عائشة القذافي تتولى بنفسها أمور العائلة

تحت هذا العنوان نشرت صحيفة "إزفيستيا" الروسية مقالا جاء فيه أن المحكمة الجنائية الدولية أكدت رسمياً توجه ابنة معمر القذافي عائشة بطلب إلى المحكمة للسماح لها بالمشاركة في الدفاع عن شقيقها سيف الإسلام. وتضيف الصحيفة أن المحكمة المذكورة لم تقرر حتى الآن قبول الطلب أو رفضه، علماً بأن المعنيين الرئيسيين برسالة عائشة القذافي موجودون في طرابلس، وليس في لاهاي.

وبهذه الخطوة تبعث ابنة الزعيم الليبي المقتول إشارة واضحة إلى السلطات الليبية الحالية على أنها تعتزم النضال من أجل تسليم شقيقها إلى لاهاي، وعدم السماح بالتنكيل به في ليبيا خارج إطار القضاء. وتنقل الصحيفة عن الناطق باسم المحكمة الجنائية الدولية فادي العبدالله أن المحكمة تلقت طلب عائشة القذافي بواسطة وكيلها في لاهاي نيكولاس كاوفمان. ويضيف العبدالله أن مكان وجود عائشة لا يزال مجهولا حتى الآن. وفي غضون بضعة أيام سيجتمع قضاة المحكمة لتقرير السماح، أو عدم السماح، لها بالمشاركة في المحاكمة. وإذا كان القرار إيجابيا فسوف يتعين عليها الحضور شخصيا في قاعة المحكمة. وتجدر الإشارة إلى أن آخر مرة شوهدت فيها السيدة القذافي كانت في آب / أغسطس العام الماضي في الجزائر التي اضطرت للهرب إليها من طرابلس رفقة شقيقيها محمد وهانيبعل، اللذين يختبئان - حسب معلومات غير رسمية - في فيلا حكومية غير بعيدة عن العاصمة الجزائرية.

عائشة القذافي، البالغة من العمر 36 عاما، تحمل شهادة جامعية بالحقوق، وبوسعها الدفاع عن شقيقها أمام محكمة لاهاي، ولكن المراقبين يعتقدون أن مغزى هذا المسعى يكمن في جانب آخر. تنقل الصحيفة عن المحلل في مركز السياسة الدولية بلندن أونيكاتشي فامبو أن طلب عائشة إلى المحكمة صيغ بطريقة يتضح منها أن المقصود ليس لاهاي بل طرابلس. إن عائشة تطلب عملياً من السلطات الليبية الجديدة تسليم شقيقها إلى محكمة لاهاي، وعدم محاكمته في وطنه، لأن هذه المحاكمة تعني عملياً إعدامه.

وتضيف الصحيفة أن النزاع بين المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا والمحكمة الجنائية الدولية حول مصير سيف الإسلام القذافي مستمر منذ تشرين الثاني / نوفمبر من العام الماضي، عندما ألقت فصائل المجلس الوطني الانتقالي القبض على ابن الزعيم الليبي السابق في جنوب البلاد. هذا وتعمل طرابلس الرسمية للحصول على الحق بمحاكمة سيف الإسلام وفق القانون الليبي، بينما تشير لاهاي إلى أولوية القانون الدولي، وتذكر المجلس الوطني الانتقالي بالتعهدات التي أخذتها على عاتقها ليبيا كبلد للديمقراطية المنتصرة. ويقول الخبير في معهد الشرق الأوسط سيرغي سيرغيتشيف إن عائشة القذافي باطلالاتها الإعلامية أوضحت أن عائلة القذافي تجاوزت الصدمة، واختارت زعيماً لها، ومستعدة لقيادة المقاومة ضد السلطة الجديدة. وإذا لم يكن من الواضح بعد من سيقوم بدور منسق العمليات الحربية داخل ليبيا، فإن عائشة شخصياً ستكون زعيمة المقاومة في الخارج.

ويضيف الخبير أن اختيار عائلة القذافي هذا يبدو مدروساً بعناية. كانت عائشة في عهد أبيها تتمتع بشعبية كبيرة في أوروبا، وكانت تعتبر نصيرة لتوجه ليبيا نحو الغرب. وتجدر الإشارة إلى أنها الآن لا تطلب الصفح عن أخيها، بل محاكمته محاكمة عادلة. إن محاولة قتل سيف الإسلام دون محاكمة، أو بعد إدانة صورية في ليبيا، ستشوه سمعة السلطة الجديدة في أنظار الأسرة الدولية، فضلا عن أنها ستمنح قوة جديدة لمقاومة أنصار القذافي داخل ليبيا. لقد أظهر هؤلاء أنهم أقوياء، وذلك عندما استولوا على بني وليد الأسبوع الماضي وانسحبوا منها دون اشتباك مع قوات الحكومة.

شام نيوز - ازفستيا