عباس ومشعل يزوران تركيا دون أن يلتقيا

عقب يوم من وصول أبو مازن، أجرى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خاد مشعل محادثات مع كبار المسؤولين الأتراك حول التطورات الفلسطينية خاصة سبل حل الخلافات.
ويأتي بروز الدور التركي في ملف المصالحة، مع إشارات على تحسن العلاقة التركية الإسرائيلية، فقد عبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لنظيره التركي رجب طيب أردوغان عن رغبته في عودة التعاون بين البلدين، كما يتوقع أن يصدر تقرير إسرائيلي يوجه انتقادات شديدة لنتنياهو ووزير الدفاع إيهود باراك على أدائهما في قضية أسطول الحرية، فيما قد يعتبر إشارة حسن نية لأنقرة التي تطلب اعتذاراً عن مقتل عشرة نشطاء أتراك خلال الهجوم الإسرائيلي على سفينتها مرمرة التي شاركت في الأسطول العام الماضي، رغم أن السفينة المذكورة انسحبت من أسطول الحرية 2 الذي سيبدأ تحركه تجاه غزة قريباً.
وأجرى مشعل محادثات مع وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو بشأن الجهود العالقة حول تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية، ونقلت صحيفة «زمان» التركية إن الوزير التركي حث مشعل على المحافظة على الوحدة الفلسطينية.
وقال أوغلو أمس الأربعاء إن بلاده مستعدة لتقديم أي مساهمة لضمان استمرار المصالحة بين حركتي فتح وحماس. وأضاف «نعلق أهمية كبيرة على المصالحة بين الفلسطينيين».
ووصل مشعل بعد يوم فقط من بدء الرئيس الفلسطيني زيارة لتركيا لإجراء محادثات مع المسؤولين الأتراك فيما كان من المقرر أن يلتقي مشعل وعباس في القاهرة الثلاثاء لمناقشة تشكيلة حكومة الوحدة، قبل أن يعلن عن تشكيل اللقاء، بعد شيوع تسريبات عن خلاف على موقع رئاسة الحكومة المؤقتة.
وتعهدت الحركتان في أيار باختيار مستقلين لتشكيل حكومة تعد للانتخابات التشريعية الرئاسية في غضون عام، ويتمسك عباس بتولي رئيس حكومة تصريف الأعمال سلام فياض رئاسة الوزراء، بينما ترفضه حماس، في حين رشحت حماس جمال الخضري، لكن فتح رفضته وقالت إنه من أصول إخوانية وشخصية غير مستقلة.
وبالأمس، انتقد رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية موقف فتح، معتبراً أنه «لا يتفق مع روح المصالحة، ويندرج خارج إطار الوحدة الفلسطينية»، كما وصف الخضري بأنه «شخصية مستقلة وأحد الشخصيات التوافقية، ورشحته حماس التزاماً منها بطبيعة الاتفاق بحاجتهم لشخصية توافق».
ولم يخرج أي تصريح رسمي تركي يوضح إن كان اللقاء المؤجّل بين مشعل وعباس سيجري في أنقرة، وقال دبلوماسي تركي «ليس مبرمجاً عقد أي لقاء بين مشعل وعباس».
وسيجري عباس لقاءات مع أردوغان وأوغلو والرئيس التركي عبد اللـه غول خلال زيارته التي تستمر يومين.
وتأتي لقاءات أنقرة، في وقت عبر نتنياهو لأردوغان عن رغبته في عودة التعاون بين البلدين وذلك في خطاب تهنئة له بمناسبة فوز حزب العدالة والتنمية الذي يرأسه أردوغان في الانتخابات البرلمانية الأخيرة.
وحسب صحف تركية فإن نتنياهو أوضح لأردوغان أنه يريد حسم جميع القضايا المفتوحة مع الحكومة التركية وإحياء ما سماه «روح الصداقة» بين البلدين.
ووصلت العلاقات التركية الإسرائيلية إلى نقطة حرجة قبل نحو عام عندما هاجم جنود إسرائيليون السفينة «مافي مارمارا» وقتلت تسعة أتراك.
وكان من المقرر أن تبحر السفينة مرة أخرى أواخر الشهر الجاري لكسر الحصار الإسرائيلي على القطاع أو محاولة ذلك على الأقل ولكن المنظمات التركية المشاركة في الأسطول نزلت عند ضغوط أردوغان وعدلت عن الرحلة فيما بررته بأنه يعود لأسباب فنية.
وتصر أنقرة حتى الآن على أن تقدم إسرائيل اعتذاراً على هجومها وأن تدفع إسرائيل تعويضاً للمتضررين من الهجوم الذي أدى لتجميد العلاقات التركية الإسرائيلية كشرط لتطبيع العلاقات بين البلدين.
ورغم أن إسرائيل رفضت تقديم مثل هذا الاعتذار قبل الآن، إلا أنه يتوقع أن يصدر مراقب الدولة الإسرائيلي القاضي المتقاعد ميخائيل ليندنشتراوس قريباً تقريراً يوجه فيه انتقادات لنتنياهو وباراك لعدم تقديرهما «حجم الحدث وانعكاساته»، كما وينتقد الحكومة بأنها «لم تعمل بالشكل المناسب على المستوى الدبلوماسي من أجل منع انطلاق الأسطول».
بإطار متصل، قررت عضوتان في حزب «اليسار» الألماني عدم المشاركة في أسطول الحرية الثاني في أعقاب قرار للحزب يرفض المشاركة في الأسطول بعد اتهامات وجهتها إسرائيل لعدد من أعضاء الحزب بـ«معاداة السامية».
وكالات