عامٌ كامل على الحرب في غزة.. كيف تؤثر الحروب على النتاج الأدبي والثقافي؟

عامٌ كامل على الحرب في غزة.. كيف تؤثر الحروب على النتاج الأدبي والثقافي؟

رزان حبش – شام إف إم

تحتل الحروب دائماً حيّزاً كبيراً من الأدب والشعر والتراث، وغالباً ما يكون التأثير بين الحرب والأدب متبادلاً، فالحرب وظروفها تؤثر على النتاج الأدبي، والأدب بدوره يوثق قصص الحرب ويعزز روح المقاومة.

 

وقال الكاتب والإعلامي الفلسطيني عمر جمعة لبرنامج "البلد اليوم" على "شام إف إم" إن الأدب وغيره من النتاج الثقافي كالفنون والمسرح والسينما هي انعكاس لواقع أمة أو شعب، بكل ما فيه من حكايات ومآسي ومشاعر، والحرب جزء من ذلك.

وأكد جمعة أن الحرب أثرت على الرواية الفلسطينية، والأدب الفلسطيني منذ بدايته هو أدب مقاوم، وكان الكاتب خليل بيدس أول من كتب رواية فلسطينية عام 1932 تحت عنوان "الوارث"، وكان الفلسطينيون آنذاك باشتباك مع الاستعمار البريطاني.

حيث انعكست هذه الحروب والتحولات السياسية والتاريخية على الأدب الفلسطيني بشكل عام والرواية بشكل خاص، وكان من أبرز الكتاب جبرا ابراهيم جبرا، وغسان كنفاني، ورشاد أبو شاور، ومن ثم حسن حميد، وفقاً لما قاله جمعة.

كما أشار جمعة إلى أن هذا الأدب لا يأتي بقصص خيالية، وإنما يمكن أن يمزج الواقع بالخيال، انطلاقاً مما يسمى بفنيات الأدب، مستشهداً حول ذلك بما ورد في الأدب الروسي مما كتبه "تشيخوف"، و"تولستوي" وغيرهم، الذين صوروا ما حصل خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية بما فيهما من قصص حقيقية.

واستذكر الكاتب أيضاً توثيق الاستعمار الفرنسي في سورية، وكيف عرفه المجتمع من خلال الأدب، كمجموعة "وداعاً يا دمشق" للكاتبة ألفة الأدلبي، وكذلك النتاج الأدبي للكتّاب: "كوليت خوري" و"عبد السلام العجيلي" وغيرهم من الأدباء السوريين الذين استطاعوا تأريخ المراحل المختلفة التي مرت بها سورية.

وبالعودة إلى الحرب الحالية والعدوان الذي يشنه جيش الاحتلال على قطاع غزة، أوضح جمعة أن هناك الكثير من الأمهات اللواتي فقدن أبنائهن، والعائلات التي مُسحت بالكامل من السجل المدني، ويوجد الكثير من الكتّاب والقصاصين الذين يوثقون حكاياتهم حتى تبقى خالدة في الذاكرة.

وحول تجربته الشخصية وتأثير الحرب عليه ككاتب، ذكر جمعة أنه يعمل حالياً على رواية تحمل اسم "شمعتان ووردة" وتتحدث عن الحرب التي مرت على سورية.

 

للأدب المقاوم وظيفة تعبوية، كما لفت الكاتب، فهو يعبئ الإنسان بمشاعر الحماس الجياشة ما يجعله أكثر اتصالاً بالأحداث من حوله، سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو وطنية كما القضية الفلسطينية اليوم.