طرق عديدة وغير مكلفة يمكنها تخفيف الحرائق، ولكن الجهات المعنية تحتاج إلى الإرادة!

رزان حبش – شام إف إم
بدأ اشتعال الحرائق في الآونة الأخيرة منذ الـ 22 من شهر تشرين الأول في الأراضي الزراعية الممتدة بين جبلايا وشين بريف حمص الغربي، وبعدها في قرية بحور، وامتدت النيران إلى قرى عين الغارة وبلاط ومزينة في الريف الغربي لحمص، ثم توسعت بسبب الرياح إلى قرى أخرى في وادي النضارة.
والتهمت النيران خلال أكثر من ثلاثة أيام مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية والغابات، ممتدةً إلى بلدة البارقية في محافظة طرطوس، وبلدة تنورين في حمص، ومن ثم انتشرت في عدة قرى بالمنطقة الساحلية في البدروسية، وكسب.
وقال الباحث الأكاديمي في مجال الإشعار عن بعد د. م. محمد رقية لبرنامج "البلد اليوم" على "شام إف إم" إن مساحات الغابات في سورية تُقدر بـ 520 ألف هكتار، منها 340 ألف هكتار طبيعي، والبقية مزروعة بشكل صناعي، فُقِد منها منذ عام 2000 حتى 2020 نحو 20 % من المساحة، نتيجة الحرائق التي تحصل كل عام.
حيث حدث وفقاً للدكتور رقية أكثر من 3200 حريق منذ عام 2001 وحتى عام 2018 في محافظة اللاذقية لوحدها، وبحسب الإحصاءات العالمية فإن 96 % من الحرائق تكون مفتعلة من صنع البشر (عن قصد أو بغير قصد).
وحول الحرائق الأخيرة أوضح د. رقية أنها كانت مفتعلة، وقد تكون بقصد التفحيم، أو الحصول على أخشاب الغابات، أو أعمال إرهابية وتخريبية.
فيما كشف الباحث الأكاديمي في مجال الإشعار عن بعد أنه تم وضع خطط عام 2005 في هيئة الاستشعار عن بعد لإحداث نظام للإنذار المبكر وكان من المفترض تنفيذه خلال السنوات اللاحقة لذلك، إلا أنه لم يُنفَّذ حتى الآن، مشيراً إلى أن هذا النظام يعتمد على تقنيات الإشعار عن بعد وصور الأقمار الصناعية والكاميرات الحرارية.
ولفت د. رقية إلى أن آخر جهاز تم ابتكاره في ألمانيا للإنذار المبكر عن الحرائق بشكل عام يُدعى "الأنف الإلكترونية"، ويعتمد على تحليل روائح الغازات المنبعثة من الحرائق كغاز ثاني أكسيد الكربو وإرسال المؤشر لمراكز المراقبة المعنية، وهو جهاز يعمل على الطاقة الشمسية وغير مُكلف مادياً.
وأكد د. رقية أن وزارة الزراعة هي المسؤول المباشر المعني بالعمل على ذلك بالتعاون مع هيئة الاستشعار عن بعد، لأن إدارة الغابات تتبع لها.
كما ذكر الباحث في مجال الإشعار عن بعد أن هناك عدة أمور تساعد على معالجة إشكالية اندلاع الحرائق، أولها فتح طرق زراعية في الأماكن التي يصعب الوصول إليها، وثانياً يمكن بناء مراكز تجميع لمياه الأمطار في المناطق التي يصعب نقل المياه إليها، لتسهيل الحصول على المياه في حال حدوث حريق.
بالإضافة إلى إحداث سدّات مائية، وكذلك العمل على قص الأعشاب قبل يباسها، وتقليم الأجزاء السفلية من الأشجار بحيث ترتفع الشجرة عن سطح الأرض حوالي المتر، ما يحد من انتشار الحرائق.
وعند سؤال الباحث حول الأسباب التي تمنع الجهات المعنية من تنفيذ هكذا خطط، أجاب بأنه ليس هناك ما يمنع ذلك، والأمر يتطلب فقط الإرادة للقيام بالفعل.