عابد فهد يعود إلى الدراما السورية بخمسة مسلسلات

اعترف الفنان السوري عابد فهد بغيابه عن الساحة الدرامية السورية بسبب انشغاله بأعمال خارج سورية لم توزع بشكل جيد ولذلك قرر العودة إلى الدراما السورية بخمسة مسلسلات لهذا الموسم، مؤكداً انه يستعد لتقديم مسلسل محمد الفاتح بانتاج سوري تركي مشترك.
وقال فهد في حوار مع صحيفة الاتحاد الاماراتية إن سؤال (أين أنت) تكرر على مسامعه من معارفه ومعجبيه في سورية، ولكثرة ما تردد، فإنه انتبه إلى أن كثيراً من الأعمال التي شارك فيها خارج سورية لم تعرض بسبب عدم كفاية التوزيع أو لأسباب أخرى، مما جعله يكتشف أنه غائب عن الساحة المحلية السورية، لذلك اختار أن يكرس جهداً ووقتاً كبيرين للأعمال الدرامية السورية المحلية، وهكذا امتلأت أجندته بعدة أعمال دفعة واحدة.
واختار عابد فهد أن يشارك في مرايا 2011 مع الفنان ياسر العظمة، ويقول: أنا (ابن مرايا) وأجد متعة بالعمل فيه، وأعود إلى ذاكرة جميلة وعزيزة علي.
ومن المعروف أن فهد انطلق في مسيرته الفنية من هذا المسلسل الشعبي، لذا يعود للمشاركة في عدد من لوحاته معتبراً ذلك حضوراً روحانياً أكثر منه عمل أو مادة. كما سيشارك في عدد من لوحات مسلسل (بقعة ضوء) الذي يخرجه هذا الموسم شقيقه (عامر فهد)، ويحاول أن يقدم من خلاله رؤية جديدة في التقاط المفارقة والرمزية والسخرية المريرة.
ويشارك عابد في مسلسل (الولادة من الخاصرة) تأليف سامر رضوان وإخراج رشا شربتجي، ويلعب دوراً رئيسياً من خلال شخصية ضابط أمن مصاب بمشكلات نفسية حادة، تجعله متسلطاً ومتقلباً إلى حد الجنون والتهور، مما يجعله خطراً على الآخرين وعلى نفسه.
ويعتبر عابد هذه الشخصية صعبة ومركبة لأن (رؤوف) له تركيبة نفسية خاصة أفرزتها مسيرة حياته التي عانى فيها من اليتم والحرمان والقهر والجوع، وهذه التركيبة هي ما تحركه في الحياة وتحدد مواقفه غير السوية، بحيث أنه يصبح في النتيجة ضحية وجلاداً في الوقت نفسه. ويتوقف عابد عند هذه الشخصية المتناقضة بعد دراستها، ليخلص إلى أنها شخصية فنية مركبة ومعقدة تغري الفنان بتجسيدها، وتترك له أن يحلق بأدائها إلى ذروة التعبير، باعتبارها تمثل حالة فردية في النهاية، رغم خطورتها على المجتمع.
ويقوم عابد فهد ببطولة مسلسل سوري جديد آخر يحمل عنوان (كسر الأقنعة)، وهو من النوع البوليسي، ويلعب فيه دور المحقق الذي يتابع الجرائم ويبحث في اكتشاف الفاعلين بمساعدة فريق مختص من المعاونين. ويبدو حذراً في مقاربة هذا النوع من الأعمال الدرامية حتى يتم تقديم عمل مقنع للمشاهد، مشيراً إلى أن المسلسل لا يشبه المسلسلات الأميركية وما تتضمنه من مطاردات واستعراضات قوة. وإنما يركز على الجريمة والمتهمين وجهود المحققين في كشف حقائقها، بحيث تكون دراما تشبه أي عمل درامي، تجري ضمن أحداثه جريمة ما، ويقوم المحققون بإظهار ملابساتها. كما يشير أيضاً إلى أن كل جريمة تستمر على مدى حلقتين أو ثلاث حلقات.
أما العمل الخامس السوري لعابد فهد هذا الموسم فهو (دليلة والزيبق) تأليف هوزان عكو وإخراج سمير حسين، ويلعب فيه شخصية (أحمد الدنف) راوي سيرة العيارين والشطّار، وستقتصر مشاركته في هذا المسلسل على خمس حلقات.
