طبول الرعب

بضع مئات فقط من المواطنين الفلسطينيين والسوريين واللبنانيين العزل جعلوا كيان العدو الصهيوني يرتجف ويدق طبول الرعب بين صفوف المحتلين، ليبدأ جنود الاحتلال وقادته بالصراخ لإيصال أصواتهم إلى من تسمى «عواصم القرار العالمي»..

الزحف الشعبي على حواجز العدو وقطع أسلاكه الشائكة واقتحام أسواره بصدور عارية جاء ترجمة عملية لعدم تلبية مطالب الفلسطينيين بحق العودة، الذي تأخر عقودا رغم إقراره بالقرارات الأممية، التي منعت تنفيذها بعض عواصم الدول الكبرى، والتي تدعي أنها ترعى وتحافظ على حقوق الشعوب، بل تتدخل بشكل سافر بحجة حماية الشعوب من «ظلم حكامها» وكأنها راعية للحقوق الإنسانية، بينما هي راعية للإرهاب العالمي، وتشجع الدول المحتلة على قتل المدنيين والعزل، وتشعل نار الحروب الأهلية الداخلية في المنطقة العربية وفي الدول الإسلامية، لأن التكاليف الاقتصادية والبشرية للاقتتال الداخلي تحت مسمى «التغيير والحرية والديمقراطية» أقل بالنسبة لتلك الدول من أي تحريك للقوات عبر الأطلسي.. ‏

دول الاستعمار القديم توحي من خلال عملائها الإعلاميين والمتعاونين معها من تجار الحروب والممنوعات، أن المنطقة العربية تبحث عن هوية جديدة، وهم يريدونها هوية خنوع واستسلام وذل، معتقدين أن الشعب العربي الذي عاش سنوات تحت الاحتلال في القرون الماضية، هو نفسه اليوم وأنهم يستطيعون فرض هويتهم على شعوب وأحرار المنطقة وطمس الهوية القومية والروح الرافضة لكل أشكال التعامل مع الدول المستعمرة.. ‏

الرسالة العربية جاءت واضحة ومباشرة من الشعوب الرافضة للحلول الخارجية وهي: مستقبلنا نقرره بأيدينا ونرفض أي تدخل أو وصاية من أي جهة، فمصالحنا لاتتقاطع مع مصالح تلك الدول، لأنها لو كانت حريصة على نهضتنا وتقدمنا لقدمت خلال العقود الماضية ما يساعد على ذلك، ولو كانت محبة لشعوب هذه المنطقة لساهمت في تعزيز الاستثمارات فيها وزيادة صادراتها لتوفير المزيد من فرص العمل والحد من البطالة والفقر .. ‏

الرفض الشعبي للحلول الخارجية، وبدء مسيرة العودة الشعبية، يفترض أن يكون رسالة واضحة لكل من يريد أن يتحدث أو يفكر بالتدخل في شؤون منطقتنا.. ‏

رسالتنا واضحة: إعادة الأراضي المحتلة والحقوق المشروعة كاملة للشعب العربي بأكثر من الصيغ التي أقرتها القرارات الأممية، لأن مطالب الشعوب يزيد هامشها عن تلك القرارات، وهذه الشعوب لن تفرط بحقها مهما طال الزمن، وما حدث بالأمس يؤكد أن ثلاثة وستين عاماً لم تكن كافية لتغيير قناعة الجيل الجديد بحتمية استعادة الأرض المحتلة والحقوق المغتصبة، ولن يغيرها الزمن حتى لو استمر ثلاثة وستين قرناً، وهو زمن بالتأكيد لن يفرح العدو بتحقيقه..!‏

 

منيـر الـوادي . تشرين