عباس: نريد وقفاً كاملاً للاستيطان لمدة محددة أثناء المفاوضات

أكد الرئيس محمود عباس ان الفلسطينيين لم يتسملوا أي صيغة اميركية او اسرائيلية لتسوية عقدة الاستيطان، وقال: «ننتظر حتى نأخذ جواباً نهائياً». ووصف دعوة الرئيس باراك اوباما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الى تمديد تجميد الاستيطان وأمله في دولة خلال سنة بأنها «آمال» وليست «ضمانات»، مشدداً على ان الفلسطينيين يطالبون بـ «وقف كامل للاستيطان لمدة محددة ما دمنا في المفاوضات».
وأكد انه في غياب تجميد الاستيطان «سنعود إلى المؤسسات الفلسطينية، وإلى لجنة المتابعة العربية. وإذا نجحنا في استمرار التجميد، بالتأكيد سيكون هناك زخم للمفاوضات، ويومياً. نحن ليس لدينا مانع في أن تكون يومية ومستمرة ودائمة وجادة وواضحة وكل شيء على الطاولة. وإذا لم يحصل شيء، سنعود إلى هذه المؤسسات العربية والفلسطينية لنطلب رأيها». في الوقت نفسه، لفت عباس الى ان الجانب الفلسطيني حضّ الاميركيين على دفع المسار السوري - الاسرائيلي في عملية السلام، وقال: «ألححنا أن يبدأ المسار السوري - الإسرائيلي، وكذلك أن تُحل مشكلة المزارع وتوابعها الخاصة بلبنان، وهذه أيضاً تحتاج إلى حل، وهي أرض محتلة».
وحول سؤال عن أن موعد الأحد موعد فائق الأهمية، وهل يتوقع أن يؤدي إلى انفراج لجهة صيغة معينة مقبولة للفلسطينيين أجاب عباس "نحن إلى الآن لم نستلم شيئاً من الأميركان، وبالتالي علينا أن ننتظر حتى نأخذ جواباً نهائياً، ربما نحصل عليه اليوم مساءً (الجمعة). إلى الآن لا يوجد شيء، لم يقدموا أي شيء. الحوار في شأن وقف الاستيطان هو كلمة: إما أن يمددوا تجميد الاستيطان أو لا يمددوه. حتى الآن لم نحصل على جواب واضح، يمددون أو لا يمددون"، فلا "صيغ إسرائيلية ولا صيغ أميركية".
وأشار عباس إلى أن الفلسطينيين طالبوا بـ "وقف كامل للاستيطان لمدة محددة ما دمنا في المفاوضات. يعني نفترض جدلاً أننا أخذنا مدة 3 أشهر ولم نكمل شيئاً، المفروض أن نستمر ويستمر تجميد الاستيطان. هذا ما اقترحناه نحن. والجواب لم يأت بعد".
ولفت إلى أن الرئيس الأميركي لم يقدم ضمانات بل "قدم موقفاً أميركياً في ما يتعلق بالاستيطان، بأنه لا بد من وقفه. تكلم عن أمله في أنه خلال العام المقبل يكون هناك عضو جديد في الأمم المتحدة، دولة فلسطين. هذه آمال"، مضيفاً أن الأمريكيين "قالوا بالحرف الواحد أن السنة كافية لإنهاء المفاوضات والتوصل إلى نتائج إيجابية. لذلك ثُبتت كمبدأ واتفاق على أن هذه السنة المقبلة، إذا استؤنفت المفاوضات، تكون كافية للوصول إلى حل".
وأكد عباس أن "هناك نقص في الدعم في شكل عام، وهذا النقص في الدعم رتب علينا الديون للبنوك. حتى نستطيع أن نستمر أو نواجه متطلبات موازنة السلطة، لا بد أن تصلنا أموال أكثر من التي وصلتنا. الأميركان يعرفون بالضبط لأن كل شيء عندنا واضح، موازنتنا واضحة منشورة على الانترنت، وفي الصحف، منشورة في كل مكان، ويراقبها البنك الدولي وصندوق النقد الدولي يعرف كل هذا بالتفصيل المُمل. وبالتالي هم يعرفون ماذا ينقصنا وماذا نحتاج".
وأضاف "من وجهة نظرنا فإن المبادرة العربية واضحة جداً. تقول فيما إذا حصل الحل وإذا انسحبت إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة جميعها، فالدول العربية وتتبعها الدول الإسلامية، جاهزة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل"، لافتاً إلى أن الفلسطينيين لا يعتقدون بأن الدول العربية ستقبل بالقيام بإجراءات قبل أن ترى الأمور أكثر وضوحاً مما هي عليه الآن.
