ظريف ينتقد محاولة الغرب عرقلة اتفاق بشأن الملف النووي.

انتقد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مواقف المسؤولين الغربيين في محاولتهم لتوجيه أصابع الاتهام لإيران بعدم التوصل إلى اتفاق بشأن ملف بلاده النووي في جولة المفاوضات الأخيرة التي جرت في جنيف بين إيران ومجموعة "الدول الست" محذرا من أن ذلك يمكن أن يؤدي إلى انعدام الثقة بهم.
وقال ظريف في صفحته الشخصية على موقع تويتر "إنه مهما حاولوا تفسير مفاوضات جنيف حسبما يرتؤون لن تتغير الحقائق التي جرت خلال المفاوضات إلا أن هذا الأمر يمكن أن يؤدي إلى عدم الثقة بهم أكثر فأكثر".
وخاطب ظريف وزير الخارجية الأميركي جون كيري بالقول "هل إن إيران هي التي رفضت نصف المسودة التي قدمتها أميركا مساء الخميس وتحدثت ضده علنيا صباح الجمعة" مضيفا "إننا ملتزمون بالتعاطي البناء وأن التحرك على أساس اتخاذ الخطوات المتماثلة هو المفتاح للوصول إلى الأهداف المشتركة".
وكانت جولة المفاوضات النووية الأخيرة التي انطلقت في جنيف يوم الخميس بأجواء إيجابية ومتفائلة تعززت مع توجه وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى جنيف إلا أن التصريحات السلبية جدا الصادرة عن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي توجه بالتزامن مع كيري إلى جنيف لبدت أجواء المفاوضات.
وأكدت الكثير من المصادر الإعلامية والدبلوماسية أن المواقف المتصلبة لباريس في المفاوضات النووية هي التي حالت دون التوصل إلى اتفاق كان في متناول اليد تماما.
دهقان: مجلس الشورى سيكلف الحكومة تطوير التقنية النووية إذا أفشلت أمريكا المفاوضات النووية
من جهته أكد عضو هيئة رئاسة مجلس الشورى الإيراني محمد دهقان أن مجلس الشورى سيكلف الحكومة الإيرانية بتطوير التقنية النووية إذا ما أراد الكونغرس الأمريكي من خلال إجراءاته إفشال المفاوضات النووية.
وقال دهقان في تصريح له أمس نقلته قناة العالم الإخبارية "على الرغم من الشكوك التي تساور القيادة والشعب الإيراني حول سلوك ومصداقية أمريكا إلا أن الفريق الدبلوماسي الإيراني المكون من دبلوماسيين محنكين والذين يمتلكون منطقا قويا قد وافق على هذه المجازفة وجلس على طاولة المفاوضات".
وأضاف دهقان "إن فريق المفاوضين الإيرانيين أبدى مرونة خلال المفاوضات وقدم خارطة طريق واضحة حيث أعرب الوفد الأمريكي طيلة فترة المفاوضات عن ارتياحه للمقترحات الإيرانية".
ولفت الى إن "سلوك الغربيين مؤشر على أن إيران أثبتت منطقها ومصداقيتها للعالم من خلال الأدبيات المرنة والمناسبة" معربا عن أسفه لعدم حصول اتفاق في مفاوضات جنيف نتيجة تأثير اللوبي الصهيوني على المفاوضين الغربيين بالرغم من حصول تقدم جيد خلال هذه الفترة القصيرة.
وأشار دهقان إلى أن مجلس الشورى لا يتوقع أن تنتهي المفاوضات من خلال هاتين الجولتين لافتا إلى أن ما يثر دهشة الشعب الإيراني هو ثناء الجانب الغربي على المقترحات الإيرانية من جهة وتهديد الشعب الإيراني باللجوء إلى ممارسة الضغوط خلال المفاوضات من جهة أخرى.
وقال دهقان "إن سلوك الأمريكيين ناجم عن عدم مصداقيتهم وانطباعهم الخاطئ بأن إيران ذهبت إلى المفاوضات تحت وطأة الحظر" مضيفا "إن مشاركة إيران في المفاوضات لم تكن بسبب العقوبات وإنما لإثبات حقوق إيران" مؤكدا أن الشعب الإيراني لن يسمح بالتفاوض إلى أجل غير مسمى و"ستستمر المفاوضات مادامت عزة وعظمة الشعب الإيراني مصانة" ناصحا الدول الغربية بعدم استخدام لغة التهديد مع الشعب الإيراني.
وأوضح دهقان إن مرونة إيران في المفاوضات ستتواصل إلى الوقت الذي يبدي فيه الطرف الآخر مرونة من نفسه أيضا لأن هذه الفرصة لن تتوفر للغربيين على الدوام.
