"ضيعة ضايعة" في اللاذقية.. تنتظر مسلسلاً ليتحسن حالها!!

رغم أن ضيعة ضايعة كانت عبارة عن مكان افتراضي في زمن افتراضي أيضاً غير أن قرية بطموش التابعة لمدينة جبلة ليست افتراضية بل تأخذ حيزاً على أرض الواقع ولكنه مؤلم ومضني بكل ما للكلمة من معاني ودلالات فمن يكتب عليه التجول فيها يشعر على الفور بأنه فقد الإحساس بالزمن وبات في عصر آخر غير الذي نعيش فيه حيث الطرق الترابية والصخرية تشكل جزءاً من دروبها وما إن تطأها قدماك حتى يراودك الشعور بأنك عدت إلى الوراء حوالي نصف قرن حيث القرى النائية  فكل ما فيها يعيدك إلى الوراء...  من شوارع ترابية ضيقة إلى حد الاختناق والنفايات المكدسة خارج براميلها ناهيك عن المستنقعات المائية المتراكمة في حاراتها الضيقة لفترات طويلة.

 وتتلخص مشكلات هذه القرية المنسية بضعف القدرات الخدمية رغم أنها من أجمل المواقع السياحية على الإطلاق فالشبكة الكهربائية في القرية قديمة جداً وهي تعرض القرية للانقطاعات الدائمة للتيار الكهربائي ولساعات طويلة ولكون القرية تابعة إدارياً لناحية الدالية وبعيدة نسبياً عنها فإن الإهمال و"التطنيش" من قبل رؤساء البلديات المتعاقبين على الناحية يبقى سيد الموقف.

ويؤكد السيد محمد حسن أحد قاطني القرية أن القرية من المفترض أن تكون من أفضل القرى بسبب موقعها السياحي الرائع لكنها  مهملة منذ ما يقارب العشرين عاماً وخصوصاً فيما يتعلق بالبنى التحتية التي تفتقر إليها فالخدمات لم تصل حتى الآن إلى تلك القرية وخاصة فيما يتعلق بإنارة الشوارع و تعبيد الطرق أما القمامة فيقوم الأهالي بترحيلها بشكل شخصي حيث أن سيارة القمامة المخصصة لنقل القمامة من القرية غالباً ما تأتي وإذا حصل الأمر فإنها تتعطل لذا يضطر الأهالي إلى نقل القمامة على نفقتهم الشخصية وعندما اشتكى أهالي القرية إلى رئيس بلدية الدالية أجابهم بأن هذا هو الموجود.

يضاف إلى ذلك مسألة الشوارع الضيقة "هذا إن وجدت" حفرة في كل شارع  وعن شوارع القرية المهملة والمكسرة يقول حسن: إن تعاقب الأعمال الدائمة والحفريات التي لا تتوقف والتي كانت بمثابة عمليات تشويه وتخريب حيث لم يجد الشارع الرئيسي في القرية والذي يخترق القرية من أقصاها إلى أقصاها أي عملية صيانة شاملة و تحول إلى مصيدة للسيارات العابرة كما تأثرت سيارات أهل القرية من الحال السيء لهذا الشارع المنسي من قبل البلدية  ومن الإهمال وعدم الصيانة.

ولعل مشكلة الصرف الصحي هي المشكلة الأكثر خطورة حيث تفوق خطورتها ما ذكرناه من مشاكل ، فالشبكة التي تخدم هذه القرية قديمة جداً ولم يجر تبديلها حتى الآن ما أدى إلى كسر كثير من القساطل في عدة أماكن من القرية وخروج المياه الآثمة منها وانتشار الروائح الكريهة في القرية كما أصبحت موقعاً مناسباً لاختفاء الجرذان ومصدراً لانتشار الأوساخ والحشرات الضارة  حيث يتطلع أهالي القرية بكل أمل أن تقوم البلدية بحل هذه المشكلات من خلال القضاء على البيئة التي تساهم في تكاثر الحشرات والحيوانات الضالة في القرية مثل المستنقعات وبعض البيوت والأماكن المهجورة القريبة التي تقع داخل القرية.

وقال احد سكان القرية أنه يتمنى لو يتم تصوير مسلسل في القرية لعل الوضع يتحسن قليلاً ويلتفت المعنيين إلى حال قريتهم حتى تتحسن كما حدث مع السمرة.

اللاذقية ـ شام نيوز ـ سامي زرقة