وحول أهمية تحرك المسار السوري الإسرائيلي بالنسبة للمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية قال عباس إن هذا التحرك "لا يساعد فقط، بل نحن طلبنا وألحينا أن يبدأ المسار السوري - الإسرائيلي، وكذلك أن تُحل مشكلة المزارع وتوابعها الخاصة بلبنان، وهذه أيضاً تحتاج إلى حل، وهي أرض محتلة. أعتقد أن (المبعوث الأميركي) جورج ميتشل، عندما ذهب إلى كل من دمشق وبيروت، فتح هذا الموضوع مع رؤساء الدولتين في ما يتعلق بهذا الأمر. أنا أرجو أن يُستأنف الحوار السوري - الإسرائيلي برعاية تركية. هذا كان طلبنا، وهذا ما حمله ميتشل منا، وطبعاً هو مقتنع به. وبالتالي، عندما يُقال أو يشاع أن المسار السوري - الإسرائيلي الآن يمكن أن يكون على حساب المسار الفلسطيني - الإسرائيلي، هذا كلام لا أساس له من الصحة"، منوهاً إلى أن هذا التحرك سيكون تحت رعاية تركية، "إنما إسرائيل الآن متوجسة من تركيا لأسباب عابرة، لكني أعتقد أن العلاقات التركية - الإسرائيلية موجودة. اتفاقات ومعاهدات موجودة، وبالتالي تركيا تستطيع أن تلعب هذا الدور، خصوصاً انها من دول المنطقة وتستطيع أن تفهم الوضع السوري - الإسرائيلي أكثر من غيرها".
وأشار غلى الدور الفرنسي قائلاً "هناك جهود فرنسية بلا شك مع السوريين، لكننا لا نعرف إلى أين وصلت. إنما أيضاً هذه الجهود نعتبرها جهوداً مشكورة، أن تقوم فرنسا بهذا الجهد من أجل تحقيق المسار السوري - الإسرائيلي، هذا شيء جيد جداً".
ورأى عباس أنه ربما تكون لإيران وجهة نظر أخرى، لكن سورية تعرف مصالحها أيضاً وتعرف أهمية الوصول إلى سلام مع إسرائيل. إنها ستسترد أرضها، وهذه فرصة تاريخية لها. لا أعتقد أن سورية تقبل، فيما لو لاحت فرصة مرة أخرى، أن ترفض مثل هذه الفرصة.
وحول "التلاسن الذي حدث بين عباس ونجاد وعن حدوث أي اتصال بين الطرفين على أثر ذلك قال عباس "لم يحصل اي اتصال حتى الآن، ونحن لا نمانع أن يحصل. لكن عندما يتحدث الرئيس أحمدي نجاد ويقول نحن لا يحق لنا، هذا كلام لا نقبله. لا يحق لنا أن نقوم بالمهمة، مهمة المفاوضات، هذا كلام لا يجوز له أن يقوله. ولهذا ردينا عليه بأن هذا تدخل سافر في الشؤون الفلسطينية، وليس من حق أحمدي نجاد أو غيره أن يتدخل في شؤوننا الداخلية".
وأكد عباس على أن فكرة الذهاب إلى غزة قائمة، لكن لا يعني هذا أنها ستكون قريباً، إنما الفكرة بحد ذاتها قائمة، وأن هذه الزيارة إلى غزة ستكون لـ "تحريك الوضع، لعل وعسى أن نستطيع أن نستعيد اللحُمة خصوصاً ونحن لم نقطع اتصالاتنا مع حماس إطلاقاً، والدليل على ذلك أن هناك وفداً فلسطينياً الآن في دمشق للقاء خالد مشعل وغيره من القيادات".
ونوه عباس إلى أن اللقاءات في دمشق تعني أن هناك فعلاً تقدماً في المصالحة الفلسطينية الفلسطينية، منتظرا "أن يسمع من وفد فتح ماذا حصل بينهم وبين وفد حماس حتى يعرف إذا كان هناك تقدم".
وشدد عباس على أنه "لا يوجد لدينا أي شروط إلا أن تذهب حماس وتوقع على الوثيقة المصرية، وبعد ذلك إن كانت لها ملاحظات ستؤخذ في الاعتبار لأنه أيضاً ستكون لغيرها ملاحظات. لذلك الآن لا نبحث أي تعديلات إطلاقاً على الوثيقة المصرية. توقع ثم بعد التوقيع يكون هناك الحديث عن الملاحظات، فهي شيء آخر. لو حصل التوقيع، عندنا خطوات. الخطوة الأولى هي تشكيل حكومة فلسطينية، ربما مثلاً من مستقلين وغيرهم. نحن لا مانع لدينا، وهذه الحكومة لها مهمتان أساسيتان: المهمة الأولى أن تحصل على الأموال التي رصدت في مؤتمر شرم الشيخ لإعادة بناء غزة، والثانية أن تقوم الحكومة بإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية، تحدد الموعد وتشرف على الانتخابات"، لافتاً إلى أنه لا يعرف فيما إذا كان هناك شروط لحماس أم لا، فحماس "من حيث المبدأ ترفض الانتخابات، هذا موضوع آخر، إنما لا أعتقد أن هناك شروطاً... أي شروط؟ يعني الرقابة والمراقبة والإشراف الدولي وغيره؟ كل هذا موجود، والنزاهة موجودة واللجنة المشرفة على الانتخابات هي لجنة مستقلة وليست لجنة حكومية. نحن من القلة القلائل في العالم العربي وغير العربي حيث تشرف على الانتخابات لجنة مستقلة. وتعرف حماس تماماً أن هذه اللجنة مستقلة ونزيهة. والدليل على ذلك انتخابات عام 2006".
شام نيوز - الحياة