"طباخ الريس".. في ضيافة الريس.

فجأة ودون مقدمات، تلقى الفنان المصري طلعت زكريا دعوة هاتفية من الرئاسة تبلغه برغبة الرئيس مبارك في لقائه.. لم يفكر طلعت زكريا كثيرا في الهدف من وراء اللقاء، واستعادت ذاكرته ذلك الوعد الذى قطعه الرئيس مبارك قبل عام، عندما اتصل بطلعت زكريا أثناء مرضه، ووعده بلقائه، قال زكريا : "الكلام ده حصل من سنة، فبعد أن اطمأن الرئيس علي قال لي تطلب إيه، فقلت له: نفسي أقابلك بعد ما أخرج من المستشفى، ومرت سنة ولم يتم اللقاء، فتصورت أنه نسي بحكم مشاغله، لكنني فوجئت باتصال أمس الأول يبلغني بموعد اللقاء".
وأضاف: «جلست مع الرئيس مبارك ساعتين وربع الساعة، تحدث معي عن كل شئ، ثم تحدث معي عن محدودى الدخل، وكأننا نعيد مشهداً من مشاهد (طباخ الرئيس)، وسألني عن تفاصيل كثيرة مما تناولناه فى الفيلم، وقال لي" (أصبحنا ٨٢ مليونا والناس كلها بترمي اللوم علي.. طيب لازم نبص على بعضنا شوية».
وقال طلعت: «ذهبت بسيارتى الخاصة إلى مقر الرئاسة»، وتابع: «لم أتناول فى خلال زيارتي سوى فنجان قهوة معه، وكان الرئيس انتهى لتوه من الإفطار، وقبل أن أغادره قال لي إنه سيبدأ ممارسة الرياضة».. وأضاف: «الناس كلها سألتني بعد الزيارة: طلبت إيه من الريس؟.. فقلت لهم: لم أطلب منه أى شىء، لأن لقائي به كان تلبية لمطلب سابق، ومش معنى أنه حقق لى طلبي إنى كل ما أقابله أطلب منه حاجة، وكمان تفتكروا أطلب إيه من الريس، شقة ولا عربية؟؟، أنا مكافأتى الحقيقية أني قابلته وقعدت معاه، وكفاية إنه قعد معايا ساعتين وربع، لدرجة أن العاملين فى الرئاسة استغربوا من طول مدة اللقاء، وأعتقد أن الرئيس أراد الفضفضة مع مواطن مصري، وكان يتحدث معى بصفتي مواطنا مصريا وليس فنانا، وكان يفضفض بتلقائية وتحدث وضحك براحته، وكان لقاء جميلا جدا».
وتابع: «بصراحة كنت أنتظر منه أن يعترض على أي شىء فى أحداث الجزء الثاني من الفيلم، لكنه لم يعترض رغم أن الفيلم جريء جدا ، وقال لي: اتوكلوا على الله واعملوا الفيلم»، وقال زكريا: «أنا كده معايا كارت بلانش بالفيلم، والرقابة ما تقدرش تتكلم معانا، لأننى قبل مقابلة الرئيس كنت متخوفاً جدا من الرقابة ولكن بعد مقابلته اطمأنيت على الفيلم، ووجود فيلمين يتحدثان عن الرئيس فى حياته يعني أننا بلد ديمقراطى، على الأقل بالنسبة للفن.
ورغم أنه حكى تفاصيل الجزء الثانى من الفيلم للرئيس مبارك، فإنه تحفظ فى روايتها لـ«المصري اليوم» وقال: «أصله مفاجأة».. وأضاف زكريا: «لم أتحدث مع الرئيس في السياسة لأنه أكيد عارف إنى ماليش فيها، وبصراحة كنت حاسس إن الجلسة بين اثنين أصدقاء، وليس بين رئيس ومواطن عادي.. وعرض علي ان يشتضيفني عدد كبير من الفضائيات حتى أحكي لها تفاصيل لقائي بالرئيس، مقابل مبالغ مادية كبيرة، لكنني رفضت أن أتاجر بلقاء طالما حلمت به، خاصة أنها أول مرة يستدعي فيها الرئيس فنانا فى مقر الرئاسة الذى يستقبل فيه الرؤساء واللقاءات الرسمية".
شام نيوز - المصري اليوم