"عالبساطة".. هل تموّن الأسرة السورية الزيتون والبطاطا؟

علي خزنه – شام إف إم
لطالما كانت أغنية عالبساطة مثالاً حياً للعيش الرغيد والبسيط في البلدان العربية ومنها سورية، قبل عام 2011 ولكن اليوم مع الوضع الاقتصادي الذي يعاني منه السوريون منذ بداية الأزمة في البلاد، بات تأمين وجبة طعام متكاملة لأسرة مكونة من أربعة أشخاص من الأحلام، وانقلبت الآية وباتت أغنية عالبساطة شريط ذكريات ليس إلا، وباتت تكلفة البطاطا والزيتون والتي كانت تعتبر أكلة الفقراء وكأنك تعمل على تجهيز سفرة مليئة بأنواع مختلفة من الطعام.
مونة الزيتون لمن استطاع إليه سبيلاً!
يروي أحد الفلاحين وهو من أهالي ريف صافيتا أنه يتم بيع كيلو الزيتون الأخضر بسعر وصل إلى 15 ألف ليرة وفي بعض الأحيان إلى 20 ألف ليرة سورية وذلك بحسب نوعية حبة الزيتون وحجمها، مبيناً أن الإقبال هذا العام على شراء الزيتون كان قليلاً مقارنة بالسنوات الماضية نتيجة ارتفاع الأسعار.
كما أن أقل منزل يقوم بشراء ما يقارب 10 كيلو غرام من الزيتون أي نحو 150 ألف ليرة ناهيك عن تكاليف النقل، مشيراً إلى أنه حتى الزيتون لم يعد للفقراء لارتفاع سعره.
أما العيطون "الزيتون الأسود" يصل إلى 20 ألف ليرة بحسب نوعية وحجم الحبة وفي حال أرادت العائلة شراء 10 كيلو غرام يكون سعرهم 200 ألف ليرة سوري، ويحتاج ما يقارب 3 كيلو من زيت الزيتون ويصل سعرهم إلى 300 ألف ليرة، وبالتالي تكون التكلفة الإجمالية 500 ألف ليرة سورية.
وعن زيت الزيتون بين الفلاح ذاته أن سعر تنكة الزيت يبدأ من 800 ألف ليرة ويصل في بعض المناطق إلى مليون ونصف المليون ليرة سورية، وبات من يشتري تنكة واحدة "بيتو براس القلعة".
وللبطاطا حديث آخر
لطالما عُرفت البطاطا بأنها لقمة الفقير في سورية فكانت العائلة عندما تحتار باختيار الطبخة يكون البديل البطاطا بمختلف أشكالها إن كانت مقلية أم مسلوقة أو بأي طريقة ثانية، واليوم وصل كيلو البطاطا إلى 15 ألف ليرة سورية وهي تكون ذات النوعية "المالحة".
يقول أحد بائعي البطاطا في منطقة سوق الهال بدمشق إنه كان المعتاد أن تقوم الأسرة بشراء "كيس أو فلينة" بطاطا لتكون موجودة دائماً في المنزل ولكن اليوم يقتصر الشراء على الحاجة اليومية للعائلة ليس إلا، وبقي شراء الكميات الكبيرة للمطاعم ومحال السندويش أو للتصدير في حال تم السماح بذلك، مبيناً أن هذا الأمر لا يتعلق بالبطاطا فقط إنما يشمل كافة أنواع الخضار في الأسواق والتي كانت تشتريها الأسرة السورية بشكل شبه دوري وكميات كافية لاستهلاك المنزل لعدة أيام.