عام جديد ... واحلام قديمة

 

 

نبدأ اليوم عاما جديدا والعام الذي نودعه لم يكن عاديا، فقد شهد ثورات شعبية ورأينا رؤوسا كبيرة اما في السجن او المنفى او المقابر .

 

لم تسلم دولة عربية واحدة من الغليان الداخلي من البحرين حتى المغرب، والحراك مستمر ومتسع، والعلامة المميزة هي صعود الاسلام السياسي وتصعيد الطائفية السياسية والدينية بين السنة والشيعة وتصاعد المخاوف لدى قوى ديمقراطية وليبرالية ومدنية والاقليات وفي المقدمة المسيحيون.

والعام الماضي خلق حالة ضبابية غير واضحة حول المستقبل واحتمالات تداول السلطة والتعددية. كما شهد اول حالة تقسيم لدولة عربية هي السودان ومهد لحالة انقسام اخرى محتملة في العراق، وبدأت احلام التقسيم تراود افكار مجموعات مختلفة وقوى خارجية.

على المستوى الفلسطيني، كان العام الماضي خليطا من كل شيء، فقد تراجع الاهتمام العربي بنا وبقضيتنا وتمخض ما اسميناه استحقاق ايلول عن عضوية في اليونسكو وتجميد كل تحرك اخر. وزادت احاديث ولقاءات واتفاقات المصالحة ولكن لم تتغير الممارسات الميدانية كثيرا ، وظلت الاقوال بحاجة الى افعال، ونتحدث عن انتخابات في ايار القادم لكن الشكوك كبيرة في انجاز ذلك.

والعام الماضي شهد صفقة تبادل الاسرى التي اسعدت كثيرين واحزنت اخرين ظلوا وراء القضبان بعد ان تبددت احلامهم بالحرية.

الاخطر ان العام الماضي شهد حربا شاملة لتهويد القدس وتغيير طابعها وتقليص سكانها وابنائها الفلسطينيين، سواء من هم وراء الجدار وقد يصبحون خارج مدينتهم او داخله حيث تعد مخططات سحب هويات كثيرين منهم ايضا، كما ان الاستيطان مستمر بقوة في كل احيائها ومحيطها، وتتواصل مشاريع القوانين لاكمال الصورة، بينما نواصل نحن والامتان العربية والاسلامية اجترار بيانات الشجب والاستنكار والمطالبة ومناشدة الرأي العام الدولي الذي لا يستمع ولا يكترث الا بمصالحه ومشاكله الاقتصادية المدمرة.

وباختصار فاننا نستقبل العام الجديد باحلامنا القديمة في الحرية والاستقلال كما يستقبل عالمنا العربي هذا العام الجديد باحلامه القديمة حول الديمقراطية والانتعاش الاقتصادي والتطور الحضاري، والنتائج تبدو بعيدة التحقيق وتلف الفوضى كل شيء الى ان تتضح الامور. وكل عام والقراء بخير.

المفاوض .. والمقاوم

المفاوض الفلسطيني .. لا يفاوض .. والمقاوم لا يقاوم فما العمل؟

الحوار اخف اشكال التطبيع

ارتفعت في الايام الاخيرة وتيرة الرفض للتطبيع سواء ما يتعلق بالحوارات واوهام الفيدرالية لدى نخبة الغرف المغلقة و «تجار» بعض المنظمات غير الحكومية ، كما طال حتى بعض المطربين.

نتفق ان التطبيع في هذه المرحلة لم يعد مقبولا ولا مفهوما، ولكن الحوارات تبدو اخف اشكاله ومن يريد وقف التطبيع عليه ان يوقف الاستثمار والعمل خاصة في المستوطنات او بنائها والاستيراد والتنسيق وتصاريح VIP لا ان يحصر مقاومة التطبيع في منع اجتماع او حوار.

عرفنا من يحاول حماية الكنائس

في مصر فمن الذي يهددها؟

اصدر المجلس العسكري المصري تعليمات بتوفير حماية مشددة للكنائس في مصر، كما قررت جماعة الاخوان المسلمين تشكيل لجان شعبية للغاية نفسها، ولا سيما ان جريمة تفجير كنيسة القدسيين في الاسكندرية جرت في مثل هذه الايام تحديدا.

ان هذه المواقف تعبر عن نفسية وعقلية وتصرف ايجابي، لكن السؤال الاساسي هو من الذي يهدد الكنائس وماذا حدث للذين دمروا كنائس في السابق وهم كثيرون ومعروفون. هل اعتقلوا؟ هل تمت محاكمتهم؟ هل نالوا عقابهم القانوني؟.

المراقبون والمعارضون في سوريا

حين ترددت سوريا في قبول بروتوكول المراقبين الذي قررته الجامعة العربية، رأى المعارضون وغيرهم ان هذا دليل على سوء نوايا النظام. وحين تم التوافق على المراقبين وبدأوا يمارسون عملهم فعلا ، سارعت اصوات من المعارضة لتقول ان دورهم غير كامل وانهم لا يقومون باعمالهم جيدا وغير مؤهلين لذلك، ولا بد من تدويل الازمة وتحويلها الى مجلس الامن.

ان عمل المراقبين في بدايته ولم يقدموا تقارير نهائية ومواقف بعض اركان المعارضة المتسرع يدل على سوء نواياهم هم بالدرجة الاولى، ولا بد من الانتظار قبل اصدار الاحكام.

مليارات وطائرات

عقدت السعودية صفقة لشراء 84 طائرة حربية اميركية بقيمة نحو 30 مليار دولار. ويحاول البعض تصوير الامر انه لتعزيز دفاعات السعودية وليس لدعم الاقتصاد الاميركي ومصانع الاسلحة. وهذه المليارات الثلاثين ليست سوى جزء من مليارات اكثر واسلحة تتكدس في المخازن بينما شعوب عربية جائعة وقضية فلسطينة تعاني مأزقا ماليا في المعيشة او مقاومة الاستيطان والتهويد.

السلفية اليهودية

فوجىء كثيرون ببروز السلفية اليهودية في اسرائيل بصورة صارخة .. لكن الذين كانوا يعرفون العقليات والخلفيات لم يفاجأوا .. والسبب ان للسلفية مهما كان مظهرها، جذروا واحدة وعقلية واحدة.

وباختصار فاننا نستقبل العام الجديد باحلامنا القديمة في الحرية والاستقلال كما يستقبل عالمنا العربي هذا العام الجديد باحلامه القديمة حول الديمقراطية والانتعاش الاقتصادي والتطور الحضاري، والنتائج تبدو بعيدة التحقيق وتلف الفوضى كل شيء الى ان تتضح الامور. وكل عام والقراء بخير.