طبقية التعليم الجديدة! الصفحة الأخيرة بقلم زياد غصن

طبقية التعليم الجديدة!

اقتصادية

الأحد,٢٢ أيار ٢٠٢٢

زياد غصن - شام إف إم
 
سلامات
 
تدريجياً، ينحدر التعليمُ ما قبل الجامعي نحو الطبقيةِ. أي أن طبقةً واحدة هي التي سيكون باستطاعتها تعليم أبنائها.. لكن كيف؟
حسب الأقساطِ المعلنة للتسجيل في المدارس الخاصة اليوم، فإن شريحةً واسعة من السوريين لن يكون بمقدورها إرسال أولادها إلى مدارس خاصة.
وهناك بالفعل أسر كثيرة عادت خلال السنوات الأخيرة لتسجل أولادها في المدارس الحكومية نتيجة عجزها عن تحمل الأقساط المالية.
إلى الآن يبدو الأمر طبيعياً، متعلقاً بالإمكانيات المالية لكل أسرة. وهذا يمكن إسقاطه على فئات الإنفاق الأخرى من الغذاء إلى الصحة فالنقل وغيرها.
إنما عندما يكون البديل، أي المدارس الحكومية، يعاني هو الآخر من صعوبات عديدة، من نقص في عدد المدرسين إلى زيادة عدد الطلاب في الصف، فضعف الإمكانيات وغياب المستلزمات الأساسية، يصبح التعليمُ آنذاك فعلاً حكراً على طبقة واحدة قادرة على تحمل تكاليفه.
والمقصود هنا بالتعليم، ليس كما يقتصر فكر البعض على انتظام الطالب في مدرسة والانتقال من صف إلى آخر، بل في مخرجات هذه العملية، وما يكتسبه الطالب.
وخير من يقيّم ذلك هي الجامعات بمختلف كلياتها ومعاهدها، حيث يظهر الفارق بين إمكانيات الطالب ومعارفه وبين مجموعه في الثانوية العامة.
إذاً ما العمل في ظل اتفاق وطني على أن التعليم هو حجر الأساس في إعادة بناء المجتمع بعد هذه الحرب الكارثية؟
نحن لا نخترع الدولاب من جديد، فقط دعونا ننظر إلى تجارب الدول والأمم التي نهضت بالاعتماد على نجاحها في إدارة قطاع التعليم.
تلك الدول لم تترك المدارس الخاصة تتحول إلى مشروعات تجارية صرفة، ولم تتجاهل حقائق كثيرة في مقاربتها لمشاكل التعليم الحكومي، ولم يكن معيارها هو بعض المدارس في العاصمة والمدن الكبرى... فالمهمة تبدأ من الريف، ومعالجة جذور الأزمة تبدأ من الريف، ونجاح العملية التنموية أساسها الريف.