عازفات عن الزواج: لانحب الخضوع للأوامر....

يظن غالبية الناس أن هاجس الزواج حلم يطارد جميع الفتيات لدرجة أنه يقض من مضجعهن ويؤرق حياتهن ويجعلهن دائمات التفكير في هذا الموضوع.‏

ولكن واقع الحال أن هناك نسبة لابأس بها من الفتيات في وقتنا الحاضر قررن وعن سبق الإصرار والتصميم العزوف عن الزواج لأسباب عدة منها اجتماعية وأخرى اقتصادية وثالثة ثقافية.‏‏

ومن خلال جولات ميدانية شملت إحدى المدارس وأحد صالونات الحلاقة للسيدات وإحدى الصالات الرياضية الخاصة بالنساء التقيت بعض الآنسات العازبات وقد لفت نظري تصالحهن مع أنفسهن وسعادتهن الكبيرة بحياتهن وبواقعهن.‏‏

 سحر دندن مدرسة لغة عربية عمرها (42) عاماً التقيتها في صالة (الأيروبيك) حريصة جداً على ستايل جميل وقد لفت نظري حديثها عن الحميات الغذائية وعن اتباعها بشكل دقيق لتلك الحميات فسألتها عن سبب عدم زواجها مع أنها جميلة فذكرت أنها لاتحب أن تخضع لأوامر الرجل وتعليماته التي لاحدود لها، وهي ترى أن المرأة مهما سايرت الرجل يقول لها هل من مزيد وأنها أخذت العبر ممن تزوجن من أخواتها وصديقاتها فهي تحب الرياضة والسياحة والسفر والتسوق وتبادل الزيارات، وتكره تحمل المسؤولية الملقاة على عاتق ربة المنزل مثل الطبخ والتنظيف ومجاملة بيت الحماه ، ثم تستطرد سحر قائلة: كما ترين هذه المواصفات مع تلك الهوايات لا أظنها تناسب أي رجل فلذلك أنا أرى أن عيش الفتاة بلا زواج أريح بكثير من الأعباء الملقاة على المتزوجة.‏‏

الطموح العلمي‏‏

 عهد سالم عمرها (38) عاماً حصلت على درجة الدكتوراه بالاقتصاد منذ خمسة أعوام ، وتقول أثناء دراستي لم تكن فكرة الزواج مطروقة أبداً فأنا أحب العلم وأستمتع بالدراسة وأتابع كل الندوات الفكرية والمحاضرات الثقافية وأرى متعة كبيرة في الغوص والبحث العلمي وبعد حصولي على شهادة الدكتوراه يبدو أن عمري لم يعد له راغب فمواصفات الأشخاص الذين يتقدمون لطلب الزواج مني لم تعد تناسبني أبداً سواء من الناحية العلمية أو من الناحية الاجتماعية، فمثلاً تقدم مرة لخطبتي خياط أطقم رجالي، ومرة أخرى تقدم لخطبتي رجل منفصل عن زوجته ولديه ولدان، وبالطبع أنا أفضل أن أبقى بلا زواج على أن أتزوج بشخص واضح منذ البدء الفارق الثقافي بيني وبينه، أو الزواج برجل يريدني أن أكون مربية لأولاده.‏‏

 عائدة زعيتر تقول عمري (45) عاماً وأختي عمرها (48) عاماً ولقد جاءني خطّاب كثر جداً لأنني حلوة وتقهقه بطريقة محببة وعيوني ملونة كما ترين ولكن والدي رحمه الله كان يرفض مجرد الحديث عن زواجي قبل أن تتزوج أختي الكبرى ويبدو أن أختي نصيبها لم يأتِ بعد وها أنا مازلت أنتظر نصيبي الضائع أو لربما المفقود.‏‏

ظل رجل  السيدة مريم عبود متزوجة ولديها ثلاث بنات وولدان سألتها عن الفتيات هل هن متزوجات فأجابت بكل فخر واعتزاز الحمد لله جميعهن، وسألتها عن رأيها ببعض الفتيات اللواتي يعزفن عن الزواج فقالت أنا أحزن عليهن كثيراً وأتمنى من كل قلبي أن يأتي نصيبهن، فعلى رأي المثل «الرجل في البيت رحمة ولو كان فحمة » و «ظل رجل ولا ظل حيطة» وتختم حديثها قائلة المهم أنني زوجت بناتي وارتحت من هذا الموضوع.‏‏

 السيد عبد القادر العلي يقول عن رأيه بمن لايرغبن بالزواج: أنا من أنصار تزويج الفتاة من أول عريس يتقدم لخطبتها كي لاتبور وتصبح عبئاً على أهلها وإخوتها الشباب الذين تُلقى على عاتقهم مسؤولية مرافقتها بشكل دائم لكي يبعدوا كلام الناس عنهم، ثم يستطرد وطبعاً تلك المراقبة بل المرافقة تربك كل العائلة وتضع علامات استفهام كثيرة على الفتاة.‏‏

رأي علم الاجتماع‏‏

 الباحثة الاجتماعية نجوى سكر تقول : تعيش الأم على حلم أن ترى ابنتها في عش الزوجية وأن ترى أحفادها حولها.‏‏

وبعض الأمهات تلجأن إلى السحرة والدجالين وإلى بعض ذوي الخطوة والمكانة في العائلة لحث بناتهن على القبول ربما بأي عريس يتقدم لهن.‏‏

أما أسرتها فقد يثير موعد تأخر زواجها العديد من الأقاويل التي تمس سمعة الفتاة والأسرة وتُدخلهم في دوامات القلق، وقد تلجأ بعض الأخوة إلى العنف ضد أخواتهن وتشديد الرقابة عليهن. أما الأهل الواعون وهم أكثر فهم يتغاضون عن الموضوع بشكل كامل ويكتفون بعبارة لايوجد نصيب.‏‏

أخيراً لابد من التذكير بأن الزواج يعني الاستقرار وتكوين خلية جديدة في المجتمع بالإضافة إلى الأمومة التي تتوق إليها كل فتاة ، ولكن كل ذلك لايتعارض ولايتناقض مع الاختيار السليم الذي يضمن حياة زوجية ناجحة.