ظريف: التطرف والإرهاب أصبحا هاجسا لكل شعوب المنطقة وعلينا التكاتف لمحاربتهما

أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ضرورة معالجة ظاهرة الإرهاب والتطرف من خلال التكاتف والتعاون على المستوى الدولي بعدما أصبحت هاجسا لكل شعوب المنطقة.
وقال ظريف خلال مؤتمر مع نظيره البلجيكي ديدييه رينديرز في طهران اليوم إن "التعاون الدولي لردع الإرهاب أمر ضروري من خلال تبادل المعلومات والقيام بخطوات مشتركة ضده فهو لا يعرف الحدود وكل الذين يدعمونه ويدعمون الطائفية والتطرف هم أكثر عرضة للخطر الإرهابي الذي يهدد كل دول المنطقة".
وأوضح ظريف أن عدم معالجة ظاهرة الإرهاب على المستوى الدولي تعني أن العالم سيشهد الكثير من نماذج التطرف والإرهاب وليس على مستوى المنطقة فقط.
وأشار ظريف إلى أن المحادثات مع رينديرز كانت جيدة وشملت مستقبل التعاون الثنائي في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية لافتا إلى أن ايران تحترم التزاماتها والاتفاقات التي توقع عليها وأن الأهم أن تدرك الدول الغربية كيف يمكن لها أن تستعيد ثقة الشعب الإيراني وهو ما لم تقم به الولايات المتحدة بشكل جيد خلال الشهرين الماضيين.
من جهته شدد وزير الخارجية البلجيكي على دور إيران المهم في قضايا وملفات المنطقة وخاصة الأزمة في سورية داعيا إلى مشاركة إيران في المحادثات حول سورية بشكل رسمي من أجل البحث عن حل سلمي للأزمة فيها.
ورحب رينديرز بعودة العلاقات بين إيران والاتحاد الأوروبي وأعرب عن أمله في أن يكون الحوار مفتوحا لأنه أثبت أن كل المشاكل والأزمات تحل عبره مشيرا إلى أن زيارة المفوضة الاوروبية للسياسة الخارجية والامن كاترين آشتون المرتقبة لإيران ستكون مهمة لحل الكثير من القضايا وبناء علاقات متينة مع طهران.
وأشار رينديرز إلى أهمية إحياء العلاقات الثنائية الإيرانية الأوروبية وأهمية الدور الإيراني في المنطقة الذي فتح أبواب إيران أمام كل اللاجئين وكان سباقا في مكافحة المخدرات معربا عن أمله في التوصل إلى اتفاق شفاف ونهائي يبني الثقة بين إيران والمجتمع الدولي بخصوص النشاطات النووية الإيرانية.
يشار إلى أن وزير الخارجية البلجيكي يزور طهران لمدة يومين يجري خلالهما مباحثات مع كبار المسؤولين الإيرانيين وهو ثالث وزير خارجية أوروبي يزور طهران بعد زيارتي وزيرة الخارجية الإيطالية ونظيرها السويدي.
مستشار رئيس مجلس الشورى الإيراني: سورية تدفع ضريبة دعمها لحركات المقاومة
من جهته أكد مستشار رئيس مجلس الشورى الإيراني للشؤون الدولية حسين شيخ الإسلام أن ما تشهده سورية من أعمال إرهابية هو "نتيجة مواقفها الداعمة لحركات المقاومة في المنطقة" مضيفا أن "سورية تدفع ضريبة المقاومة والتعاون مع ايران ودعمها لحركات المقاومة".
وقال شيخ الإسلام في كلمة ألقاها في الاجتماع السنوي الدوري لاتحاد المهندسين الايرانيين في طهران.. "إن الأميركيين هاجموا سورية بدعمهم للمجموعات الإرهابية المسلحة لقطع الاتصال بين طرفي محور المقاومة الذي يمتد من إيران إلى لبنان".
وأشار شيخ الإسلام إلى أن هناك تنبها إسلاميا لخطر التكفير والتطرف ظهر خلال مؤتمر اتحاد البرلمانات الإسلامية الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي الذي عقد في طهران مؤخرا حيث أدانت جميع البلدان المشاركة ممارسات التكفيريين والمتطرفين الإجرامية.
وشدد شيخ الإسلام على أن "غياب السعودية عن مؤتمر اتحاد البرلمانات الاسلامية عكس المواجهة بين خطين وسواء شاركت في المؤتمر أم لم تشارك فانها الخاسرة في هذه الساحة لأن الإسلام المعتدل سينتصر" مؤكدا أن جبهة المقاومة أحرزت تقدما جادا في المنطقة في مقابل الكيان الصهيوني غير الشرعي والذي يشهد تراجعات في النظرية وعلى الأرض.
ووصف شيخ الإسلام المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة خمسة زائد بأنها "حرب دبلوماسية صعبة على الطاولة وشاقة" موضحا أنها ستستمر مادام طرفا المفاوضات لا يغيران مواقفهما إزاء الطرف الآخر مضيفا أن هدف مجموعة 5 زائد1 هو وضع منظومة للتحكم في جميع مناطق إيران وتحقيق أمور تفوق ما ورد في البروتوكول الاضافي لمعاهدة حظر الانتشار النووي.
وقال شيخ الإسلام: "إيران لن تحيد عن حقوقها في استخدام الطاقة النووية السلمية في اطار القوانين النووية للوكالة الدولية للطاقة الذرية كما أنها لا تعتزم حيازة ترسانة نووية" مشيرا إلى أن المشاكل القائمة مع الاميركيين ما هي إلا "صراع بين تيارين فكريين ونزاع وجودي لايمكن وضع نهاية له".
وأضاف شيخ الإسلام " أميركا تزعم أنها سيدة العالم وفي المقابل فإن إيران لن تساوم على عزتها والمواجهة مع الاميركيين بدأت منذ انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية وهي مستمرة حتى الآن".
وتتمسك إيران بحقها في امتلاك الطاقة النووية مشددة على سلمية برنامجها النووي واستعدادها لطمأنة المخاوف بهذا الشأن شرط الاعتراف بحقوقها وعدم المس بسيادتها.