دخل النجم عابد فهد الدراما المصرية من خلال مسلسل (كابتن عفت) مع النجمة ليلى علوي، ولعب فيه شخصية شعبية مصرية، وحقق نجاحاً كبيراً، ولاسيما من خلال ما ظهر على الشاشة من تفاعل تمثيلي واضح بينه وبين ليلى علوي. كما شارك في فيلم (مملكة النمل) للمخرج شوقي الماجري، والذي يدور حول القضية الفلسطينية، ولعب فيه دور ضابط إسرائيلي، ويعتبر عابد هذا الفيلم بأنه يرتقي إلى المستوى العالمي، وهو يتوجه إلى المهرجانات العالمية الكبرى لشرح القضية الفلسطينية ومنحها المزيد من التعاطف في أوساط الرأي العام الغربي.
وفي جعبة عابد فهد عروض مصرية عديدة، فهو يستعد للمشاركة في فيلم مصري جديد هو (المصلحة) إلى جانب أحمد السقا وأحمد عز، وسيصور الفيلم في بيروت. كما سيقوم ببطولة مسلسل (توق) للمخرج شوقي الماجري هذا العام، أو في العام المقبل. كذلك، فهو يتابع مشروعاً مهماً يحضر له مع السيناريست محمد أبو سيف عن رواية (الحب في زمن الكوليرا)، حيث يقوم الأخير بتمصير العمل ونقله إلى البيئة المصرية، ولاسيما منطقة النوبة، ويبدي عابد إعجابه بالحلقات التي كتبت من العمل حتى الآن، لأن محمد أبو سيف يبدع قصة حب رائعة جداً ـ على حد تعبيره ـ وسيتم تصوير العمل هذا العام ـ إذا توفرت الظروف ـ أو سيؤجل للعام المقبل.
رغم قيامه بإخراج مسلسل واحد هو (أبيض أبيض)، فإن عابد فهد يؤكد بأن الممثل في داخله أقوى من المخرج، كما أنه يحب أن يلعب بمفرده، وعلى طريقته، وكذلك يقر بأنه كفنان لا يصلح لإدارة شركة إنتاج، ولهذا السبب فقد أوكل إدارة شركته (إيبلا) إلى شقيقه عامر، ومعترفاً أنه كفنان غير ناجح في إدارة العمل التجاري، كما أن مثل هذا العمل يربك أعماله كممثل، وهو الفنان المتقلب المزاج الباحث أبداً عن كل جديد.
يعترف عابد فهد أن الممثل شخص متقلب ويحكمه المزاج، ولا ضير من أن يتلون في أدواره ليكون متنوعاً، حتى لا يمله الناس. لذا، فإنه وبعد عودته إلى الأعمال المحلية السورية بقوة ليعلن عن وجوده في الساحة، يقفز مباشرة إلى عمل تاريخي هو الأضخم إنتاجياً في الدراما العربية، وبكلفة تصل إلى خمسة ملايين دولار، وهو يدور حول الخليفة العثماني محمد الفاتح ويحمل اسمه.
ولا يزال عابد يراهن عليه منذ عامين، ويعتقد أنه سيبدأ بتصويره هذا العام بين سوريا وتركيا،
وسيكون قراءة درامية لدور وأعمال هذا الرجل التاريخي المهم، ويعتقد عابد أن محمد الفاتح قد ظلم درامياً وتاريخياً، فلم يسلط عليه الضوء، رغم أنه أنهى العصور الوسطى بقضائه على الإمبراطورية البيزنطية، كما أنه وسع حدود الخلافة العثمانية في آسيا وأوروبا، وأقام نهضة حقيقية في حينه، أما على الصعيد الشخصي فقد كان موسوعة علمية وثقافية ومجيداً لعدد من اللغات، فضلاً عن كونه مؤرخاً من الطراز الأول.
ويشرح عابد حماسته لمسلسل (محمد الفاتح) فيبين أنه ليس المطلوب استحضار هذا الخليفة من جديد، بقدر ما نهدف إلى قراءة صحيحة لحقبة تاريخية مهمة في منطقتنا، وإلى الوصول إلى استنتاجات وعبر مفيدة ومطلوبة. وأكد أن المسلسل يتناول شخصية محمد الفاتح والأحداث برؤية حيادية وموضوعية بعيداً جداً عن التسييس.
شام نيوز