صباحية ترسلونها لأمهاتكم بكل جرح بعد كل معركة، هذا كله لم يغيركم من الداخل بل زادكم قوة وصلابة".
وأوضحت السيدة الأولى: "أنتم كبنات مستعدات للتضحية بكل شيء وتتطوعن وتقاتلن والكثير من الشباب أو الذكور هربوا، هذا يدل على قوتكن وصلابتكن أكثر من كثير من الشباب، أنتم من كنتم على الجبهة وهم كانوا هاربين أو مختبئين"، مشيرة إلى أن: "القوة والصلابة والقدرة ليست حكراً على أي أحد، الأبواب كلها مفتوحة بدون تمييز أن هذا الجيل والجيل القادم قادر مثلكم، فواجبنا وحق الدنيا كلها أن تراكم وتعرف وتقدر ما فعلتوه".
واختتمت السيدة الأولى حديثها للمقاتلات وأمهاتهن بقولها: "لا يوجد بطلة لا يوجد بطل ولا شجاعة ولا عزيمة ولا تضحية دون عائلة كاملة بطلة وشجاعة، عائلة ربت بناتها مثل شبابها وربت الكل كإنسان بدون فرق على نفس المبادئ والقيم والصفات السامية من الوطنية وحب الوطن، ولهذا السبب من المستحيل ألا تكن موجودات في هذا الاحتفال، ومن المستحيل ألا تكن هنا كمقاتلات موجودات لأن أمهاتكن ربتكن هكذا، ومن المستحيل أن نعايد أمهاتكن دون وجودكن، لأن هذه الوردة من هذا التراب المقدس، وهذا التراب المقدس هو الذي رعا هذه الوردات وإخوانهم من جنود الجيش العربي السوري، وهذه الوردات صحيح أنهن يصبحن أشواك عند اللزوم لكنهن أمهات أيضاً، ليس فقط لأنهن يدافعن عن سوريا لانها أمهم الكبيرة، بل لأنهم يدافعن عن سوريا كأنها ابنهم أو ابنتهم التي تحتاج لحنان ورعاية وتضحية بالدم، فأنتن أمهات معنوياً الآن، وفي المستقبل ستكن أمهات حقيقيات إنشاء الله، لأن كل نظرة القوة بعيونكن لم تستطع أن تمحي نظرة الرقة والسكينة والهدوء التي تمنحها المرأة للحياة".