طوكيو لواشنطن: امبراطور اليابان لن يستقبل بوتين للحد من حرارة الضيافة

الاتفاقية الروسية اليابانية

كتبت صحيفة "ماينتي" اليابانية عشية زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المرتقبة إلى اليابان أن موسكو وطوكيو شرعتا في بحث سبل صياغة تعاون اقتصادي مشترك في جزر الكوريل.

ورجحت الصحيفة اليابانية أن يتبنى الجانبان خلال زيارة الرئيس الروسي إلى طوكيو يومي الـ15 والـ16 من ديسمبر/كانون الأول الجاري صيغة للتفاوض بما يخدم إطلاق تعاون اقتصادي روسي ياباني في جزر الكوريل الجنوبية الروسية الأربع التي لم تيأس طوكيو  بعد من المطالب بإعادتها إليها، معتبرة إياها "أرضا يابانية محتلة".

وذكّرت الصحيفة اليابانية بأن مسألة التفاوض على تعاون اقتصادي ثنائي في الكوريل بين موسكو وطوكيو، كانت قد طرحت من قبل الجانب الروسي مطلع عام 2000، مشيرة إلى تعطلها رغم أهميتها البالغة بالنسبة إلى قطاع الأعمال الياباني.

ولفتت "ماينتي" النظر إلى خشية طوكيو أن تفسر موسكو العمل المشترك في الجزر الأربع بموجب التشريعات الروسية، وضرورة حصول رجال الأعمال اليابانيين على التأشيرة الروسية لدخول الجزر المذكورة، اعترافا يابانيا بسيادة روسيا على الجزر، وهو ما يتناقض مع "الموقف الياباني الثابت والمتمسك بعائدية الكوريل اليابانية".

وكالة "كيودو" اليابانية، وفي تعليق على الامتعاض الأمريكي حيال زيارة بوتين إلى اليابان، نقلت عن مصدر حكومي ياباني مطلع قوله إن الولايات المتحدة أعربت عن "قلقها تجاه هذه الزيارة واستقبال بوتين بحرارة هناك، فيما هو يقبع تحت وطأة عقوبات الدول السبع الكبرى، الأمر الذي قد يبعث لموسكو برسالة خاطئة مفادها أن المجموعة لم تعد صخرة صلبة" تقف في وجه كل التحديات.

وأضافت "كيودو" أن الجانب الياباني تردد كثيرا قبل تنظيم زيارة الرئيس الروسي، "ولم تدرج في برنامج زيارته استقبال امبراطور اليابان أكيهيتو له، بما يؤكد للحلفاء الأمريكان أنه لن يتم استقبال بوتين بحرارة في اليابان".

ويربط الجانب الياباني إبرام معاهدة سلام بين الدولتين بإعادة موسكو جزر الكوريل الـ4 التي ألحقها الاتحاد السوفيتي بأراضيه في إطار ما تمخض عن الحرب العالمية الثانية من نتائج.

وتستند طوكيو في إصرارها هذا، إلى الاتفاقية الروسية اليابانية الخاصة بالتجارة والحدود لعام 1855، فيما يتلخص موقف موسكو في أن جزر الكوريل الجنوبية دخلت إلى قوام الاتحاد السوفيتي نتيجة لما خلصت إليه الحرب العالمية الثانية، وأن سيادة روسيا على هذه الجزر شرعية لا غبار عليها، ومسألة عائديتها قد طويت إلى الأبد.