وقال دهقان إنه "إذا مارست أمريكا ومجموعة "خمسة زائد واحد" سلوكا متطرفا وغير منطقي في مواجهة مرونة إيران فإن أيدينا أيضا مفتوحة وإذا لم تتمخض المفاوضات عن نتائج ملموسة بسبب هذه التصرفات والمواقف المتطرفة فلا يوجد دليل على التزام إيران بتعهداتها السابقة".
وأوضح دهقان أن إيران تقوم بسد احتياجاتها من تخصيب اليورانيوم في الوقت الحاضر وإذا أراد الكونغرس الأمريكي من خلال إجراءاته إفشال المفاوضات فإن البرلمان الإيراني أيضا بإمكانه تكليف الحكومة تطوير التقنية النووية.
أوساط سياسية في طهران: التصرف الفرنسي خلال مفاوضات جنيف متفق عليه وفق سيناريو أعد في الكواليس
إلى ذلك أعربت أوساط سياسية في طهران عن اعتقادها "بوجود خلافات جزئية بين فرنسا وأميركا خلال مفاوضات جنيف" بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد إلا أنها أجمعت على أن "التصرف الفرنسي يأتي في الحقيقة وفق سيناريو أعد في الكواليس مع أميركا لتقاسم الأدوار".
ورأت هذه الاوساط كما بعض الوسائل الإعلامية الإيرانية والمصادر الأجنبية أن "وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس يتحمل مسؤولية عدم التوصل إلى اتفاق في جنيف" في حين حاول البعض منها إعطاء صورة ايجابية عن نظيره الأميركي جون كيري.
وكان مساعد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية لشؤون الإعلام والتعبئة العميد مسعود جزائري قال في الإشارة إلى أداء فرنسا في مفاوضات جنيف الأخيرة بين إيران ومجموعة الدول الست "إن أداء فرنسا اقتصر على الدور الموكل لها ويبدو أنها تلعب هذا الدور بصورة تبعث على السخرية".
ورأى محللون يملكون معلومات عن البرنامج النووي الإيراني أن إيران علقت التصرف الفرنسي في جنيف على شماعة الإدارة الأميركية.
وعزا المحللون أسباب الفشل في التوصل إلى اتفاق في جنيف إلى "مخطط أميركي وليس فرنسيا لمجموعة أسباب أهمها أن أميركا لو كان لديها الإرادة الحقيقية للتوصل إلى اتفاق لما تجرات أي دولة غربية على أن تجازف سياسيا وتعرض علاقاتها مع أميركا للخطر عبر رفضها الاتفاق" كما أن تصريحات كيري عقب المفاوضات تكشف أنها لم تبذل أي مجهود خلال المفاوضات لتعديل الموقف الفرنسي.
وأشار المحللون إلى أنه صحيح أن لفرنسا علاقات وثيقة مع الكيان الإسرائيلي ولكن هذه العلاقات ليست أوثق من العلاقات الأميركية الإسرائيلية لذلك يبدو أن أميركا ومن خلال حساباتها ومشاهدتها أن إيران على عجلة وتريد التوصل إلى اتفاق وإغلاق هذه القضية بسرعة بادرت إلى تحريك الجانب الفرنسي لاتخاذ موقف متشدد من المفاوضات.
بدوره قال مصدر دبلوماسي في طهران "إننا نتصور أن الأميركيين شعروا أن قيام فابيوس بخلط الأوراق سيدفع إيران إلى تعديل موقفها الأسبوع المقبل وتقديم تنازلات أكثر خشية من فشل المفاوضات".
فيما قال محلل آخر في تصريح لموقع إيران النووية "إننا نعلم بوجود خلافات وبعضها حقيقية وعلى سبيل المثال أن أميركا تذهب إلى ضرورة وقف نشاط منشأة اراك التي تعمل بالمياه الثقيلة خلال الأشهر الست المقبلة وعدم تزويدها بالوقود على أن يبقى العمل في بناء المنشأة طيلة فترة المفاوضات بين إيران والسداسية الدولية ولكن فرنسا تطالب بوقف كامل للعمل في اراك للمياه الثقيلة وفق اتفاقية مؤقتة".
وأضاف "إن فرنسا أكثر قلقا من أميركا حيال تعديل الحظر المصرفي والنفطي الأوروبي على إيران لأن أميركا لديها كونغرس هو الذي يتخذ القرار النهائي المتعلق بالحظر ولكن في أوروبا سيكون أي تعديل للحظر من قبل البرلمان الأوروبي بمثابة انهيار لهذا الحظر".
وأشار المحلل إلى أن إيران لا تأخذ هذا الخلاف على محمل الجد لأن هذه الأمور ليست ضرورية لدرجة أن تفشل بسببها مفاوضات بهذه الأهمية ومن المتيقن أن أميركا كانت ستمارس الضغوط على فرنسا للتخلي عن مواقفها لو أرادت ذلك.